المذنبات

المذنبات comets


المذنبات : عبارة عن غازات مخففة أكبر تخفيف ، و لذلك فهي أثناء مرورها تشاهد النجوم من خلفها , لأنها لا تحجبها , و هي تمر قرب الأرض و الكواكب فلا تحدث فيها أثراً .

و ذنب المذنب أكثر أجزائه تخففاً ، لذلك هو لا يكاد يُرى لأنه يكاد يكون فراغاً . 

و حين قام العلماء بتحليل طيف ما يصلهم من المذنبات من ضوء فوجدوا أنها تحتوي على عناصر الصوديوم و المغنيسيوم و الحديد و الفحم ، و بها أيضاً مركبات الأيدروجين و النيتروجين و الأكسجين أي إن ما بها من عناصر وما بها من مركبات تشبه عناصر الأرض و مركباتها . 

أما ضوء المذنبات فبعضه يخرج منها و بعضه ينعكس عليها من الشمس , و المذنبات بعض المجموعة الشمسية إذ يذكر العلماء أنه كان يوجد كوكب سيّار مكانه بين المشتري و المريخ انفجر هذا السيّار و تحطم إلى 3 أنواع من الأجزاء وذلك على النحو التالي :-

  1. كويكبات تبلغ نحو ١٦٠٠ كويكب هي بعض أجزاء ذلك الكوكب المحطم و الذي كانت كتلته قريبة من كتلة الأرض , و قد حبست الشمس هذه الأجزاء فدارت حولها في مدارات دائرية تقريباً و فيها من الكتلة نحو ١ / ١٠٠٠ من كتلة الأرض .
  2. و النوع الثاني من أجزاء الكوكب المنفجر ما حبسته الشمس فدار حولها في مدارات بيضاوية أو إهليجية ، تتراوح أقطارها بين ٢٥ و ٢٠٠ ألف من قطر الأرض ، وهي المذنبات .
  3. و النوع الثالث أجزاء كانت مداراته مخروطية مفتوحة ، خرجت عن جاذبية الشمس لذلك ضاعت في الفضاء .

مدار المذنب

مدار المذنب بيضاوي الشكل شديد التفلطح , و لا تقع الشمس في مركز المدار ، و إنما تقع بالقرب من أحد طرفي المدار فيكون المذنب عند وصوله إلى هذا الطرف أقرب إلى الشمس حتى من الكوكب عطارد الذي هو أقرب الكواكب إلى الشمس . 

ثم يأخذ المذنب في الابتعاد حتى يصل إلى الطرف الآخر فيصبح بسبب ضآلته لا يمكن رؤيته . 

شكل المذنب

إن رأس المذنب يتكون من حشد من كتل صخرية يصل قطر كل منها إلى نحو الميل كما يتكون من معادن و جليد و غازات متجمعة .

أما ذيله فهو مزيج من الغازات و الأتربة التي تدفعها أشعة الشمس بعيدة عن الرأس , و حين يكون المذنب في الفضاء بعيداً في عمقه لا يظهر له ذنب ، و إذا اقترب من الشمس فإن أشعتها تبدأ في التأثير عليه و يظهر الذنب و ينتشر كالدخان خلف الرأس ، و يزداد طولاً كلما اقترب المذنب من الشمس .

حجم المذنب

رغم أن الذنب يشغل حيزاً كبيراً من الفراغ حيث إنه قد يمتد أحياناً إلى ۱۰۰ مليون ميل , فإن وزن هذا الذيل ضئيل للغاية , و السبب في ضآلة وزن المذنب أنه يتكون من مواد يبعد بعضها عن بعض بعداً كبيراً لدرجة أن المادة الموجودة في كل ميل مكعب من هذا الذنب تقل عن المادة التي توجد في البوصة المكعبة من الهواء .

و الرأس هو الآخر ليس شديد التماسك إذ أنه يتكون من قطع صخرية كبيرة قد تزن كل واحدة منها عدة أطنان و أخرى صغيرة جداً ، و أيضاً من رهباءات من تراب و لكن القطع الكبيرة قليلة . 

و يقدر العلماء بصفة عامة كتلة المذنب بأنها لا تزيد عن جزء من مليون من كتلة الأرض رغم أنه قد يبلغ ملايين كثيرة من الأميال .

و وجود ذيل كبير للمذنبات أكسبها اسمها و أحياناً كان يطلق عليها النجوم ذات الأذناب . 

المذنبات في الماضي

كان الناس ينظرون إلى السماء في الماضي بصفة مستمرة لبساطة الحياة إذ لم يكن فوق الأرض من الأشياء و الأحداث ما يشغل العين و الذهن من التطلع إلى السماء , و كان الناس إذا رأوا شيئاً غير عادي في السماء يعتقدون أن له معنى خاص بالنسبة لأهل الأرض . 

فإذا ظهر نجم لامع استبشروا خيراً يحدث لهم و إذا كُسفت الشمس أو خسف القمر يتوقعون أن خيراً ينفعهم أو شراً يضرهم , أما إذا ظهر مذنب في السماء فكان ذلك نذير شؤم و يتوقعون موتاً أو دماراً أو وباءً فكان ظهوره يثير الرعب في قلوب الناس . بل كانوا يعتقدون باقتراب يوم القيامة . 

و يحكي التاريخ أنه كان من الناس من ينتحر رهباً بل و من الملوك من فر من عرشه هرباً , و لا تعجب إذا كان أحد الفلاسفة الكبار و هو أرسطو قد قال عنها إنها أنفاس تخرج من الأرض و تصعد إلى السماء فتلتهب و لذلك كانت تُثير الفزع و الرعب في النفوس .

المذنبات في العصر الحديث

ظل الناس على اعتقادهم القديم بشأن المذنبات حتى ظهر العالم الفلكي الرياضي خريج جامعة إكسفورد بإنجلترا أدمند هالي الذي ولد عام 1656 و توفي عام 1742, فبدد المخاوف بشأن المذنبات و اكتشف حقيقتها . وفي عام 1705 اكتشف المذنب الشهير الذي أطلق عليه اسمه فصار يُسمى ( مذنب هالي ) و ذلك بعد أن تعرف عليه و درسه، و درس غيره من المذنبات .

لقد اكتشف أن السجلات قد دوِّن بها ظهور مذنب عام ١٥٣١ م ، ثم ظهر عام ١٦٠٧ م ، ثم عام ۱٦٨٢ و أدرك أن الحديث إنما هو عن مذنب واحد يظهر و يختفي ثم يعود و يظهر مرة كل نحو من ٧٦ عاماً .

و أعلن أنها تدور حول الشمس في مدار بيضاوي و أن هذا المذنب سيعود إلى الظهور عام ١٧٥٩ . 

و أثبتت السجلات أن هذا المذنب قد ظهر وأثبت ظهوره عام ٨٣٧م . ثم ذكرت السجلات حدوثه عام ٩١٣ ثم ۹۸۹ م . أي أكد هالي أن النجم ذا الذنب أو المذنب الذي اكتشفه هو المذنب الذي ورد ظهوره في السجلات القديمة فاستحق أن يُسمى هذا المذنب باسمه . 

وقد ظهر في القرن العشرين مرتين مرة في عام ۱۹۱۰ و الثانية في عام ١٩٨٦م .

و قد عكف علماء الفلك على دراسة هذا المذنب حيث وجدوا أن السجلات قد أشارت إلى ظهوره منذ عام ۱۷۰ قبل الميلاد و بينت هذه السجلات أنه يعود كل ٧٦ سنة .

و قد تبين للعلماء أن بعض المذنبات الأخرى يتكرر مجيؤها في فترات أقل ، فتكون مرات عودتها أكثر من مرات عودة مذنب ( هالي ) , على حين تطول مدة عودة بعضها الآخر .

و أخيراً استطاع العلماء بعد الفلكي هالي التوصل إلى حقيقة المذنبات و تكوينها و مداراتها و حجمها , و هذه الحقيقة نفت عنها تهماً ألصقتها بها العصور الماضية حيث نُسبت إليها كل نذور الشؤم و هي منها براء .

نبض أقلام
بواسطة : نبض أقلام
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-