أرسطوطاليس

أرسطوطاليس Aristotle

 

كان أرسطوطاليس من أكفأ و أشهر الفتية الذين تعلموا في أكاديمية أفلاطون في أثينا, و لقد أثر فيه ذلك التعليم الذي تلقاه من أستاذه الكبير تأثيراً عميقاً.

لقد طور أرسطوطاليس كثيراً من أفكاره و نظرياته القيمة, و اشترك في حركة كل العلوم التي كانت معروفة ذاك الوقت ما عدا الرياضة التي لم تكن تروقه كثيراً. و ظلت نظرياته في العلوم الطبيعية قائمة حتى استطاعت الآلات الحديثة كالتلسكوب و الميكروسكوبات أن تكشف الكون بدقة و إحكام أكثر.

عبقرية أرسطوطاليس

  • كان أرسطوطاليس أول من وضع كتاباً عن المنطق ( علم التعليل العقلي ) .
  • و قد كتب في الشؤون السياسية ( كيف ينظم المجتمع و الدولة ) .
  • و قد كتب أيضاً في علم الأخلاق ( ما معنى الخير و الشر ) .
  • كما كتب في الشعر و التراجيديا.

قال عنه الشاعر الإيطالي الكبير دانتي أليجيري: أنه سيد العارفين.

أعمال أرسطوطاليس الأدبية

قال بعض الكتاب القدامى إن أرسطوطاليس مسؤول عن نحو ألف مُصنف, لم يصل إلى أيدينا منها سوى 47 و كلها غير كاملة.

و لكن ما بقي يكفي على أي حال ليبين لنا أن أرسطوطاليس كان مفكراً كبيراً, و لقد رأى في كل الأمور شيئاً يدعو إلى أعجب العجب, و هذا ما حفزه على رصد الأحوال الطبيعية.

لم يكن العلم قبل ذلك العصر قد امتدت آفاقه, و قد أُتيح لفلاسفة القرن الماضي أن بدأوا يدركون أن المصادفات الطبيعية يمكن تفسيرها بواسطة التعليل العقلي بدلاً من الأساطير و الخرافات. و قد أفاد أرسطوطاليس فائدة كبرى من هذا المبدأ, و صدر عنه أول بيان واضح عن حكم العلم في هذا الشأن.

كان في بعض الأحيان يستخرج نتائج خاطئة مما لاحظه في الطبيعة, و مع ذلك كان كثير من التفسيرات التي يُقدمها لذلك لا تلبث أن تُقبل.

في العلوم الطبيعية و خاصة الفلك, كانت آراؤه في غير موضعها, و لكن في علم الأحياء كان لبعض ما وُفق إليه من اكتشافات و ما صدر عنه من مقترحات, قيمته على مر الزمان.

لم تكن بعض الكتب التي تحمل اسم أرسطوطاليس مكتوبة بالفعل بخط يده, و لكنها كانت قائمة على إشارات و تعليقات نقلها عنه تلاميذه. و هذا هو السبب في أن منها ما هو جاف و لا لون له. و يذكر أتباع أرسطوطاليس فيما يذكرون عنه خاصة دراسته في المنطق و ينسون قوله: عليك أن تنعم النظر في الكون.

فقدان سمعته كفيلسوف

فقد أرسطوطاليس سمعته كفيلسوف خلال القرنين الخامس عشر و السادس عشر في أوروبا, حين أصبح الناس تواقين ليكشفوا لأنفسهم ما هو حقيقي بالملاحظة و الفحص الدقيقين.

و قد عُرفت هذه الفترة في التاريخ الأوروبي بأنها عهد النهضة, لأنها امتازت بما شهدته من ثورة و نشاط عقلي كبيرين, بدأ في إيطاليا ثم انتشر بالتدريج في كل مكان من أوروبا.

نشأة أرسطوطاليس

ولد أرسطوطاليس سنة 384ق.م في ستاجيرا إحدى مدن طراقيا.

كان أبوه طبيباً في بلاط القصر الملكي لمقدونيا, و لما بلغ أرسطوطاليس السابعة عشرة من عمره, ذهب إلى أثينا ليدرس في أكاديمية أفلاطون, و سرعان ما ميزه ذكاؤه المتوقد.

غالباً ما كان أفلاطون يتخلف بعض الوقت بعد الانتهاء من إلقاء درسه ليتحدث مع هذا التلميذ غير العادي.

ظل أرسطوطاليس يطلب العلم طيلة 20 سنة, على أنه لم يكن مجرد تابع, فبينما كان لا يزال تلميذاً في الأكاديمية, بدأ يكتب سلسلة من الكتب التي كشفت النقاب عنه كمفكر كبير.

معلم الإسكندر

لما توفي أفلاطون سنة 347ق.م , ترك أرسطوطاليس أثينا و كان آنذاك رجلاً ذائع الصيت.

في سنة 342ق.م عينه فيليب الثاني ملك مقدونيا معلماً خاصاً لابنه الصغير الإسكندر, و كان في ذلك الوقت في الثالثة عشرة من عمره, و أصبح بعد ذلك تُضاف إلى إسمه كلمة ( الأكبر ).

في هذه الأثناء كان أرسطوطاليس قادراً على أن يتابع أبحاثه و بخاصة في علم الأحياء المائية, و هو الحقل الذي كتب في مادته أخلد مؤلفاته, و هنالك شك في أن يكون الإسكندر قد إستفاد كثيراً من تعاليم أستاذه.

إنشاء أرسطو لمدرسته الخاصة

سنة 340ق.م توجه أرسطوطاليس إلى بلدته الخاصة, و في سنة 335ق.م عاد إلى أثينا حيث أنشأ مدرسته الخاصة بالقرب من معبد أبوللولايكيياس ( ذابح الذئب ) . و قد أسبغ هذا الوضع على المدرسة اسم ندوة علمية , و فيها علم أرسطوطاليس تلاميذه الموضوعات الكثيرة التي كان قد درسها و عمل في مجالاتها.

و قد اعتاد و هو يُلقي دروسه أن يتجول هو و تلاميذه في كل مكان من أفنية مدرسته و أروقتها, و لذلك سُميت طريقته في التعليم المشائية أو الرواقية.

نهاية الفيلسوف

حين كان الإسكندر حياً, كان أرسطوطاليس يعيش آمناً في أثينا. و لكن لما مات الحاكم القاهر المنتصر الصغير سنة 323ق.م ثار الأثينيون على سادتهم المقدونيين.

نُظر إلى أرسطوطاليس بعين الريبة لأنه كان معلم الإسكندر, و لذلك فقد تقاعد بجزيرة أيوبويا EUBOEA و مات بها في السنة التالية و عمره اثنين و ستين سنة.

نبض أقلام
بواسطة : نبض أقلام
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-