تتم تجربة التنويم المغناطيسي Hypnotism بواسطة استخدام طاقات العقل الباطن , و النوم الحاصل يكون نوماً من نوع خاص ، فهو حالة بين الوعي و اللاوعي ، و يُحس النائم بشعور مريح بالنشوة و الاسترخاء النفسى و الهدوء و السعادة الفياضة حتى إنه لا يرغب فى اليقظة من نومه و العودة إلى حالة الوعى و الانتباه .
و أثناء هذا النوم يستطيع الإنسان أن يسمع الأصوات ، و يشم الروائح و يتحكم في تصرفاته ، و يعتمد على العقل الباطن و ليس على العقل الواعي ، و يُسيطر المنوم سيطرة تامة على نفس المريض النائم و عقله الباطن ، و النائم لا يملك إلا أن يستجيب له .
و يتحقق الكثير من الفوائد الصحية بواسطة التنويم المغناطيسي ، منها :-
- بلوغ مرحلة من الصفاء النفسي ، و التحرر من قيود العقل الواعي .
- قدرة العقل الباطن على مقاومة كثير من الأمراض البدنية .
- استطاعة النفس التكيف مع الآلام البدنية المصاحبة لبعض الأمراض .
- سيطرة العقل الباطن ، فيَشفي النفس من بعض الصراعات النفسية ، و من بعض الاضطرابات النفسية كالوسواس القهري و بعض الأمراض النفسية البدنية مثل : الربو الشعبي ، و القولون العصبي ، و اضطربات السلوك ، كالانطواء النفسي و الخجل... إلخ .
العلاج بالتنويم المغناطيسي
العلاج بالتنويم المغناطيسي يُسمى Hypnotherapy وهو أحد المجالات العلاجية التي ينتشر استعمالها في الوقت الحالي لعلاج العديد من الأعراض المرضية البدنية منها و النفسية .
و يصير المريض بواسطة التنويم فى حالة نفسية تقبل الإيحاء من الآخرين : إذ تتقلص دائرة الوعي و يركز المريض انتباهه على المعالج ، و هو مستعد للاستجابة له دون تردد .
و الإنسان في حالة التنويم المغناطيسي يكون كإنسان نائم نوماً طبيعياً ، إلا أن النوم بواسطة التنويم المغناطيسي - و إن كان يشبه إلى حد كبير النوم الطبيعي - ليس كذلك من الناحية الفسيولوجية و لا يحدث فى رسام المخ الكهربائي أي موجات تشبه موجات النوم الطبيعي , بل إنه يسجل أثناء التنويم موجات تشبه تلك التي يسجلها في حالات الوعي و اليقظة .
و في حالة التنويم العميق ، يحدث للمريض استرخاء عضلي و نفسي ، و تكون استجابته لإيحاءات المنوم كاملة و فورية و لا يتذكرها بعد استيقاظه .
الأمراض التى يمكن علاجها بالتنويم المغناطيسي
يقول المتخصصون إنها أمراض كثيرة ، منها :
- الاكتئاب النفسي
- عدم الثقة بالنفس
- الخوف من الأماكن المرتفعة
- الخوف من الأماكن المزدحمة
- الخوف من الأماكن المغلقة
- قضم الأظافر
- إدمان التدخين
- النهم فى تناول الطعام
- التبول غير الإرادي
- علاج السكر النفسي
- علاج ارتفاع ضغط الدم النفسي
- علاج آلام الظهر و الرقبة النفسي
- الخوف من الولادة
- الأرق .... إلخ
التنويم المغناطيسي وتحضير الأرواح
التنويم المغناطيسي تنويم صناعي يُحدثه المتخصصون في هذا العلم ، و تظهر منه خوارق ، قالوا : إنها تدل على أن له روحاً متميزة عن المادة .
أما المباحث الروحية ، فهي فن توصل إليه علماء أوروبا و أمريكا ، و اعتقدوا أنهم يستحضرون به الأرواح من عالمها فتحضر أمامهم ، فتكلمهم و تثبت لهم بكل دليل أنها روح فلان الميت . و كلُّ ذلك كان معروفاً من أقدم العصور ، فقد كان يعرفه المصريون القدماء ، و الآشوريون و الهنود القدامى ، و الرومان ، إلا أنه لم يكن يتعدى الهياكل و المعابد و لم يشتغل به إلا رجال الدين .
و توجد طرق عديدة لإدخال الشخص الوسيط فى حالة التنويم المغناطيسي ( أو التنويم الإيحائي ).. و من هذه الوسائل أن يطلب المنوم من الشخص الوسيط الاسترخاء و إغماض عينيه ، و التركيز على نفسه .
و يصير و مع الدخول في حالة الاسترخاء النفسي و العضلي و العقلي ، إلى درجة عميقة ، يشعر الوسيط بالابتعاد تدريجياً عن الواقع ، و لكنه يستمر في سماع ما يُردَد حوله ، و يكون مستعداً لتلقي الأسئلة التى يلقيها المنوم ، و تدخل إلى العقل الباطن مباشرة ، و يفعل ما يأمره المنوِّم به ، و عندما يستيقظ من حالة النوم يشعر بالانتعاش طبيعياً .
في سنة ۱۸۲۳ أطلق الباحث الإنجليزي جيمس بريد مصطلح المغناطيسية الحيوانية Animal magnitism و ظل هذا المصطلح حتى أوائل القرن العشرين حيث غُيّر إلى اسم ( التنويم المغناطيسي ) ، و اتفق المتخصصون على أن هذا النوع من التنويم إحدى طرق التطهير النفسي ، و قد مارسه كل من العالمين بروير و فرويد .. إلا أن فرويد سرعان ما تركه و أنشأ طريقته الخاصة بالتحليل النفسي كإحدى سبل العلاج النفسي .
و الإنسان الذي يخضع للتنويم المغناطيسي ، يصير قابلاً لتلقي إيحاءات و تنفيذ الأفعال التي يُؤمر بالقيام بها أثناء النوم ، بل و يُنفذ تلك الأوامر و الإيحاءات بعد عودته إلى اليقظة .
و يهتم بعض الأطباء في العالم العربي بالتنويم المغناطيسي الذاتي ، و هي طريقة من الإيحاء الذاتي تُساعد بدرجة كبيرة على تحرر الإنسان من بعض العادات السيئة و اكتساب عادات أفضل ، مثل التحرر من إدمان المخدرات و الخمور و التدخين ، و تحرر الإنسان من الشعور بالدونية ، و من بعض الآلام النفسية و البدنية .
و تقوم هذه الطريقة من الإيحاء النفسي بالاستعانة بالتنويم المغناطيسي الذاتي ، على خلق صورة من الذات تندمج تدريجياً مع شخصية الإنسان بحيث يصير الإنسان كما يريد أن يكون .
و قد تأسست جمعيات المباحث الروحية في لندن و نيويورك ، و كثير من المدن الكبرى في أوروبا ، و يعمل بها علماء مشهورون ، تُحتَرم آراؤهم . و قال العالم ( بيو ) فى كتابه ( المخاطبات على المغناطيس الحيوي ) : -
( إن التنويم المغناطيسي لم يعرف الناس قدره الحقيقي إلا حديثاً ، و له درجات عديدة ، ففى أول درجة يتذكر الإنسان اسمه ، و يكون مالكاً لجزء من حريته ، ثم يدخل في درجات أخرى من النوم ، يقع فيها تحت تصرف المنوم ، يوجهه كيف يشاء ، و يطيع كل ما يقوله له طاعة تامة ) .
و لا يتأثر النائم بأي ألم عضوي ، و يفقد الشعور بكل أحاسيس حواسه .
و اعتقد العلماء المشتغلون بهذا الفن ، أنهم أثبتوا وجود الروح بالأدلة الحسية .
و هذه المشاهدات ليست مقتصرة على عدم الحس ، بل على أمور أخرى مهمة كالإخبار بالمغيبات و النفوذ إلى أذهان الحاضرين ، مما لا يكاد يصدقه عقل .
و في رأينا أن كثرة ما كُتب عن التنويم المغناطيسي ، و مجالس تحضير الأرواح تجعل أي عالم يفكر فيها و يضعها موضع الاعتبار ، و لا يهملها و ينكرها . لذلك فإنه ينبغي أن يضعها العلماء كاحتمال علمي . و لا شك أن علم ما وراء الطبيعة Metaphysics علم له أسس راسخة .
قال العالم ( بيو ) أيضاً فى كتابه ( المخاطبات على المغناطيس الحيــوي ) : - إن هناك أدلة في هذا الموضوع على وجود الروح و خلودها ، و اتصال أرواح الأحياء بأرواح الموتى .
و في الخاتمة :
لم يتم ذكر ما يُسمى بالتنويم المغناطيسي و تحضير الأرواح في القرآن الكريم أو الحديث النبوي الشريف , لذا لم تتم إباحته من عدمه.
أما القصص العديدة عن تحضير الأرواح ، و ما يقوم به المنوم من أعمال خارقة ، فإننا لا ندري مدى الصحة فيما يقولون ، و الاحتمال الأكبر عندنا أن كل ما تحدثوا عنه له صلة كبيرة بالجن و ليس بالروح لأن لكل إنسان قرينين ، قرين من الجن و قرين من الملائكة ، كما أخبرنا الحديث النبوي الشريف .
تابع أيضاً : الطبيب الساحر