العين و النظارة

العين و النظارة The eye and the glasses

 

من أجل أن تتحقق الرؤية ينبغي أن يتم سقوط المرئيات على العين تماماً و هو ما يُسمى بالقدرة على التكيف . 

لكن هذا التكيف قد يقل مع الزمن إذ قد يحدث ارتخاء في شكل العدسة ، فيحدث لها زيادة أو قلة في التحدب بسبب ارتخاء شكل العدسة و هذا ما يحدث مع تقدم العمر إذ ترتخي مجموعة الأربطة و العضلات الدقيقة التي تكون العدسة فتحدث متاعب في الرؤية و هذا يؤدي إلى أن يستعين من تقدمت سنه بوجه خاص إلى الاستعانة بالنظارة .

البعد البؤري

يُطلق البعد البؤري على المسافة بين العدسة و البؤرة , أما البؤرة فهي نقطة تجمع الأشعة الضوئية .

و لاتتحقق الرؤية الجيدة إلا إذا وقعت البؤرة على الشبكية فتكون صورة المرئيات واضحة أما إذا وقعت الصورة المرئية أمامها بقليل فهذا يؤدي إلى الاحتياج إلى لبس نظارة مقعرة كي تتلافى العيب ، وذلك يدفع الصورة إلى الخلف بعدما تقدمت إلى الأمام . 

أما إذا وقعت الصورة خلف الشبكية . فإن صاحب العين يكون في حاجة إلى نظارة ذات عدسة محدبة . و ذلك لأنه لابد من تحقق البعد البؤري حتى تتحقق الرؤية الجيدة الواضحة .

قياس النظر

تم وضع مقياس النظر بواسطة علامات رُسمت بطريقة علمية اذ يجلس الشخص الذي يريد قياس درجة ابصاره على بعد ستة أمتار من العلامات .

و إذا رأى أصغر العلامات يكون نظره 6/6  لأنه يرى أصغر العلامات التي يمكن أن تراها العين الطبيعية , و العلامات الكبيرة يمكن للعين أن تراها على بعد ٦٠ متراً و من لا يرى سواها فدرجة ابصاره تكون 60/6 .

و الذي لا يستطيع أن يرى العلامة التي تراها العين الطبيعية على بعد ٩ أمتار إلا إذا كان على بعد 6 أمتار يقال أن نظره 9/6 و هكذا تقاس درجة الابصار .

طول النظر

يُقال عن العين أنها تعاني من طول النظر إذا كان قطر العين سواء الأمامي أو الخلفي أقصر من قطر العين الطبيعية ، و ذلك أن كرة العين ستكون قصيرة بعض الشيء ، و هذا يؤدي الى سقوط المرئيات خلف الشبكة .

و في حالة الطفولة لا تكون هناك مشكلة ذلك أن الطفل قادر على رؤية ابعد المرئيات بوضوح ، و قادر أيضاً على القراءة بوضوح دونماً احساس بالتعب أو الاجهاد ، و ذلك أن عدسة العين قادرة على تكييف الإبصار بسبب مرونتها و قدرتها على تجميع الضوء على الشبكية . 

و مع تقدم السن تفقد العدسة هذه المرونة ، و تبدأ أعراض طول النظر ، حيث يحدث ألم عند القراءة أو الكتابة أو أداء الأعمال الدقيقة كالخياطة مثلاً ، كما يصحب ذلك صداع في الجبهة ولا تظهر الأشياء القريبة بوضوح .

قصر النظر

و إذا كان طول قطر العين الأمامي و الخلفي أطول من العين الطبيعية فهذا يسبب قصر النظر ، اذ تكون كرة العين ( المقلة ) مستطيلة بعض الشيء مما يجعل صور المرئيات تقع أمام الشبكة .

قصر النظر
 و هذه الحالات يرجع بعضها إلى الوراثة و بعضها يرجع إلى اضطراب الغدد الصماء ، و أحياناً يرجع ذلك إلى الأنيميا و سوء التغذية . 

و يسبب قصر النظر إجهاداً للعين حين القراءة و يسبب للقارىء إحساساً بعدم القدرة على الاستمرار فى القراءة و أحياناً قد يُبصر الذبابة الطائرة ، إذ يرى خيوطاً أو نقطاً أو أشكالاً سوداء . 

و يلجأ من يعاني قصر النظر إلى تقريب الكتاب من عينيه كي يتمكن من رؤية الحروف واضحة .. و قد يلجأ إلى تضييق فتحة العين حتى يستطيع أن يرى الأشياء البعيدة واضحة . 

و علاج طول النظر أو قصره يكون باستعمال العدسات اللاصقة أو النظارة الطبية .

و تكون عدسة النظارة في حالة قصر النظر مقعرة كي يتم إبعاد الصورة إلى الخلف . فتقع على الشبكية تماماً بعد أن كانت مندفعة إلى الأمام فيتمكن الانسان من رؤية الصور واضحة .

و في حالة طول النظر تكون العدسة محدبة حتى يتم رفع الصورة إلى الأمام بعد أن كانت واقعة ناحية الخلف لتسقط على الشبكية أيضاً و يؤدي ذلك إلى الرؤية الكاملة .

النظارة الشمسية

من ينظر إلى الضوء المبهر تضيق حدقة عينيه و تتقارب جفونه لتقليل كمية الضوء الداخلة إلى العين كي لا تؤذي الشبكية , لأن شبكية العين تقوم بامتصاص الأشعة البنفسجية بكثرة و هذا يؤذيها .

و لذلك يضطر الكثيرون ممن تتعرض عيونهم لأشعة الشمس إلى استعمال النظارة الشمسية كي تحمي العين من تلك الأشعة البنفسجية الزائدة . 

كما تعود زائروا الشواطىء لبس النظارة الشمسية لأن البحر يعكس الأشعة و يزيد الوهج الذي يؤذي العين .

القراءة و العين

  • ينبغي لمن يقرأ أن يجلس في وضع يُمكن العين من رؤية الحروف بوضوح فيتجنب القراءة في الفراش أو في أي وضع غريب كأن يضطجع أو يستلقي على ظهره أو ينكفي على وجهه لأن ذلك يشق على العضلات التي تحرك العينين في أثناء تتبع الحروف و الكلمات . فالعينان يسهل لهما أن ترى الأشياء في وضع معتدل ، و تجدا صعوبة في التكيف و التأقلم مع غيره من الأوضاع ، و هذا أمر إضافي إلى المجهود لمتابعة القراءة إذ تكون عضلات الجسم في ارتخاء بينما تقاسي عضلات العين الاجهاد . و لذلك وجب على من يقرأ أن يكون في جلسة معتدلة بحيث تكون المسافة بينه و بين الكتاب نحو ٣٠ سنتيمتراً .
  • و ينبغي أن تكون الاضاءة كافية أثناء القراءة اذ أن القراءة في الضوء الضعيف تُحدث توتراً في عضلات القزحية و العضلات التي تحدد فتحة العين ، إذ أن هذه العضلات تُجذب جذباً شديداً لتتسع الفتحة كي يتيسر دخول الضوء الكافي لذلك فهي مشدودة دائماً أثناء القراءة في الضوء الضعيف .
  • كذلك ينبغي أن تكون الاضاءة غير مباشرة أي لا تكون في مواجهة القارئ ، و الأصوب أن تكون خلف القارئ ، و من الناحية اليسرى لأن الكتاب يكون في اليد اليمنى .
  • وينبغي أن يكون الضوء مشابهاً لضوء النهار لأنه الأكثر صلاحية لراحة العينين أي أن أحسن أنواع الإضاءة المناسبة للقراءة هي نور لمبة الفلورسنت . 
  • و ينبغي أن تتحاشى القراءة في ضوء الشمس لأن كمية الضوء المنعكسة من صفحات الكتاب تؤثر في الشبكية تأثيراً سيئاً .
  • و ينبغي أن تتحاشى القراءة أثناء ركوب السيارة أو القطار لأن الحركة و الاهتزاز يضاعفان المجهود الذي تقوم به عضلات العين من أجل تتبع سطور الكتاب الذي يهتز في يد القارئ فضلاً عن أن هذا الاهتزاز يجعل الكتاب يقترب من العينين حيناً و يبتعد أحياناً ، و هذا يرهق العدسة التي ينبغي أن تغير في شكلها كلما تغير مكان الكتاب .
  • و من أجل المحافظة على سلامة العينين ينبغى دائماً على القارئ ، أن يلتزم بالإرشادات التي يقدمها الأطباء و نتجنب القراءة في الظروف التي تؤذي العين .




نبض أقلام
بواسطة : نبض أقلام
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-