في أغلب الأحوال تمر عملية النوم بطريقة طبيعية ، إلا أن النوم في بعض الأحوال يكون نوماً غير طبيعي ، و قد يكون نومًا مرضياً أيضًا ..
و نجد ذلك في حالة المشي أثناء النوم ، و نوبات الرغبة الملحة في النوم ، و نوبات الضعف العضلي المفاجئ ( شلل النوم ) ، و حالات النوم المفرط في الطول ، و مرض النوم .
حالة المشي أثناء النوم
إنها حالة تتناقض مع النوم ، إلا أنها تحدث أثناءه ، فمن العجيب أن يكون الإنسان نائماً نوماً عميقاً و يمشي على رجليه .إنها حالة عجيبة تحدث أثناء النوم العميق و قبل مرحلة نوم الأحلام .
و لهذه الحالة درجات كثيرة :-
و تتم في أبسط حالاتها حين يقعد النائم على طرف الفراش و هو في نوم عميق و يتفوه ببعض الكلمات غير المفهومة و غير الواضحة , و بعد دقائق قليلة يستلقي على الفراش كما كان ، أو قد يقف على قدميه بجوار الفراش قبل أن يستلقي .
أما في الحالات الأشد : فإن النائم يقوم من فراشه و يمشي على أقدامه و عيناه مفتوحتان لا تطرفان و يرى بهما ، و الدليل على ذلك أنه يتجنب الاصطدام بالمقاعد أو الجدران .
ويُلاحظ أن ملامح وجهه تكون جامدة لا تعبر عن شيء .. و لم لا ؟ فهو نائم ! و يقوم ببعض الأعمال التي اعتاد عليها أثناء اليقظة - لا إرادياً - و لكنه لا يستجيب لأي سؤال يوجه إليه ، أو أي توجيه , و في العادة تخرج من فمه بعض الكلمات لا معنى لها .
و قد يمشي في أنحاء المنزل ، بل قد يفتح الباب و يهبط الدرج و يتجه إلى الطريق العام ، أو يصعد أعلى الدرج إلى السطوح ! ثم يعود إلى منزله و يُقفل الباب و ينام على فراشه و يكمل نومه ، أو قد يكمل نومه في مكان آخر بالمنزل .
و قد يتعرض النائم فى هذه الحالة إلى بعض الأخطار ، فقد يهوي إلى أسفل الدرج ، أو قد يهوي من النافذة إلى أسفل الطريق .
و يخشى كثير من أولئك الناس على أنفسهم . فيربطون أقدامهم بقوائم الفراش بالحبال ، حتى إذا قاموا أثناء النوم منعتهم الحبال .. إلا أن الذي يحدث عادة ، هو أنهم يقومون من نومهم ، و يفكون الحبال التي تربطهم ، و يقومون من فراشهم و يمشون . و العجيب أنهم عندما يقومون من نومهم في الصباح ، لا يتذكرون ما حدث !
و تحدث حالة المشي أثناء النوم مع صغار السن إلا أنها تحدث لكبار السن أيضاً ، و لكن بنسبة أقل . و ليس لها علاقة بالأحلام لأنها تحدث أثناء النوم قبل مرحلة الأحلام .
الإجراءات الواجب إتخاذها لحماية مرضى المشي أثناء النوم :-
- من أسباب هذه الحالة الإرهاق البدني و التوتر العصبي ، فيجب الحرص على تفادي هذين السببين .
- وضع شبك حديدي على النوافذ حتى لا يسقط المريض من النافذة .
- إقفال الباب الرئيسي للمنزل بمفتاح بعيداً عن متناول يد المريض .
- أن ينام على سرير منخفض و تكون غرفة النوم في الدور الأرضي مخافة سقوطه من علو .
- عرض المريض على الطيب لمساعدته بالعلاج الذي يقلل من هذه الأعراض و يحمي المريض .
النوم القهري ( الرغبة الملحة في النوم )
هذه النوبات تحدث أثناء اليقظة نهاراً , فيشعر الشخص برغبة ملحة في النوم ، لا يقدر على مقاومتها ، فينام و يغط في نومه لحظات قصيرة .
و قد تحدث هذه النوبات في مواقف حرجة للغاية : إذا حدثت مثلاً لأستاذ يُلقي محاضرة أو لسائق يقود سيارته أو شاحنة ، أو لسائق قطار أثناء عمله ، أو لأحد عمال أفران صهر المعادن ، أو ما يشبه هذه المواقف ..
و هذه النوبات قد تودي بصاحبها و بغيره إلى الهلاك ، و قد تحدث عدة مرات في اليوم ، و لا تستمر سوى لحظات قصيرة ، و يقوم النائم و هو في قمة النشاط .
نوبات الضعف العضلي المفاجئ
تحدث تلك النوبات لقليل من الناس .. يشعر المريض بضعف عضلي قوي و مفاجئ فلا يملك إلا أن يقع في المكان الذي هو فيه ، و قد يسقط على الأرض ، أو على المكتب ، فقد ينام نوماً عميقاً للحظات قصيرة .
و تحدث هذه الحالة الغريبة عقب انفعال نفسي شديد أو عقب نوبة من الضحك المتواصل ، و لا ينتبه الذين حوله و يظنون أنه وقع على الأرض من كثرة الضحك ! أو أنه وقع على الأرض من فرط الانفعال و الغضب .
و تحدث هذه للشباب في متوسط العمر ، وي قل حدوثها في كبار السن ، و هي نوع من الاضطرابات المرضية في النوم المصحوبة بشلل النوم .
نوبات النوم المفرط في الطول
هي نوبات من الرغبة الملحة في النوم أثناء النهار ، و تستمر ساعات عديدة ، و معها يكون المريض في نوم عميق ، و لو أُجبر على الاستيقاظ غلبه النوم من جديد ، و قد ينام نهاراً و يستيقظ ليلاً أو ينام ليلاً ، و يقوم مثلاً للصلاة في الصباح الباكر ، ثم يعود بعدها إلى النوم لفترة تمتد إلى ساعات عديدة .
و قد يكون السبب خللاً في منطقة تحت المهاد البصري في قاع المخ التي فيها مراكز النوم و اليقظة ، و قد يكون السبب مرضاً عضوياً مثل هبوط وظائف الكليتين أو الكبد ، أو نتيجة تناول أقراص مهدئة أو منومة .
مرض النوم
هو مرض يسببه طفيل معين تنقله ذبابة الـ ( تسي تسي ) إلى الحيوان و الإنسان ، و هي ذبابة تتغذى على دماء ضحاياها .
و لهذه الذبابة أنواع ، و لطفيل المرض أنواع كذلك ، و توجد الذبابة و الطفيل في مناطق واسعة من أفريقيا .
و يُصيب الطفيل الكبد و القلب و الجهاز العصبي المركزي ، و في النهاية ينام المريض نوماً طويلاً ينتهي بوفاته و هو نوم أقرب إلى الغيبوبة منه إلى النوم .
مرض الإكتئاب النفسي
هناك علاقة وثيقة بين النوم و الحالة النفسية للإنسان . فالإنسان مطمئن النفس ، هادئ الأعصاب ينام ملء جفونه ، أما الإنسان الخائف من خطر متوقع فلا ينام و يُصاب بالأرق . و الأرق يؤدي إلى اضطرابات نفسية .
و هكذا فالإنسان الخائف المنزعج يدور في حلقة مفرغة تدور بين الاضطرابات النفسية و الأرق . كما أن الاضطرابات النفسية و الأرق معاً يؤديان إلى أمراض نفسية أكثر ضرراً على الإنسان من قلة النوم ، و من هذه الأمراض النفسية مرض الاكتئاب النفسي .
ينتشر مرض الإكتئاب النفسي بين الناس بنسبة 3٪ و ينتشر بين الأقارب بنسبة ١١٪ و تكون حركة الجسم بطيئة ، و يشعر المريض بالإجهاد العضلي عند القيام بأقل مجهود و هو غير قادر على النشاط و الحيوية .
و يسير بخطوات بطيئة ، و منحني قليلاً إلى الأمام . و لا يظهر على وجهه أي تغيرات انفعالية ، كما أن هناك بطئاً في التفكير ، و تتسلط على المريض الأفكار الانتحارية .
و ليست لدى مريض الاكتئاب النفسي القدرة على استكمال النوم حتى الصباح ، فهو يستيقظ فجراً أو في الصباح الباكر ، و هو في حالة ضيق نفسي شديد و توهم المرض .
الاكتئاب النفسي التفاعلي
و هو حالة من الاكتئاب النفسي تسيطر على الإنسان عقب حدوث مصيبة ثقيلة ، مثل فقدان الزوج أو الابن أو الثروة ، و تكون صعوبة النوم في أول الليل . إذ يكون المريض مشغولاً بهمومه .. و لا توجد له أفكار انتحارية .
الفصام ( الشيزوفرينيا )
هو مرض مزمن يتميز باضطراب شديد في القدرات العقلية ، كأن يعتقد المريض أن الناس الذين حوله يتأمرون عليه . و ينشأ في المريض اضطرابات سلوكية و انفعالية ..
و المرضى بهذا المرض يُصابون بالأرق ، و صعوبة الدخول في النوم .