البيات الشتوي : هو فترة من الزمن يقضيها الكائن الحي في حالة نوم , و سُمي البيات الشتوي لأنه يحدث أثناء فصل الشتاء , و هو فصل من الفصول القاسية ليس على الإنسان فحسب و لكن على الكائنات الحية جميعاً .
و يحدث البيات الشتوي لبعض الحيوانات مثل القنافذ ، و الضفادع ، و بعض أنواع القوارض .
و لما كانت هذه الحيوانات لا تتناول طعاماً أثناء بياتها الشتوي ، فإنها تقل في الوزن كثيراً ، بسبب استهلاكها لمخزون الدهون فى أجسادها .
إلا أن البيات الشتوي فى بعض الحيوانات الأخرى يختلف كثيراً , ففي كلاب البراري و الدببة البنية و السناجب.. إنه ليس في بيات شتوي بالمعنى المتعارف عليه ، و لكنه في نعاس ، تنخفض فيه درجة حرارة الجسم و يقل عدد ضربات القلب ، وتحركات الصدر في عملية التنفس .
و تهاجر أنواع من الطيور - و هي الطيور المهاجرة - تهاجر شتاءً من المناطق الباردة إلى المناطق الدافئة إلا أن أنواعاً أخرى من الحيوان و الطيور ، لا تهاجر من أوطانها الباردة شتاءً ، و تبقى فيها ، إلا أنه يتعذر عليها الحياة فوق الجليد الذي يُغطي الأرض ، و الثلج الذي يهطل من السماء ، لذلك لابد لها من أن تبيت تحت الجليد !
يُغطي الجليد شتاءً كل شيء على الأرض في المناطق الباردة . و قد لا يدري الذي يذهب إلى تلك المناطق أن تحت الجليد الذي يُغطي سطح الأرض ، عشباً و شجيرات حية و العديد من الطيور القطبية و الثعالب و الأرانب ، و كثيراً من القوارض .. إنها جميعاً تنام تحت الجليد في كهوف لها ، أعدتها لبياتها الشتوي ، إلا أنها تخرج أحياناً من تحت الجليد لتبحث عن الغذاء .
و من المناظر العجيبة في تلك المناطق ، أن نشاهد الجليد على الأرض ينشق و إذ بطائر يخرج من تحته ، ثم يطير في الجو يبحث عن الغذاء .. ثم يعود من حيث أتى ، و يختفي تحت الجليد .
و أثناء البيات الشتوي في تلك الكائنات الحية تقل حركة التنفس ، و تقل سرعة الدورة الدموية إلى أقل مستوى ممكن , و حرارة أجسامها تهبط إلى قرب درجة حرارة الجليد ، و مع ذلك لا تتجمد الدماء في عروقها ، لأن أجسامها تفرز مواد كيميائية تمنع تجمد الدم ، وتجمد الماء أيضاً .
و بذلك تستمر الحياة في تلك الحيوانات و الطيور أثناء بياتها الشتوي .
و لقد بحث العلماء ظاهرة البيات الشتوي فوجدوا أن البيات الشتوي هو نوم و لكنه نوم يختلف عن النوم الطبيعي ( النوم عند الإنسان ) ، فهو ليس نوماً عميقاً ، بل هو أقرب ما يكون إلى النعاس .
و من الثديات ذات البيات الشتوي : الخفاش و القنفذ و فأر الجبل و السنجاب و بعض أنواع الأرانب ومن الحيوانات الأخرى ذات البيات الشتوي : الضفادع و الأفاعي .
البيات الشتوي للقنفذ
جلد القنفذ ذو شوك حاد يحميه من أعدائه ، و لكنه لا يحميه من شدة البرد . فيفقد القنفذ حرارة جسمه و يُخفي نفسه ، و يدخل في بيات شتوي يظل فيه نائماً فاقد الشعور .
البيات الشتوي لفأر الجبل
موطن فأر الجبل المناطق الجبلية بأوروبا ، و أثناء بياته الشتوي ، يصنع لنفسه مخبئاً مناسباً تحت الأرض على عمق أكثر من مترين ، و تتسع للعشرات من الفئران الجبلية .
و ينام الفأر مكوراً على نفسه ، بحيث يكون رأسه بين رجليه الخلفيتين ، و تنخفض وظائف الجسم الحيوية ، مثل التنفس ، و نبض القلب ، و حرارة الجسم ، و يستهلك الدهون المختزنة في جسمه في عمليات الأيض .
البيات الشتوي للخفاش
الخفاش ينام نهاراً فى كهوف مظلمة ، و يستيقظ ليلاً ، و أثناء الشتاء تنخفض درجة حرارة الجو كثيراً ، و إذا وصلت إلى درجة الصفر المئوي يدخل في بيات شتوي و ينام طوال الشتاء .
و الخفاش هو الحيوان الوحيد الذي يستمر في الحياة و حرارة جسمه تحت الصفر المئوي .
البيات الشتوي للأفعى
في الشتاء قارس البرد ، تبحث الأفاعي عن مخابئ لبياتها الشتوي بين جذور شجرة ، أو تحت حجر ، و قد يلتف أكثر من أفعى على بعضها البعض في مكان واحد .
البيات الشتوي للضفادع
الضفادع تنام نهاراً و تستيقظ ليلاً ، و تسمع نقيقها أثناء الليل ، و خصوصاً في موسم التزاوج قرب شواطئ الأنهار و البرك و المستنقعات و الحقول .
و في ليالي الشتاء تختبئ الضفادع بلا حركة في طين قاع البركة أو شاطئ النهر . و تظل في سبات و بلا شعور .