شمة هوا

 

شمة هوا

 يسافر أكثرنا في أجواء الصيف لقضاء إجازته, مطلقاً على هذه السفرة شمة هوا أو تغيير جو , و هناك بعض المحظوظين ممن يتاح لهم قضاء إجازات في أوقات أخرى من السنة أيضاً.

نسافر تملؤنا الغبطة لأننا سنقضي أسبوعاً أو أكثر في بيئة مختلفة . و قد يذهب بعضنا إلى شاطىء البحر إمتثالاً للمقولة: ( عالشط وديني, شمة هوا بتسليني ) . بينما يذهب آخرون إلى الحقول الخضراء, و الشوارع الضيقة في الريف.

و لكن هناك أيضاً من يذهبون إلى مناطق الجبال المرتفعة حيث المناظر الخلابة, و حيث الإنزلاق على الجليد في أجواء الشتاء.

ما من شك في أننا عادة ما نحس أننا في صحة جيدة عندما نكون في إجازة, إذ نشعر بالنشاط, و نتمتع بشهية مفتوحة, و ننام ملء جفوننا. و ربما كان من الخير أن نبحث عن السبب في هذا, و إلى أي مدى نحن مدينون للهواء الذي نستنشق بعيداً عن منازلنا إذ يمنحنا هذا الشعور الجديد بالصحة.

مما يتكون الهواء

 إذا حصلنا على عينة من الهواء الطلق في المدن التي نعيش فيها, و في الأماكن التي نقضي فيها إجازاتنا, ثم قمنا بتحليلها, فسرعان ما نجد أن المكونات الرئيسية للهواء هي نفسها في كلا المكانين.

من ناحية الحجم: يتكون الهواء من:-

  1. حوالي 78% من النيتروجين.
  2. حوالي 21% من الأوكسجين.
  3. حوالي 1% من الغاز الخامل الذي يُطلق عليه الأرجون.
  4. حوالي 0.03% من ثاني أكسيد الكربون.

 لذلك لا يمكن أن تكون إحدى هذه المواد هي المسؤولة عما هنالك من الإختلاف.

صفات الهواء التي تؤثر فينا

مع ذلك فالهواء الذي نستنشقه يتميز بعدة صفات أخرى قد تؤثر فينا. و أهم هذه الصفات هي :-

1- الحرارة

ففي المدن المزدحمة عادة ما يُصبح الهواء شديد الحرارة في الصيف. و يرجع ذلك إلى حد كبير إلى تأثير الشمس التي تتوهج فوق الطرقات, و المباني, و الأشخاص, فتبعث فيهم جميعاً الحرارة , و من ثم يشعر الناس عادة بالتعب و الكسل.

و الشمس تشرق على شاطىء البحر أيضاً دون شك و كذلك في المناطق الجبلية, و ما كانت البهجة لتسود شمة الهوا لو لم تشرق الشمس . غير أن أثرها هنا يختلف.

فعلى شاطىء البحر, ما إن ترفع الشمس من حرارة الهواء الملامس للأرض, حتى يجف و يبدأ في الارتفاع ليحل محله هواء جديد, نسمة رطبة منعشة من فوق سطح البحر الرطب.

و في المناطق المرتفعة, تكثر الريح بالقياس إلى المناطق المنخفضة, و هذا المزيج من الشمس المشرقة و النسمة الرطبة يجده كثير من الناس باعثاً على النشاط.

2-التلوث داخل البيوت و المدينة

بالإضافة إلى حرارة الهواء في المدن صيفاً, فغالباً ما يكون جافاً و محملاً بالأتربة. فحيثما وجد عدد كبير من العربات ذات المحركات , كثرت الأدخنة المتصاعدة من محركاتها.

بالرغم من أن الجهاز التنفسي للإنسان قادر على معالجة مثل هذه الحالات بسهولة تامة, إلا أن الهواء على شاطىء البحر أفضل للتنفس لأنه أكثر نقاء.

الفائدة من شمة الهوا

ربما كان خير تفسير للفائدة الكبيرة التي نجنيها من شمة الهوا هو أنها تزودنا بإهتمامات غير عادية. ففي المكان الغريب أو على شاطىء البحر, ثمة الكثير لنعمله, حتى إننا ننسى متاعبنا لفترة قصير من الزمن.

فالسباحة و الجري فوق الصخور, و استكشاف الكهوف, و تسلق الجبال, كل هذه أشياء تبعث على التسلية حتى إننا نستخدم كمية كبيرة من الطاقة للقيام بها.

هذه الحركة تجعل شهيتنا مفتوحة للوجبات, و في نهاية اليوم ننام نوماً عميقاً طوال الليل, لنصحو في اليوم التالي و قد استعدنا نشاطنا و على أهبة الإستعداد للبدء من جديد.

فهل من المستغرب أن نشعر بأننا في خير حال مع هذه الحياةالصحية النشطة؟

أخطار شمة الهوا على الصحة

في وقت ما كان الهواء النقي و ضوء الشمس يوصفان كعلاج لمعظم الأمراض المعروفة, و مع ذلك فليس سوى القليل من هذه الآراء يقوم على أساس علمي.

  • و من هذه علاج مرض كساح الأطفال الذي ينتج عن نقص فيتامين ( د ). ففي هذه الحالة يكون تأثير الشمس هو تحويل مادة في الجلد يُطلق عليها ( إرجوستيرول ) إلى فيتامين ( د ) . و مع ذلك فقد أصبح اليوم من السهولة معالجة هذا المرض بواسطة فيتامين ( د ) المستخرج من زيت كبد الحوت.
  • الأشخاص الذين يعانون من مرض القلب, أو بعض الحالات الرئوية, أو داء الربو, غالباً ما يجدون صعوبة في الحصول على القدر الكافي لإحتياجاتهم من الأوكسجين.فكلما ارتفع الجبل, أصبح الهواء أقل كثافة ( مخلخلاً هي الكلمة العلمية ) . و بذلك تحتوي كل عملية شهيق على كمية من الأوكسجين تقل عن تلك التي تحتويها نفس الكمية من الهواء الذي نستنشقه عند مستوى سطح البحر.

و هكذا تقل الكمية التي تنتشر في الحويصلات الهوائية في الرئتين, و منها إلى مجرى الدم, و من ثم ينقص الأوكسجين في الدم و في الأنسجة .و هذا يجعل المريض يجد صعوبة في التنفس, بل قد تتعرض حياته للخطر.

نبض أقلام
بواسطة : نبض أقلام
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-