الرخويات البحرية

الرخويات البحرية marine slugs



الرخويات هي أسرة كبيرة من الكائنات الحية يُسميها العلماء ( الحيوانات الرخوة ) أو ( الرخويات ) وتُعتبر أكثر الكائنات الحية عدداً بعد الحشرات . ولأن الرخويات كما هو واضح من اسمها ذات أجسام رخوة فهي تحتاج إلى هيكل خارجي أو درع يحمي الكائن من الإفتراس , وقد منحها الله هذا الدرع أو الأمان الذي يتمثل في الأصداف أو القواقع التي تحقق لها الأمان والحماية.

وأغلب الرخويات لها صدفة واحدة، وبعضها ترك البحار ليعيش فوق الأرض وصارت تتغذى على النباتات وتعيش داخل قواقع ، بعضها له قواقع ضخمة لا سيما في أفريقيا حيث يبلغ وزن القوقعة عدة كيلو جرامات. 

ومع ضخامة قواقع رخويات البر إلا إن رخويات البحر منه ما يمتلك قواقع أكبر كثيراً ، إذ يوجد في سواحل فلوريدا وسواحل البحر الأحمر أنواع تبلغ حجم قوقعته حداً كبيراً . إذ ربما وصل طولها إلى ما يقرب من المتر، ويبلغ وزنه نحو اثني عشر كيلو جراماً .

ذراع البحر

ومن الرخويات نوع يسمى ( ذراع البحر ) يبني قوقعته أو منزله وبه غرف كثيرة لكنه يقيم في واحدة منها فقط ، وكلما كبر حجمه يقوم ببناء غرفة أكبر ويغلق الغرفة القديمة التي صارت لا تناسبه بحاجز ثم ينتقل إلى الغرفة الجديدة والتي تكون أكبر من سابقتها .

والغرف جميعها تكون مرتبة في لولب ذي شكل جميل , ويقوم هذا الحيوان الرخوي (ذراع البحر) بإيصال الغرف بعضها ببعض بنوع من الملاط يتألق مثل اللؤلؤ. 

ذراع البحر الورقي

هناك نوع آخر من الرخويات يُسمى ( ذراع البحر الورقي ) يتميز بأن الأم وحدها هي التي يكون لها صدفة تضع فيها البيض والصغار، وتتأرجح هذه الصدفة فوق الأمواج كأنها المهد الذي يدهده الصغار. 

مشط فينوس

بعض الرخويات لها أصداف بها شوك كثير يحميها فلا تأكلها الأسماك ، وهذه الأشواك تشبه الأمشاط، ويمكن أن يُمشط بها الشعر ، لذلك يسمونها ( مشط فينوس ) .

المحار العملاق آكل الإنسان

وكثير من الرخويات من له صدفتان تتصلان أحداهما بالأخرى كمفصلة الباب. ومن الرخويات ما هو صغير جداً و منها ما هو كبير . 

وأكبرها حجماً يُسمى ( البصر ) أو ( المحار العملاق ) ويوجد في مياه استراليا والبحر الأحمر، ويبلغ وزنه عند اكتمال نموه نحو ٢٥٠ كيلو جراماً , ولثقله فإن الحيوان لا يستطيع أن يتحرك بأكمله وإنما يرقد على ظهره ويفتح الصدفتين فتحاً جزئياً . 

و إذا ما نزل أحد الغواصين للبحث عن اللؤلؤ وساقه قدره وهو يتحسس القاع بيده في الظلام إلى أن يضع يده بين صدفتي المحار فإنهما تقفلان عليه ويصبح ذراعه كأنه في مصيدة , وغالباً ما يكون الغرق مصير الرجل ولذلك فإن هذا النوع من المحار يطلق عليه ( آكل الإنسان ) .

وبعض القوقعيات له باب يشبه المصيدة فإذا شاهد الحيوان ما يزعجه ويخيفه يبادر بالزحف داخل القوقعة ويقفل الباب خلفه، وبعض هذه الأبواب جميل إلى حد أن السكان هناك في الشرق الأقصى حيث يعيش هذا النوع من الرخويات يستعملون هذه الأبواب البديعة كحلي.

إستخدامات أصداف الرخويات

وأصداف الرخويات لها استخدامات كثيرة عند الشعوب الساحلية، إذ قد تستخدم أطباقا أو منافض للسجاجيد أو غلايات للشاي... ، وأحيانا تستخدم كنقود أو نياشين يقلدونها من يستحق التكريم والتقدير.

والعديد من الناس يحتفظون بها لجمال شكلها ولبديع ألوانها، ويقدمونها هدايا لأصدقائهم أو يحتفظون بها كتذكار لأيام جميلة قضوها على شواطئ البحار . 


المرجع

نبض أقلام
بواسطة : نبض أقلام
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-