الطيور شأنها شأن الكائنات الحية جميعاً تحتاج للنوم كل يوم . و مراحل نومها مثل مراحل النوم عند الإنسان إلا أن بينهما اختلافات كثيرة :
فالحمام مثلاً ينام عشر ساعات كل يوم ، و ينام ليلاً و يستيقظ نهاراً . و حركات العيون السريعة تستغرق نحو نصف ساعة فقط على فترات كثيرة , و لا تزيد كل فترة أحلام عن ثوان معدودات .
لماذا لا تسقط الطيور عن الأغصان أثناء النوم ؟
لا يحدث الشلل المؤقت أثناء النوم فى الطيور لأن الطيور تنام واقفة على غصن أو حبل و لا تفقد توازنها . و لو كان في نومها شلل مؤقت كما هو الحال في الأحياء الأخرى لسقطت أثناء نومها على الأرض . و تعرضت لخطر محقق .
نوم الطيور المهاجرة
هناك طيور لها القدرة على مقاومة النوم أياماً عديدة ، إنها الطيور المهاجرة . التي تظل بدون نوم طوال فترة طيرانها الطويل . و تلك الطيور منها ما يهاجر عبر نصف الكرة الأرضية ذهاباً و إياباً ، و لا يستعين ببوصلة ، و لا يدله رادار . و أغلب الظن أن في مخ الطائر المهاجر ما يشبه البوصلة التي تعينه على الطيران مسافات طويلة و لا يضل طريقه أبداً .
و من الطيور المهاجرة التي لا تنام أثناء طيرانها الذي يستمر أسابيع عديدة طائر الخرشفة - و يشبه طائر النورس - . لقد ضرب هذا الطائر الرقم القياسي في قطع المسافات الطويلة فهو يهاجر سنوياً من أماكن تكاثره في المنطقة القطبية الشمالية إلى المنطقة القطبية الجنوبية !! و لا ينام أثناء هذه الرحلة الطويلة .
و من الطيور المهاجرة أيضاً طائر الوقواق البرونزي الذي يضع بيضه في أعشاش طيور غير مهاجرة ، و يطير بعد ذلك ثلاثة آلاف كيلو متر من المناطق الباردة في شمال أوروبا إلى منطقة ماليزيا في جنوب شرق آسيا .
خطوط هجرة الطيور
يعتقد الباحثون أن الطيور المهاجرة التي تطير بين نصفي الكرة الشمالي و الجنوبي تطير في خطوط محددة هي أقصر الطرق و أكثرها استقامة ، إلا أنها تتجنب الطيران فوق المحيطات ، لحاجتها الهبوط إلى الأرض بين الحين و الحين , كما أنها تتجنب الطيران فوق الصحراوات الواسعة .
و هي جميعاً لا تنام أثناء رحلة طيرانها الطويلة .
و كان العلماء قبل القرن الثامن عشر يعتقدون أن الطيور تختفي من شمال أوروبا خلال الشتاء لتذهب في بيات شتوي كما هو الحال في الدواب , و بعد أن ابتكروا تركيب حلقات من الألومنيوم في إحدى رجلي الطائر مكتوب عليها معلومات عنه , اكتشفوا أنها تهاجر إلى الجنوب حيث الأماكن الدافئة تتزاوج و تضع بيضها , و تتجنب برودة الشتاء .
و بهذه الطريقة تعرَّف علماء الطيور على خطوط هجرة الطيور .