سر العسل الطبيعي
العسل غذاء و دواء
طريقة النحل في طهي العسل
يعتبر النحل إحدى آيات الله سبحانه وتعالى في خلقه، ويتجلى ذلك في الدقة التنظيمية في مملكة النحل، ومن دأبه المستمر على العمل في صبر وصدق وتعاون.
فعالم مملكة النحل عبارة عن مجتمع رائع من حيث التوازن في حياته اقتصادياً واجتماعياً، إذ لا بطالة ولا تضخم ولا غلاء.
فهنا في المملكة لكلٍ عمله، الجميع في حركة مستمرة.
والنحل عادةً يبدأ عمله بجمع الغذاء مع بداية فصل الربيع، فبمجرد أن تبدأ الشمس بتدفئة التربة، وتظهر أولى الزهور تنطلق أسراب النحل لجمع السلسبيل.
ومتى عادت تبدأ عملية الطهي، وهي عملية ليست بالأمر اليسير أبداً، إذ أنها تتطلب مواداً أولية، وطهاة يتمتعون بخبرة فائقة ومهارة عالية، وإلا فإن الطهي سيبدو مستحيلاً.
ففي البداية يكون السلسبيل مجرد سائل كدر يحتوي على 70-40% من مركباته على الماء.
والمطلوب عندئذٍ من النحل تبخير الماء، وإلا فإن نسبة وجوده ستكون في العسل حوالي 20% بعد عملية الطهي، إذاً لابد أن تكون عملية الطهي في غاية الدقة، فلنقترب من النحل ولنشاهد صعوبة وعملية تنفيذ طهي العسل...
تبدأ العملية باستطلاع المناخ أولاً..
فإذا كان الجو دافئاً فإن الوضع يكون مناسباً تماماً، وأن عملية الطهي ستكون أسهل.
أما في حالة هبوط درجة الحرارة فذلك يستدعي إلى تجمع النحل بأعداد كثيرة وذلك لاحتضان الخلايا بأجسامه كي يحميها من البرودة لتواصل عملية التبخير بنفس الوتائر.
والعسل الجاهز تماماً يوضع في خلية خاصة تختم بالشمع كي يبقى مخزوناً طالما أسرة النحل في غنى عنه، ولا تفتح تلك الخلية إلا في الأوقات الحرجة جداً.
وهكذا يبقى العسل محتفظاً بخصائص رائعة لفترات طويلة من الزمن.
ومن المعروف أن أي مادة تتعفن إذا ما دخلتها تلك الكائنات الحية المجهرية -البكتيريا- إلا أن العسل لا يهتم لذلك مطلقاً فهو بطبيعته قادر على القضاء على كافة أنواع البكتيريا، والتي يقدر عدد أنواعها 1600 نوع...
حتى هذه اللحظة لم يتمكن العلماء من اكتشاف قابلية العسل على البقاء لسنوات طويلة دون أن يفقد خصائصه بالرغم من معرفة أكثر أسراره، أما النحل فهو الوحيد الذي يعرف السر ولكن لا يبوح به...
تعليقات: (0) (يمكنك التعليق برابط صورة او فيديو) إضافة تعليق