الشمس

 

الشمس

تلك الهالة النشيطة الرائعة التي تدعى – الشمس – ، العلم يقول أنها بلغت من العمر على أقل تقدير 5000 مليون سنة، وبقي لها من العمر 5000 مليون سنة أيضاً.

 تبعد عنا حوالي 150 مليون كيلومتر، وهي مملكة واسعة، نظامها دقيق جداً، نعيش في كنفها على الدوام، نعرف عنها الكثير، ونجهل عنها أكثر مما نعرفه بمئات المرات، تعطينا الحياة وتدهشنا وتسحرنا، وأخيراً تفرض علينا في كل يوم سؤالاً جديراً، تدعنا في حيرة إزاءه.

لمحة عن الشمس

 أن النظام الشمسي قد ظهر إلى الوجود بمثابة كتلة من الغاز غير محددة الشكل، ومع مرور الزمن اتخذت شكلاً دون أن تتضح معالمها.

 ومن ثم تابعت الغمامة الغازية تقلصها تحت تأثير قوى التجاذب، وتجمعت أكثر أجزائها في الوسط وهي النقطة التي كانت منه موقع الشمس، حيث أخذت فيما بعد بالاتساع إلى أن صارت نجماً.

ومن ثم أخذ تناسق الغمامة الغازية يتضاءل، وتشكلت السيّارات البدائية وازداد حجمها وكتلتها وقوة جاذبيتها واتخذ شكلاً كروياً، كما ازدادت قوة الاشعاع الشمسية.

 وأخذ فيما بعد النظام الشمسي المألوف يتبلور، وخلال هذه المدة الطويلة التي استغرقتها عملية تكوين السيَّارات، أكملت الشمس تقلصها الأساسي وتبلورت شخصيتها، وبدأت فترة استقرارها الذي سيدوم عشرة مليارات سنة على وجه التقريب.

 والشمس كوكب نهاري يتكون من الهيدروجين 78% ومن الهيليوم 20%، وتفوق كتلته 333000 مرة عن كتلة الأرض، وإن كان أقل كثافة من الأرض.

 وتدور الشمس على محورها دورة واحدة كل 25 يوماً و9 ساعات و35 دقيقة عند خط الاستواء ، و35 يوماً عند الدرجة 80 من خطوط العرض.

 تبلغ درجة حرارة سطحها المضيء الذي تستمد الأرض منه النور والحرارة 56000 سنتيغراد ويصل نورها إلى الأرض في مدة 8 دقائق و18 ثانية.

يبلغ قطرها حوالي 109 أضعاف قطر الأرض، وأن النظريات حول طبيعة الشمس كثيرة، ولكن يعجز العلماء أصحاب هذه النظريات من تقديم براهين قاطعة على معظم نظرياتهم.

أن الكروموسفير وهي الطبقة الملونة التي تضج بكتل من الغاز المرتفع الحرارة، والتي تنطلق في سرعة إلى الأعلى داخل الأكليل، إذ أن الكروموسفير هو منطقة الشواظات الضخمة والتوهجات الرائعة، كما أن لهذه الشواظات نوعان: ثورانية وهادئة.

 وقد تبقى الهادئة عالقة في الكروموسفير خلال أيام وأسابيع على ارتفاع 3200 كم فوق سطح الشمس.

 أما الثورانية وهي الرئيسية فإنها تبدد كلهب مشرق من الغاز، وغالباً ما يبلغ ارتفاعها حوالي 40 ألف كم، ويمكن أن تستمر تلك الشواظات يومين أو شهرين وحتى خمسة أشهر، وهي عادة تعيش اثنتين اثنتين، قطب سلبي وآخر إيجابي، يتبعان بعضهما في انتظام.

كما أن الشمس تعرف قمة نشاطها كل 11 سنة، وغالباً ما يحدث ثوران الشمس وسط البقع، فينتج عن ذلك طاقة هائلة كاسحة ماحقة يمكن أن تصل أحياناً إلى ما يعادل ملياري ميغاتون، أي مئة مليار مرة من طاقة القنبلة التي دمرت هيروشيما.

 ومن حسن حظ الأرض أنه لا يصلها من هذه الطاقة المذهلة سوى نسبة عشرة من مليار فقط، وإلا لكان على الأرض السلام، وما يصل إلى الأرض هو عبارة عن توهجات قصيرة العمر.


حقائق عن الشمس حيرت العلماء

  • ما هي الأسباب التي تجعل درجة الحرارة في الإكليل الشمسي تصل إلى مليوني درجة في حين أن المنطق الفيزيائي يقول : يجب ألا تزيد عن درجة حرارة الشمس نفسها...؟؟
  •  كيف يمكن أن يبلغ معدل الضغط في وسط الشمس إلى 300 مليون طن في السنتمتر الواحد..؟؟؟
  •  من خلال الدراسات يقول العلماء: لو أن الطاقة التي تأتينا من الشمس قد هبطت بصورة متواصلة بنسبة 1.6% فقط، لتقدمت الثلوج إلى خط الاستواء وتجمدت المحيطات، حيث تتحول بذلك الكرة الأرضية إلى كتلة جليد، إذاً كيف تتمكن الشمس من معرفة ما هو تقدير الكميات اللازمة للأرض، ولماذا لا ترسل أشعة زائدة أو منخفضة عن الحد المعروف..؟؟؟
  •  بما أن الشمس نجمة متوسطة الحجم، وأن 5% فقط من نجوم المجرة هي أضخم من الشمس، وأن ذلك يعني أن هناك خمسة مليارات نجمة أضخم من الشمس في المجرة وحدها، ومع ذلك فإن الشمس تتسع لمليوني وثلاثمئة ألف كوكب في حجم الأرض...

والأسئلة كثيرة والعلماء حائرون إزائها...


الشمس في ذبول مستمر

لقد تبين أن الشمس تخضع لتغيرات نزول ثابت في مستوى الإشعاع المنبعث منها، حيث قدر النقص الحاصل في مستوى الاشعاعات واللمعان الشمسي الكلي بما نسبته 0.02% كل عام...

وقد لاحظ العلماء أول نقص في مستوى الاشعاع الشمسي كان سنة 1980، وحتى بداية عام 1985، فكانت النسبة 0.09%، وبالطبع إن معنى هذا الأمر له تأثير هام على مناخ الأرض، ومن الممكن أن يسبب برودة في المناخ الأرضي تقدر بدرجة مئوية واحدة وربما قد توافق ذلك مع حدوث عصر جليدي جديد شبيه بسواه من العصور السابقة...

وعلى كل حال، إن سبب النقص الإشعاعي الشمسي غير معروف حتى الآن، والعلماء ما زالوا يتساءلون : هل يمكن ربط النقص في المستوى الإشعاعي للشمس وبين دورة البقع الشمسية التي تحدث في الشمس كل 11 عام؟؟
لا أحد يدري... 

تابع أيضاً: القوة الجاذبية و انعدامها في المجرات الكونية

 المصدر:
تأملات في ملكوت الله/رياض مصطفى العبدالله
نبض أقلام
بواسطة : نبض أقلام
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-