جوهان فان هيلمونت | أبو الكيمياء الحياتية

 

مكتشف الغاز

  •  1579 ولد فان هلمونت لعائلة ثرية من النبلاء في بروكسيل.
  • 1621 تفرض الكنيسة عليه الإقامة الإجبارية في منزله .
  •  1648 يصدر له (أصل الطب) ومجموعة من البحوث طبعها له أبنه بعد وفاته. 

جوهان بابتيست فان هيلمونت (1579-1644) كان كيميائي وطبيب بلجيكي يُعتبر أحياناً أباً للكيمياء الحياتية. هو أول من أدخل مصطلح "غاز" إلى اللغة العلمية، وقد أجرى تجارب مبتكرة لدراسة الغازات، بما في ذلك تجربة مشهورة حول نمو النباتات التي أظهرت أن الماء هو المكون الرئيسي للنباتات.

فان هيلمونت كان أيضاً مهتماً بالطب والفلسفة، وقد أثرت أفكاره في هذه المجالات على عمله في الكيمياء. كان يعتقد الن أجسم البشري يمكن أن يتحول إلى "مختبر كيميائي"، وأن الأمراض يمكن علاجها من خلال التلاعب بالعمليات الكيميائية في الجسم. هذه الأفكار كانت متقدمة جداً لعصره، وقد أثرت بشكل كبير على تطور الكيمياء الحياتية والطب الحديث.

تعثر الكيمياء

في الوقت الذي حققت فيه علوم الفلك والتشريح والفيزياء قفزات واسعة باتجاه المشهد الحالي, كانت الكيمياء بمفهومها اليوم، تَتعثر بخطواتها وتتأخر . قد يعود الامر إلى المصادفة أو ربما لان العلوم الأخرى كانت تتجلى وتقدم نفسها طيعة للاختبار والمراقبة، كالنجوم والحركة والجسم البشري. 

لذلك لم تواكب الكيمياء الثورة العلمية في باقي المجالات. بدلاً من ذلك كان على المهتمين انتظار نشر ما طُبع بعد موت عالمنا جان بابتيست فان هلمونت، ليبدأ التحول.

مراقب من الدرجة الأولى

بسبب حظه الكبير انه ولد لعائلة ثرية، لم يُستعبد هلمونت لدى الوظائف مدفوعة الرواتب لكنه قضى حياته الانفرادية في مختبره العلمي منكباً على تجاربه. أعاد النظر خلالها ببعض الخرافات السائدة ومنها ان الجروح تلتئم بمعالجة السلاح المسبب لها. ولكنه اصر، على الرغم من التعاليم الكنسية، بان العملية برمتها كانت طبيعية وبعيدة عن المعجزة. 

أدى هذا الموقف به إلى مواجهة الكنيسة والدخول في نزاع معها. بالتالي قضى معظم حياته في داره، تحت الإقامة الجبرية.

حجر الفلاسفة

من المعتقدات الأخرى في عالم الكيمياء التي دحضها هيلمونت هو وجود حجر الفلاسفة، والذي يهب إكسير الحياة ويحول الفلزات الرخيصة إلى ذهب. ولا يُنكر فضل هذا الاعتقاد إلى التوصل إلى اكتشافات كيميائية مهمة . 

وقد كان لهيلمونت جولاته في هذا المجال وبعد سلسلة من التجارب، استحق فعلاً ان يُدعى بـ (أبو الكيمياء الحياتية). 

وكان هلمونت أول من اتبع منهجاً حسابياً للوصول إلى النتائج. خاصة عند استخدام كميات قياسية من المواد المجربة واعتماده المعادلات الكيمياوية وراقب نتائجه بدقة.

الماء في كل مكان

في إحدى تجاربه الشهيرة استنبت هلمونت شجرة صفصاف لمدة خمس سنوات بمقدار قليل من التراب وماء المطر, ونمت الشجرة لتصل وزن 164 رطلاً . 

وكانت تجربته هذه لدحض نظرية العناصر الأربعة لأرسطو ، ولكنه كان قد وجد ما يدعم رأيه من الأولين وهو طاليس الذي اعتقد بتفوق الماء بأهميته لأشكال الحياة على الأرض. 

ووجد ان التراب نقص خمس اوقیات فقط من وزنه مما جعله يعتقد بان معظم تركيب الشجرة هو من الماء. ومن المفارقة أنه نسي دور ثاني أوكسيد الكاربون الغاز الذي اكتشفه، في نمو الشجرة والذي ساعد بتكون خمسين بالمئة من الوزن النهائي.

فصل الهواء

ككيميائي، لم يغفل هلمونت وجود الغازات الأخرى إلى جانب (الهواء)، ووجد ان العناصر المختلفة تطلق غازات مختلفة عند تعرضها للتسخين وميز أربعة منها. وهي ما تعرف اليوم بالآتي:

  1.  ثاني أوكسيد الكاربون 
  2. أول أوكسيد الكاربون 
  3. اوكسيد النايتروجين 
  4. الميثان. 

في الحقيقة كان هلمونت هو من قدم مصطلح ( غاز ) للعالم ، وهو اللفظ للكلمة اللاتينية Chaos (الفوضى).

الإنجازات الأخرى

بالإضافة إلى الكيمياء، أجرى هلمونت دراسات على التغذية والهضم والفسلجة (علم وظائف الأعضاء) مع تطبيق منهجيته التي اعتمدها في معظم مشاهداته وتجاربه العلمية. إلا أنه لم يستطع التخلي عن ولعه بالغموض الذي كان يلف عمله التجريبي، والتي فقدت الكثير من قيمتها عند النظر إليها بعين المعرفة الحاضرة. 

وكان هو أيضاً من قال بمبدأ: (المادة لا تفنى) بعد ان لاحظ ان المعادن الذائبة في الحوامض تخفت قليلاً لتعود إلى الظهور بنفس الكمية عند إعادة استخلاصها ثانية.

في الختام: توفي هيلمونت سنة 1644م , وجمع ابنه مؤلفاته وابحاثه وطبعها في 1648م تحت عنوان (أصل الطب).

نبض أقلام
بواسطة : نبض أقلام
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-