ظواهر في عالم الحيوان وقف العلم حائراً أمامها.. نجد لفيفاً من الأسئلة تدور حولها و تطرح نفسها بإلحاح لعلها تحظى بأجوبة شافية.
عطاء الدم واجب مقدس بين بعوضة وضفدع
إن طقوس الزواج عند ضفادع المنطقة المدارية الاستوائية تبدأ مع هطول الأمطار الموسمية في شهر نيسان من كل عام.
حيث تتجمع الذكور بألوانها الزاهية حول البرك المائية، ومن خلال نظام رائع تشكل كل مجموعة منها بقعة مضيئة تبدو كمنارة مضيئة وسط الظلام الدامس، وذلك لجذب الإناث إليها بسهولة.
وما أن يجتمع الإناث والذكور يبدأ عندئذٍ طقس التزاوج بالغناء والاستعراض.
ومن كل مجموعة يبرز ضفدع ذكر منتصر سرعان ما يطوق إحدى الإناث بذراعيه ولا يتركها حتى تضع الأنثى شريطين مزدوجين من البيض، ومن ثم يلقي عليها حيواناته المنوية كي تتم عملية الاخصاب، وذلك دون أي لقاح، وبعد أيام تخرج الشراغيف متسللة من جدر البيض إلى الحياة... وهكذا تتم عملية مواصلة الحياة.
ولكن من خلال أبحاث العلماء تبين أن الأنثى قبل أن تضع بيضها، تأتي بعوضة لتحط على رأسها، بينما تبقى الضفدع ساكنة في عزلة وهدوء تمنح دمها للبعوض وكأن ذلك واجب مقدس عليها.
وتبين أيضاً أن ذلك الدم الذي تمتصه تلك البعوضة يحوي بروتيناً رائعاً تحتاجه بيوض البعوض، وبدونه لا يمكن إكمال نموها أبداً، وهكذا يتزايد النسل عند البعوض والضفادع، وتتجدد اللقاءات مرة بعد مرة لتستمر الحياة.
والعلماء يتساءلون: لماذا لا تمنع الضفدع تلك البعوضة من امتصاص دمها؟؟
ويبقى السر عند البعوضة والضفدع وتبقى الحيرة بادية على وجوه العلماء...
لغات غامضة وانتحار جماعي
بالرغم من التحذيرات والعقوبات الشديدة التي تهدف لحماية الحيتان من صيدها وقتلها، فقد استجاب الكثير لذلك بفضل مساعدة دول كثيرة بذلت جهوداً لتحمي هذه الحيوانات من الانقراض.
إلا أن الحيتان هذه المرة كانت هي السبب وليس الإنسان، مما جعل الباحثون والعلماء يكثفون دراساتهم وأبحاثهم بغية استفسار الأسباب الداعية إلى عمليات الانتحار الجماعية، ولقد شوهدت عمليات الانتحار الجماعية على شواطئ النروج، وشواطئ أوريجون بلفورنسا ...إلخ.
فهناك أنواع عديدة من الحيتان، ومنها ما يتميز بتلك الأنياب الحادة والذي يُعرف باندفاعه الشديد في شكل قطيع ضخم قد يصل أحياناً إلى ثلاثمائة حوت.
يندفعون بسرعة رهيبة نحو الأمواج المتكسرة على الشواطئ حيث يقفزون دفعة واحدة فوق الصخور، وتظل تلك الحيتان تسحق أجسادها بأسنة الصخور وشعبها الحادة في عنف وقسوة حتى يصبح لون البحر قرمزي إثر نزيفها الغريز، وهي تقوم تصارع سكرات الموت في جنون غريب إلى أن تصل الشاطئ، وهناك تهوي وتلفظ أنفاسها الأخيرة...
وبالرغم من الدراسات المستفيضة حول هذا الأمر، فإن العلماء لم يكتشفوا الأسباب التي تدفع الحيتان إلى عملية الانتحار الجماعي.
وأما الأمر الثاني فهو تلك اللغة المتعارف عليها فيما بينها، إذ أن الحيتان تصدر أصواتاً من دون فتح أو تحريك أفواهها.
وبالرغم أيضاً من الأبحاث المدعمة بالوسائل العلمية الحديثة، لم يدرك العلماء أيضاً هذا السر الغريب، فالحوت عندما يصدر الصوت لا يتحرك أي شيء في جسده ظاهراً أم باطناً.
ذلك الأمر جعل من العلماء في متاهة لا حد لها وهم يتساءلون: ما هو إذاً مصدر صوت الحوت؟؟
وما الذي يعمل على توافق تلك الأصوات ليجعل منها لغة تفاهم أو حديث خاص؟؟
إنها لغة معقدة أشد التعقيد، وتصدر من مكان لا زال غامضاً حتى الآن...
طبيب أسنان ومعاهدة ودية
نتساءل بهدوء ما هي العلاقة بين تمساح مفترس وبين طائر صغير وديع يسكن فترة موجزة داخل فم التمساح العملاق؟؟
يجيب العلماء: أن هذا الطائر ليس إلا طبيب خاص لأسنان التمساح.
حيث يأتي الطائر إلى التمساح في وداعة ورقة، فيفتح التمساح فمه الغليظ، ومن ثم يدخل ذلك الطير بهدوء ليبدأ عمله الذي اعتاده منذ زمن بعيد، ويتمثل عمله في تنظيف بقايا الطعام العالقة بين أسنان التمساح.
والمثير هنا أن التمساح لا يخون صاحبه الطير إطلاقاً، بل بعد أن ينتهي يودعه شاكراً صنيعه، وكأن معاهدة مشتركة فيما بين الاثنين لتبادل المنفعة العامة، فيأخذ التمساح جلسة طبية تنظيفية، ويحصل الطير على ما في الأسنان من بقايا طعام تكون له وجبة دسمة..!!
والجدير بالذكر أن الطير إذا ما رأى شيء ما فيه من الضرر للتمساح، سرعان ما ينذره بصيحة تكون إشارة بينهما، يغوص على الفور التمساح في الماء، وينطلق الطير سابحاً في الهواء، وهذا ما أدركه حتى الآن العلماء، إلا أن سر التمساح والطير يبقى غامضاً لم يُكشف النقاب عنه حتى الآن...
مكر.. خديعة.. ذكاء.. طائر الوقواق
إن طير الوقواق يملك ذكاء فيه من المكر والخديعة ما يضاهي به أياً كان.
فطائر الوقواق بالأصل لا يبني عشاً على الإطلاق، بل يعتمد على أعشاش الطيور الأخرى.
فحين تتهيأ الأنثى لإنزال البيوض تختار أعشاش الطيور الأخرى، وكي لا تقع في مشكلة ما، فإنها تختار من يشابه بيوضه بيوضها، وتختار أيضاً في الوقت المناسب.
لا شك في أن ذلك الأمر يكون صعباً عليها إذ أنها تنتج ما بين 10-20 بيضة مخصبة في الموسم الواحد، وتضع بيضة واحدة كل يومين لمدة أسبوعين أو ثلاثة، في النهاية تضع الأنثى بيضها في عش من الأعشاش أثناء غياب أصحاب العش، وتسرق بدلاً منها.
إذا ما عاد أصحاب العش وجدا كل شيء على ما يرام، يا لها من ماكرة مخادعة.
لكن شتان بين ما تفعله هي ومما يفعله الجنين الصغير الذي يخرج إلى الدنيا أعمى عرياناً، حتى يقوم على الفور وبشكل يدعو للدهشة والاستنكار بعملية إبادة جماعية لأصحاب الوطن الأصلي، الفراخ الصغار -وإن وجد بيضاً لم يفقس-، فإنه يتخذ وضعاً خاصاً فيزحزحها حتى ينجح في إخراجها من العش!!
وهنا ندرك لماذا تضع الأم بيضة واحدة في كل عش، إذ كأنها تدرك سلفاً ما يقوم به طفلها، فلو وضعت بيضتين لقضي على الآخر، إذ أن الأم تدرك معنى الإبادة حيث مارستها سابقاً...
أما العلماء فما زالوا في دهشة وحيرة إزاء هذه الظاهرة الغريبة... وهم يتساءلون ولا جواب: لماذا كل هذا العداء والسلوك البشع، وكيف للفرخ الذي يخرج للتو من البيضة أن يقوم على الفور بإبادة وحشية لسواه؟؟ لا أحد يدري...
تابع أيضا: الشمس