إبراهيم عبد القادر المازني

إبراهيم عبد القادر المازني Ibrahim Abdel-Qader Al-Mazni

 
بدأ المازني مسيرته الأدبية بوصفه شاعراً و ناقداً ، فكان الشعر هو النافذة التي أطـل منها على الحياة الثقافية , لكنه سرعان ما انصرف عن نظـم الـشعر إلى الأدب الساخر ، و تحوله هذا دليل رائع على موهبة أدبية شقت طريقهـا مـن متاهة الأفكار و الأساليب المستوردة .

وُلد المازني في القاهرة في التاسع عشر مـن أغسطس (آب) سنة 1889م  و يُنسب إلى قرية (كوم مازن) بالمنوفية ، لأسرة لم تكن على جانب من الثراء . 

فُجع بموت أبيه في سن مبكرة ، فاجتمع عليه اليتم و كدر العيش . وتعهدته أمه حتى أتم دراسته الثانوية ، ثم دخل مدرسة الطب، و لكنه لم يكد يدخل حجرة التشريح حتى أُغمي عليه ، فانصرف عنها ، و ذهب إلى مدرسة المعلمين العليا ، و تخرج فيها سنة 1909م . 

و قد اشتغل بعد تخرجه بالتدريس في المدارس الحكومية ، و لم يلبث أن هجر التدريس، و اتجه إلى الصحافة سنة 1919م ، فعمل في جريدة (الأخبار) مع أمين الرافعي ، ثم عمل محرراً بجريدة (السياسة) الأسبوعية ، فجريدة (البلاغ) مع عبد القادر حمزة ، و غيرها من الصحف والمجلات التي كـان يـنـشـر فيهـا كتاباتـه و مقالاته .

أحداث فارقة في حياة المازني

ثمة أحداث في حياة المازني ، فقد أصيب بعرج دائـم إثر سقوطه مـن فـوق السلم ، و فُجع بمـوت أمـه سـنة 1932م  و رثاهـا أبـلـغ رئثاء و أصـدقه ، و ماتت بنتـه الـصغيرة ثم زوجته ، فحزن عليهما حزناً شديداً . 

و لكنه عُرف بقوة الإرادة ، و غنى النفس، و كـان شـديـد التواضع ، كريماً إلى حد الإسراف . 

ظل المازني لصيقاً بالصحافة طوال عقود ثلاثة حتى وافته المنيـة في شهر أغسطس (آب) سنة 1949.

مسيرة المازني الأدبية

بدأت موهبة إبراهيم المازني الأدبية تتفتح و هو في مدرسة المعلمين العليا ، فقرأ كثيراً من الآداب العربية القديمة ، و أقبل على الآداب الغربية ، يتذوقها و يتأثر بها . 

حاول هو و عبد الرحمن شكري و عباس محمود العقاد في أوائل القرن العشرين أن يجددوا الشعر متأثرين بثقافاتهم الغربية ، ورأوا أن يقوموا بتجربة جديدة في الشعر . 

ترك المازني تراثاً أدبياً متنوعاً ، فأصدر مجموعتين شعريتين ، ظهرت الأولى عام 1913، ثم ظهرت الثانية عام 1917. 

و له أعمال نقدية عدة ، يمكن ترتيبها حسب الإنتاج :-

  • فقد صدر له كتابان في النقد عام 1915 أولهمـا بـعنـوان ( الشعر غاياته ووسائطه ) يدور حول أساليب الشعر و أهدافه . والثاني في النقد التطبيقي عنوانه ( شعر حافظ ) هاجم فيه حافظ مهاجمة شديدة.
  • و نشر كتاب ( الديوان ) عام 1921 بالاشتراك مع العقاد ، و يُعد أهم إنجازاته النقدية. 
  • ثم صدرت له مجموعتان نقديتان، الأولى عام 1924 بعنوان ( احصاد الهشيم ) ، والثانيـة عـام 1927 بعنوان ( قبض الريح ) . وقد عرف المازني في هذه الأعمال بالنقذ اللاذع .


ترجمات المازني

ترجم المازني بعض الآداب الغربية، فكان من أبرع من نقلوا من الآداب الأجنبية ، و هي ترجمات وصفها العقاد بـ ( عبقرية الترجمة ) . 

و من أهم ما ترجمه 

  • ( مختارات من القصص الإنجليزي ) 
  • مختارات من الشعر الغنائي الإنجليزي منـذ عـصـر شكسبير حتى نهاية القرن التاسع عشر 
  • نقل عن الإنجليزية ( رباعيات الخيام )  و قصة ( سانين ) الروسية وسماهـا ( ابـن الطبيعة ) .


اسلوب المازني الأدبي


اتسم أسلوب المازني بالخفة و السخرية المغلفة بحزن دفين : فهـو كـمـا وصـفـه الـدكتور محمد يوسف نجم ( يبدأ مقالاته احياناً ببعض الخواطر العابرة أو الأفكار التافهة ، ثم ينتقل إلى الجد و لكن بطريقته الخاصة, و هو يخدع القارئ عن نفسه و يوقعه في حبائله بسهولة و يسر حتى يظن أنه أمام عابث لاه ، لا عمل له إلا السخرية و الضحك ، و لكنه في الحقيقة بعيـد الغور عميق القرار ) .

و هو في كتاباته النقدية يركز على أسلوب المواجهـة و الصراحة في النقد ، يُهاجم خصمه وينقض عليه انقضاضاً ، فقد حمل على زميله عبد الرحمن شكري حملة قاسية ، فسماه ( صنم الألاعيب ) ، وتعرض لشخصه وفنه إلى حد اتهامه بالجنون . 

و لم تكن حملته هذه نكسة لشكري فحسب ، و إنما شكلت تراجعاً للنقد العربي الحديث ، و من ثم أُصيبت طاقة شكري الشعرية بالوهن خلال ما بقي له من عمر طويل .

و عُرف أيضاً بمقالاته الأدبية التي برع فيها ، فكان يبدأها أحياناً ببعض الخواطر العابرة أو الأفكار التافهة ثم ينتقل إلى الجد و لكن بطريقته الخاصة . 

و نشر مجموعات كثيرة من مقالاته ، منها: ( حصاد الهشيم ) ، و( قبض الريح ) و ( صندوق الدنيا ) و ( خيوط العنكبوت ) و أكثرها مقالات اجتماعية و نقدية و فكاهية .

و بدأ يتجه إلى كتابة القصة منذ مطلع الثلاثينات . و هو في قصصه كاتب واقعي يستمد من بيئته ، ويُحلل نفسيات شخصياته ، متأثراً بما قرأه من القصص الغريبة ، و قد يستل من حياته و أحداثها مادة لقصصه، ومن أعماله القصصية : 

  • صندوق الدنيا 
  • خيوط العنكبوت
  •  في الطريق
  •  ثلاثة رجال وامرأة

 فضلاً عن روايتين هما : 

  1. إبراهيم الكاتب 1931
  2. إبراهيم الثاني 1943

 يغلب عليهما طابع الإعتراف أو الإفضاء ؛ فالكاتب موجـود في الروايتين معاً ، إذ وصف نفسه فيهما وصفاً دقيقاً ، ولم يستطع إحـداث التباعد المطلوب بين مثلث: ( الكاتب - الموضوع - القارئ ) مراعاة للموضوعية و الواقعية . 


المرجع

نبض أقلام
بواسطة : نبض أقلام
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-