ما كل ما يتمنى المرء يدركه

ما كل ما يتمنى المرء يدركه What all one wishes to realize

 

ما كل ما يتــــــمنى المـــــــرء يدركه

تجري الرياح بما لا تشتهي السفن

بيت شعر من قصيدة أبو الطيب المتنبي :بما التعلل لا أهل و لا وطن

فليس بالضرورة أن يتحقق كل ما يتمناه المرء ، فقد تواجه الحياة عقبات و صعوبات قد لا تسمح بتحقيق كل الأمنيات و الأحلام . 

و لكن يجب على المرء العمل بجدية و عزيمة خلال رحلته نحو تحقيق أهدافه و ربما يتحقق جزء من ما يتمناه و يرفع قدراته و يكتسب خبرات و مهارات جديدة .

الحكمة في بيت الشعر

لا يتحقق كل ما يتمناه الإنسان في حياته ، و قد يواجه الإنسان صعوبات و عوائق في طريق تحقيق أحلامه و رغباته . و لكن هذا لا يعني أنه لا يستطيع تنفيذ جزءٍ منها ، أو الإستفادة من تجاربه و معرفة كيفية تخطي الصعوبات و العوائق المختلفة . 

لذلك ، ينبغي على الإنسان دائماً السعي و العمل على تحقيق أحلامه و تطلعاته ، بينما يتقبل أن النجاح ليس مضموناً ، و عليه أن يتعلم من النجاحات و الأخفاقات على حد سواء .

نبذة عن المتنبي

أحمد بن محمد بن عبد الله المتنبي (303  – 354 هـ) هو شاعر عربي من أشهر شعراء العربية الذين عاصروا العصر العباسي ، و هو من مواليد مدينة سامراء في العراق ، و يُعدّ محمد بن قاسم المعروف بالفراء المتنبي ، بمعزل عن الشاعر و الشعر ، أحد أشهر أصحاب المتنبي .

يتميز شعر المتنبي بالقوة و الصراحة و العلو و البلاغة ، و كان يستخدم الكثير من التشبيهات و الاستعارات الجديدة في شعره . 

ولد المتنبي في عائلة من الحرية ، و عمل في بداية حياته في التجارة و المهن الأخرى ، لكنه تفرغ كلياً للشعر فيما بعد ، و حصل على شهرة كبيرة في أوساط الأدباء و الملوك في زمنه . 

و هو معروف بشعر الحماس و التحفيز و التحدي ، و كان يتحدى بقوة العظماء و المشايخ و الرؤساء ، و ترك أثراً واضحاً في تاريخ الأدب العربي ، و لا يزال شعره يحظى بشعبية واسعة حتى يومنا هذا .

قصيدة بما التعلل

بمَ التَعَلُّلُ لا أَهلٌ وَلا وَطَنُ

وَلا نَديمٌ وَلا كَأسٌ وَلا سَكَنُ

أُريدُ مِن زَمَني ذا أَن يُبَلِّغَني

ما لَيسَ يَبلُغُهُ مِن نَفسِهِ الزَمَنُ

لا تَلقَ دَهرَكَ إِلّا غَيرَ مُكتَرِثٍ

مادامَ يَصحَبُ فيهِ روحَكَ البَدَنُ

فَما يَدومُ سُرورٌ ما سُرِرتَ بِهِ

وَلا يَرُدُّ عَلَيكَ الفائِتَ الحَزَنُ

مِمّا أَضَرَّ بِأَهلِ العِشقِ أَنَّهُمُ

هَوُوا وَما عَرَفوا الدُنيا وَما فَطِنوا

تَفنى عُيونُهُمُ دَمعاً وَأَنفُسُهُم

في إِثرِ كُلِّ قَبيحٍ وَجهُهُ حَسَنُ

تَحَمَّلوا حَمَلَتكُم كُلُّ ناجِيَةٍ

فَكُلُّ بَينٍ عَلَيَّ اليَومَ مُؤتَمَنُ

ما في هَوادِجِكُم مِن مُهجَتي عِوَضٌ

إِن مُتُّ شَوقاً وَلا فيها لَها ثَمَنُ

يا مَن نُعيتُ عَلى بُعدٍ بِمَجلِسِهِ

كُلٌّ بِما زَعَمَ الناعونَ مُرتَهَنُ

كَم قَد قُتِلتُ وَكَم قَد مُتُّ عِندَكُمُ

ثُمَّ اِنتَفَضتُ فَزالَ القَبرُ وَالكَفَنُ

قَد كانَ شاهَدَ دَفني قَبلَ قَولِهِمِ

جَماعَةٌ ثُمَّ ماتوا قَبلَ مَن دَفَنوا

ما كُلُّ ما يَتَمَنّى المَرءُ يُدرِكُهُ

تَجري الرِياحُ بِما لا تَشتَهي السُفُنُ

رَأَيتُكُم لا يَصونُ العِرضَ جارُكُمُ

وَلا يَدِرُّ عَلى مَرعاكُمُ اللَبَنُ

جَزاءُ كُلِّ قَريبٍ مِنكُمُ مَلَلٌ

وَحَظُّ كُلِّ مُحِبٍّ مِنكُمُ ضَغَنُ

وَتَغضَبونَ عَلى مَن نالَ رِفدَكُمُ

حَتّى يُعاقِبَهُ التَنغيصُ وَالمِنَنُ

فَغادَرَ الهَجرُ ما بَيني وَبَينَكُمُ

يَهماءَ تَكذِبُ فيها العَينُ وَالأُذُنُ

تَحبو الرَواسِمُ مِن بَعدِ الرَسيمِ بِها

وَتَسأَلُ الأَرضَ عَن أَخفافِها الثَفِنُ

إِنّي أُصاحِبُ حِلمي وَهوَ بي كَرَمٌ

وَلا أُصاحِبُ حِلمي وَهوَ بي جُبُنُ

وَلا أُقيمُ عَلى مالٍ أَذِلُّ بِهِ

وَلا أَلَذُّ بِما عِرضي بِهِ دَرِنُ

سَهِرتُ بَعدَ رَحيلي وَحشَةً لَكُمُ

ثُمَّ اِستَمَرَّ مَريري وَاِرعَوى الوَسَنُ

وَإِن بُليتُ بِوُدٍّ مِثلِ وُدِّكُمُ

فَإِنَّني بِفِراقٍ مِثلِهِ قَمِنُ

أَبلى الأَجِلَّةَ مُهري عِندَ غَيرِكُمُ

وَبُدِّلَ العُذرُ بِالفُسطاطِ وَالرَسَنُ

عِندَ الهُمامِ أَبي المِسكِ الَّذي غَرِقَت

في جودِهِ مُضَرُ الحَمراءِ وَاليَمَنُ

وَإِن تَأَخَّرَ عَنّي بَعضُ مَوعِدِهِ

فَما تَأَخَّرُ آمالي وَلا تَهِنُ

هُوَ الوَفِيُّ وَلَكِنّي ذَكَرتُ لَهُ

مَوَدَّةً فَهوَ يَبلوها وَيَمتَحِنُ

 تابع أيضاً : الحمى زائرة ليل المتنبي

نبض أقلام
بواسطة : نبض أقلام
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-