رينيه ديكارت | الفيلسوف الذي أعاد تعريف الواقع



رينيه ديكارت

  • 1596 ولد ديكارت في لاهاي، مانش، فرنسا.
  • 1616 تخرج من كلية القانون في جامعة بوليتيه.
  • 10 تشرين الثاني 1619: يبدأ ببلورة مبادئه التي شكلت عمله القادم.
  • 1637: طبع: المقال عن المنهج  
  • 1641 طبع (تأملات على الفلسفة الأولى).

وُصف رينيه ديكارت كأول رياضي وفيلسوف حديث. وبالتأكيد فان منهجيته أحدثت ثورة بسبب نظامها ومنطقيتها التي رفدت الأوساط العلمية بوسيلة معرفية ممتازة أثرت على بلورة الفلسفة للقرون المقبلة, كمافتحت افاقاً واسعة للرياضيات والعلوم.

لقد تخرج ديكارت من كلية القانون وخدم في الصفوف العسكرية قبل انتقاله إلى هولندا في 1628، وكانت ارض نتاجه المميز. 

في 1649 استلم منصب المعلم الخاص لكريستينا ملكة السويد.

 كان ديكارت معتاداً طيلة حياته على النوم المتأخر ولا يفارق فراشه الدافئ بسهولة، ودائماً ما كان يقول انها سـبب أفكاره القيمة ! لكنه استسلم لمناخ السويد القاسي وتوفي سنة 1650 أثر اصابته بالسل الرئوي في غضون أشهر قليلة.

تجليات الفلسفة

قبل ثلاثين عاماً من وفاته وتحديداً في ليلة العاشر من تشرين الثاني 1619، وضمن الحملة العسكرية على نهر الدانوب تغيرت حياة ديكارت إلى الابد وبدأت رحلته الحقيقية. وقال انه سبق وان انتابته أحلام عديدة حول ذلك اليوم الذي تشكلت حوله حياته لاحقاً. 

واقل ما يُقال عن مسعاه الجديد انه كان يهدف إلى إيجاد نظرية المعرفة التي تنضوي تحتها كل العلوم الأخرى. وأخذ يركب هذا التصور بمنظومة ممكنة الاستخدام كأداة لتحقيق مسعاه. 

وجد ديكارت نفسه على عتبة كل العلوم التي وصلت عصره وهو يقابلها بأداة التحقق من مصادرها مما أدى به إلى التشكيك بالكثير مما كان معتمداً كمادة علمية في وقته. لقد صمم ديكارت على رفض اية معلومة قابلة للمساءلة وإعادة النظر وقبول الحقائق الخالصة فقط. 

كتب ديكارت عن هذه التجربة وعرضها في كتابه الصادر في 1641: (تأملات في الفلسفة الأولى) ويدور الكتاب حول محور مقولته الشهيرة: أنا أفكر، إذا أنا موجود ومنها انطلقت كل معتقداته الاكيدة بعد اتباع منهجية منظمة ومفصلة للتحليل العقلي. 

في نهاية المطاف وجد دیکارت نفسه منفصلاً بمنهجيته الميكانيكية في تفسير عالم الطبيعة. لقد عزز نظريته بكتابه اللاحق (مبادئ الفلسفة) في محاولة لتفسير الكون وفق ما استخلصه من حقائق علمية رصينة ودامغة. وبالرغم من الدقة التي خَلُصت إليها استنتاجاته في الكثير من الموارد إلّا أن طريقته ظلت مؤثرة بشكل واضح حتى بعد ظهور نيوتن ونظرياته الأكثر إقناعاً في شروحاتها، لاحقا في القرن نفسه. 

اعتبر ديكارت الإنسان مساوياً للمادة من ناحية فعل القوى الميكانيكية وتأثيرها عليهما. أما عقل الإنسان فقد اعتبره كياناً منفصلاً تماماً.

القوانين الحسابية المؤكدة

اعتمد ديكارت بشكل أساسي على القوانين الرياضية في تفسيره للمظاهر الكونية. ومن هنا جاءت سمعته وارثه العلمي الكبير في الرياضيات والعلوم. 

في 1637 وفي ملحق لمقالته: (الهندسة) أوضح فيها ديكارت كيفية تعيين نقطة بعينها في الكون الشاسع. وهنا ابتكر لأول مرة الاحداثيات (الديكارتية) من خلال تعيين نقطة وفق تقاطع الاحداثيات (س) و (ص) في سطح ما وإضافة البعد الثالث للفراغ للإشارة إلى محور العمق.

أدى ذلك إلى تطور التمثيل البياني ورسم المنحنيات العلمية الناتجة من المعادلات الجبرية باستخدام الاحداثيات المختلفة للمادة المصورة بيانياً أو ما إلى ذلك.

ان جمع الهندسة والجبر سابقة علمية ثورية مكنت العلماء على اقل تقدير، من التنبؤ بسلوك اي جسم في الفضاء بعد معرفة خصائصه الفيزيائية والحركية. 

ان شرحه الرياضي للكون هو أساس ادعائه: أعطني مادة، وحركة، وسأبني الكون.

أنا أفكر

قد يكون شعار ديكارت: ( انا أفكر، إذاً انا موجود ) متأتِّ من تجربة عقلية كان فحواها ان يفحص بعين التشكيك كل معتقداته ليكتشف ما يُؤخذ به منطقياً من عدمه. 

قد أصبح رينيه ديكارت شهيراً بعبارته "أنا أفكر، إذا أنا موجود" (باللاتينية: "Cogito, ergo sum")، والتي تعني أنه حتى وإن كان كل شيء يمكن أن يكون كذباً، فإنه على الأقل يمكن أن يكون متأكداً من وجوده، لأنه يفكر.

ويُشير ديكارت إلى أن الشخص المفكر هو الأساس الذي يمكن الاعتماد عليه في التفكير والمعرفة، وهو يَعتبِر هذا المفهوم أساسياً لفلسفته. وقد أثارت هذه العبارة الشهيرة العديد من المناقشات والتفسيرات في الفلسفة، ولا تزال محل اهتمام ودراسة حتى يومنا هذا.

نبض أقلام
بواسطة : نبض أقلام
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-