النوم عند الإنسان : لماذا ننام ؟

الإنسان والنوم : لماذا ننام ؟  human and sleep

كلنا ينام ، و عن سبب النوم الرئيسي لم يتوصل العلماء إليه ، لكن أمكن التوصل إلى بعض العوامل المساعدة و منها أن لم يكن أهمها التعب الشديد . حيث يشعر الإنسان بالراحة في جسده بعد أن ينال قسطاً من النوم .

كيف يحدث النوم ؟

مركز النوم أو مراكزه موجودة في الجزء السفلي من جسر ساق المخ . و تتم افراز مادة ناقلة للإشارات المخية تُسمى ( السيروتونين ) فيفقد المخ نشاطه و يبدأ الإنسان في مراحل النوم المختلفة .

النوم والحواس

أول الحواس التي تفقد حساسيتها عند النوم هي حاسة البصر ، يتلوها حاسة التذوق و حاسة الشم و أخيراً حاسة اللمس ، و كلما كان النوم أعمق كلما كانت مدته أطول .

أنواع النوم

النوم نوعان يحدثان كل ليلة:

نوم الموجة البطيئة : 

  • يشكل 75% من نوم الإنسان كل ليلة . 
  • فيه يحدث تباطؤ شديد في موجات المخ ( حسب رسام المخ ) و يتميز بالعمق الذي يمد الأجسام بالراحة , و تبدأ به عملية النوم . 
  • و يحدث تناقص في ضغط الدم يتراوح بين 10% و 30% . 
  • و كذلك تناقص في سرعة النفس و معدل التمثيل الغذائي .
  • و يتميز أيضاً بازدیاد افراز هرمون النمو بينما يتناقص إفراز الهرمونات المطلوبة لمواجهة الاجهاد مثل النورادريثالين و الكرتيزون .
  • و تتناقص فيه الاحلام و لا يتذكرها الإنسان غالباً حين استيقاظه . 
  • و خلال هذا النوع يسهل تنبيه النائم بالمثيرات الحسية كاللمس أو الصوت أو الضوء . 
  • و هذا النوع يسبب تجديد الخلايا .
  • و كذلك يزداد معدل استبدال البروتينات في العين و المخ .

نوم الحركة السريعة للعين : 

  • و هو يشكل ٢٥% من كمية نوم الانسان البالغ في كل ليلة .
  • و هو يحدث في شكل موجات تتخلل النوع الأول ، أول موجة منه تظهر بعد حوالي مائة دقيقة من بدء النوع الأول و تستمر كل موجة من ٥ الى ٣٠ دقيقة تقريباً , و كلما كان النائم متعباً قل تكرار هذه الموجات .
  • و يتميز هذا النوم بكثرة الاحلام و تبقى في الذاكرة بعد الاستيقاظ ( خلافاً للنوع الأول ) . و يُقدر مجموع زمن موجات الأحلام في كل ليلة نحو ٩٠ دقيقة .
  • و خلال هذا النوع يحدث اضطراب معدل ضربات القلب و سرعة التنفس بسبب عبور موجة من الاحلام .
  • و هذا النوم يصعب خلاله تنبيه النائم بالمثيرات الحسية . 
  • و هذا النوع يعتبر فرصة لصيانة خلايا المخ و تجديدها و يُسهم في تقوية عملية التذكر , و لذلك تزداد نسبة التخلف العقلي و البدني عند الاطفال الذين ينامون قرب مصادر الضوضاء ( المصانع أو المطارات أو خطوط السكك الحديدية ) .

حاجة الإنسان من النوم

ينام الرضيع معظم اليوم حتى أنه أحياناً يرضع أثناء نومه , ثم يتشكل لديه الايقاع الطبيعي للنوم ليلاً و الاستيقاظ نهاراً ، و تصير ساعات نومه نحو ١٦ ساعة يومياً .

و عند بلوغه الخامسة من عمره تصير ساعات نومه حوالي من 7 الى ٩ ساعات مثل البالغين و تكون هذه المدة كافية لإمدادهم بالنشاط الذهني و الجسمي .

و تقرر الدراسات أن ٦٢ % من الناس ينامون من ٧ إلى ٨ ساعات . و  ١٥ % ينامون من ٥ إلى ٦ ساعات و  ۱۳ % ينامون من ٩ إلى ١٠ ساعات و 8 %  ينامون أقل من ٥ ساعات و ٢ %  ينامون أكثر من ١٠ ساعات .

مقارنة :

تقول دراسة ان الشخص الذي يكفيه نوم ساعات قليلة شخصية نشطة و متحركة , و مثال ذلك حديثاً السيدة مارجريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا السابقة . و قديماً بالقائد و الامبراطور الفرنسي نابليون بونابرت . 

أما الشخص الذي ينام ۹ - ۱۰ ساعات فهو صاحب العقلية الخلاقة و المفكرة و مثال لذلك العالم الكبير البرت اينشتاين .

النوم مرض

قد يحدث لبعض الأشخاص أن تطول فترات نومهم أي تكون المدة التي تكفي حاجة الجسم ليتحقق لديه النشاط الذهني و الجسمي طويلة .

هؤلاء الأشخاص تطول لديهم فترات النوم حتى انهم يصابون بالمرض المعروف باسم مرض النوم .

تعويض الحرمان من النوم

إذا حُرم الإنسان من النوم مدة طويلة فهذا لا يسبب مشكلة كبيرة ، ذلك إنه إذا نام المدة التي يتعودها فهي تكفيه عن المدة الطويلة التي حرم فيها النوم و هي قادرة على مد جسمه بما يحتاجه ليعود اليه النشاط ذهنياً و جسمياً .

أطول مدة يقظة

قد ثبت أن أطول مدة يقظة يستطيع أن يتحملها الإنسان يقظاً دون نوم هي ٢٠٠ ساعة .

النوم راحة

كما ثبت أيضاً أن الإنسان أثناء فترة نومه يسترخي في جسمه ٢٥٧ عضلة .

حقاً إن في النوم راحة

النوم الأفضل

أفضل وضع للجهاز الهضمي اثناء النوم عندما يكون الإنسان على جانبه الأيمن لأن الجهاز الهضمي على اليسار ، و ذلك كي لا يضغط على المعدة . و ليُسهل على الأعضاء الباطنة .

و الانسان هو الكائن الوحيد الذي يستطيع أن يرقد على ظهره و لكن يُكره النوم على الظهر لأن ذلك يعوق الدورة الدموية حيث أن المعدة و الأمعاء تضغط على الأوعية الدموية التي بينها و بين العمود الفقري .

المخ لا ينام

أثناء نوم الإنسان يظل المخ يعمل بل و يزداد نشاطه أثناء النوم ، فضلاً عما يحدث له من راحة تمكنه من أن يمارس عمله بكفاءة عالية . 

و قد كان القائد الفرنسي نابليون بونابرت ينام لمدة ربع ساعة على حصانه خلال المعارك حيث يبتعد قليلاً عن ميدان المعركة فيعود أكثر كفاءة و مقدرة .

نوم الأم

ثبت أن الأم التي تنام بجوار طفلها قد لا تستيقظ عند حدوث ضجة ، لكن إذا صدر صوت - مهما كان ضئيلاً - من طفلها فإنها تستيقظ في الحال .

لماذا النوم في الليل ؟

ثبت أن دورة الليل و النهار ترتبط عضوياً بالدورة الشمسية . 

مع غروب الشمس و بدء ظلام الليل تنعدم العلاقة المخية بين شبكية العين و بين الغدة الصنوبرية مما يحرر هذه الغدة ( الصنوبرية ) من التأثير التثبيطي للضوء , و تبدأ في إفراز مادة الميلاتونين المسؤولة عن ادخالنا في النوم . 

و مع شروق شمس الغد و مع سقوط الضوء على شبكية العين فإنه تحدث اشارات من الخلايا المخية الى الغدة الصنوبرية لكي تثبط افراز مادة الميلاتونين مما يجعل المخ و معه الجسم نشيطاً للعمل بالنهار .

النمو مع النوم

لقد ثبت أن الإنسان لا ينمو جسمه إلا أثناء النوم ، لأن خلايا الجسم أثناء النهار تكون مشغولة بالحركة و مُرهقة بالعمل .

الأحلام

الاحلام : الانسان و النوم
 الأحلام مرتبطة بالنوم و من الطريف أن تعلم أن الإنسان يحلم خمس مدة نومه و يبلغ عدد مرات الحلم في المتوسط خمس مرات في الليلة الواحدة .

و قد اكتشف العلماء أن الأحلام في المنام ضروريه للإنسان ، و إذا لم يُهيأ للانسان أن يحلم فإن ذلك يؤدي إلى الانهيار العصبي . ذلك أن الأحلام تقوم بإزالة فيض الذكريات التي لا فائدة منها للمخ . و تترك فقط المعلومات و الذكريات المفيدة . 

و هذا عمل يؤدي إلى تعميق خبرة الانسان و تأصيل معارفه و ملعوماته و تقوية ذاكرته ، و بدون ذلك ما كان يستطيع الانسان أن يتوصل إلى ما توصل إليه من معارف و خبرات على مر السنين , ذلك لأن الذاكرة لو ازدحمت بمختلف المعلومات و الذكريات يحدث لها حالة تشويش و هذا يقلل من قدرتها على التعلم و اكتساب الخبرات النافعة .

و اذا كانت الأحلام لها أثرها الحميد بالنسبة للانسان و صحته فهي في الجانب الآخر تمثل مخاطر على صحته إذ إن فترة الأحلام تجعل الجسم في حالة توتر شديد ، إذ تتسارع دقات القلب بشكل غير طبيعي كما ترتفع معدلات الضغط ، وفي الوقت نفسه تبدأ هرمونات القلق في إعداد الجسم للمواجهة ، و هذا جميعه تمهيداً لإمكانية حدوث أزمة قلبية.. 

و لذلك تحدث كثير من حالات الذبحة الصدرية فى الساعات المبكرة من الصباح عندما يعجز القلب عن الحصول على حاجته من الأكسجين و هو نفس الوقت الذي تحدث فيه الأزمات القلبية .

و ثمة أمر آخر مرتبط بالأحلام و هو الكوابيس و هي أخطر أنواع الأحلام حيث يتملك الإنسان الخوف و يشعر أن حركته قد شلت و يحس أن رجليه قد فقدت القدرة على الجري للهرب من الخطر المحدق به كما يشعر أن ذراعيه قد اصبحتا من الضعف بحيث لا تستطيع أن تدفع عنه الخطر . 

ذلك أن الشخص يجد نفسه محاطاً بأخطار أو أعداء أو وحش مفترس و كل هذا يحتاج إلى دفاع و لكن الفرد يجد أنه لا حيلة له في دفع الخطر .

و يستيقظ من نومه بعد هذا الحلم المزعج أو الكابوس و هو لا يستطيع أن يسترد أنفاسه و من الممكن أن تؤدي هذه الأحلام المزعجة أو الكوابيس إلى أزمات قلبية أو الموت المفاجيء أي أن من الأحلام ما قتل .

الجنين و الأحلام

و اذا كانت الاحلام ضرورية للإنسان البالغ فقد اكتشف العلماء أن الجنين في رحم أمه يحلم ، و قد قاموا برسم حركة مع الجنين اثناء حلمه .

نومك في ليلة

قدر بعض العلماء أن الانسان النائم :

  • يتقلب ٣٥ مرة
  • يتنفس ٦٥٠٠ مرة 
  • يفقد ٥ أوقيات من الرطوبة عن طريق العرق 
  • يغط عدة مئات من المرات .

نظريات النوم

يقضي العلماء في كثير من الأحيان سبعة أيام متواصلة بدون نوم في المختبرات في محاولات مجهدة للوصول إلى حقيقة النوم . 

و توصلوا إلى العديد من المعلومات من خلال تسجيل موجات المخ و حركات العينين و النشاط العضلي و تردد النفس و درجة الحرارة و ضغط الدم و مختلف وظائف الجسم الأخرى .

و إزاء الكم من المعلومات التي توصل إليها العلماء كان لهم تفسيرهم لحقيقة النوم و أثره , و النظريات القائمة عن النوم تتلخص في اتجاهين :-

  1. أن النوم ضروري لاعادة النشاط و الحيوية للجسم و المخ و هو الاتجاه الذي مال إليه أكثر العلماء .
  2. أن النوم أثره ينحصر في ابعاد الإنسان و الحيوان عن الأخطار أثناء ظلام الليل لأن الإنسان الذي يعتمد غالباً على حاسة الإبصار عليه أن يتجنب الأخطار بالمكث في مكان آمن حتى يقضي ساعات الظلام و لا يتعرض لمفاجآت تضره و تؤذيه . 

و يؤكد اصحاب هذا الاتجاه خوف الانسان البدائي الذي كان يعيش في رعب من الظلام و خوف دائم من الحيوانات المتوحشة الزمه أن يعيش خامد الحركة أثناء الليل .

و الواقع أن الاتجاه الأول لاقى القبول من العلماء و الأطباء لأن أثر النوم واضح في اكساب الجسم الراحة بعد التعب و النشاط بعد الخمول .

فوائد النوم

  • خلال النوم يزداد هرمون النمو الذي ينشط تجديد الخلايا لا سيما خلايا الجلد و يزداد معدل استبدال البروتينات في المخ و العين . 
  • كذلك يتحقق خلال النوم صيانة ليلية لخلايا المخ و يؤدي ذلك إلى تجديدها كما يتم شحذ الذاكرة هذا فضلاً عما يكسبه الجسم من راحة ، فيصبح مهيئاً لأداء دوره من جديد و إنجاز الأعمال المطلوبة بعد أن يكون قد تخلص مما كان قد ألم به من تعب و إرهاق خلال رحلة الحياة و العمل في اليوم السابق . 
  • و النوم له أثره الايجابي في العقل ، إذ أن الانسان خلال النوم يتخلص من المعلومات غير الضرورية التي يختزنها المخ أثناء فترة الاستيقاظ . و يؤكد العلم أن النوم يعمل كمنشط طبيعي للمخ إذ يساعد على تخليق البروتين أو جزئيات أخرى يحتاجها المخ .
  • و اذا كان النوم يتحقق بفضل مركب كيمائي ( السبروتونير ) يوجد في جزء من المخ فإنه بالنوم تتكون مركبات كيميائية أخرى هي الدوبامين و التوربينيفرين و الكاتيكولامين و هي مركبات تؤدي دوراً أساسياً في الحفاظ على الإنسان في حالة تيقظ و انتباه .
  • و لذلك كان الحرمان من النوم له آثاره الخطيرة على الإنسان اذ يجد صعوبة في أداء الأعمال التي تتطلب مجهوداً ذهنياً و يؤدي الحرمان الطويل من النوم إلى الإصابة بالهلوسة و الانهيارات العصبية .

 

المراجع

1

2

3

 

نبض أقلام
بواسطة : نبض أقلام
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-