الآثار الجانبية للرفاهية و الظروف الإجتماعية صحياً

الرفاهية

 

 هل فكرت يوماً أن للرفاهية آثاراً جانبية ؟

سؤال قد لا يشغل بالنا أو يلفت أنظارنا, و نحن في هذا السباق و السعي اليومي للوصول إلى هذا الهدف, الرفاهية و الراحة!!

لا شك أن هذه الغاية في حد ذاتها حلم أو طموح مشروع, تنفق من أجله الحكومات الكثير و الكثير من الأموال في عمل الخطط و المشروعات وصولاً لتحقيق هذه الغاية لأبنائها.. و يبذل الأفراد في سبيلها كل الجهد و الفكر لترجمة نتائجه إلى أموال أو ثروة لاستخدامها في الوصول إلى تلك الغاية.

لكن في غمرة كل هذا قد لا نستطيع معالجة الآثار السلبية الناجمة عن الرفاهية بسبب الركون إلى الراحة و الكسل, اعتماداً على أن كل شيء أصبح عند أطراف الأصابع , و هو ما يؤدي إلى إصابة معظمنا بالأمراض, التي يُطلقون عليها " أمراض العصر " أو " أمراض الرفاهية " .

و التي تكون مقدمتها أو جرس الإنذار لها السمنة و زيادة الوزن, حيث يزداد أعداد المصابين بالوزن الزائد دائماً على الرغم من أن مليارات الدولارات تُنفق سنوياً على برامج التخسيس.

من المؤكد أن التخلص من الوزن الزائد هو هدف صحي في الأساس, لأنه يعني ببساطة الوقاية أو انخفاض نسبة التعرض لأمراض القلب, و السكر, و ارتفاع ضغط الدم, و هي من الأمراض المنتشرة في الآونة الأخيرة.

في المقابل قد تتجاهل بعض النساء غير السمينات - في سبيل وصولهن إلى نحافة عارضات الأزياء التي تُعتبر نموذجاً غير طبيعي, لأنهن غاية في النحافة التي قد تخص معالم الأنوثة - إلى اللجوء لإنقاص وزنهن بضعة كيلوغرامات, مما يسبب لهن بعض المشاكل الصحية إذا لم تستند إلى أسس علمية.

قاوم و لا تستسلم

عالم الرفاهية حولك يضغط عليك بشدة لتصبح بديناً و عليك أن تقاوم بعناد أشد حتى تفلت من هذه الضغوط الرهيبة !

و لا أحد ينكر أن الظروف الاجتماعية هذه الأيام تشاركك المسؤولية فيما وصلت إليه من وزن زائد..

فقد تضطر إلى البقاء في عملك إلى ما بعد الظهر و لن يكون أمامك لإسكات صرخات معدتك سوى باكيت بسكويت أو كيس شيبس أو سندويتش جبنة.. و كلها أغذية تؤدي إلى السمنة..

و إذا كنت في مركز قيادي أو قريب منه فأنت مضطر أن تذهب من حين لآخر لغذاء عمل أو عشاء عمل و لن تستطيع أن تجلس بين الناس دون أن تأكل شيئاً.

و تجبرك واجباتك الاجتماعية إلى زيارة أقاربك أو معارفك و هناك يكون من غير المقبول أن ترفض واجب الضيافة أو تحرج سيدة المنزل.

البدانة في المجتمع الغني و الفقير

الضغوط على المرأة لتصبح بدينة في المجتمعات الفقيرة سبعة أمثالها في الطبقات الغنية و القادرة , حيث لا تقبل المجتمعات الغنية المرأة البدينة بينما تتقبلها المجتمعات المتوسطة و الفقيرة. 

و اتضح أن العكس صحيح بالنسبة للرجل, فالبدانة لدى المليونير أو مدير العمل تعتبر شكلاً اجتماعياً مقبولاً.. بل أن " الهيبة "  لدى كبير الحي مرتبطة دائماً بحجمه و هو الأمر الذي يدفعه لإرتداء العباءة الفضفاضة لإضفاء هيبة أكبر على مرتديها , بينما لا يهم ذلك العامل البسيط بشيء .

علاقة العمل بالنحافة و البدانة

العمل اليدوي

 

يلفت العلماء النظر إلى العلاقة بين العمل اليدوي و النحافة - الجسم الرشيق -  حيث نادراً ما نرى عاملاً يدوياً بديناً.. 

عمدة القرية دائماً بدين لأنه يحل كل المشاكل و هو جالس في الدوار بينما الغفير غالباً نحيف لأنه يدور على رجليه في القرية.

و رجوعاً إلى الرفاهية .. فالمدينة الحديثة تدفع الناس إلى السمنة, فالتلفاز يقيدهم أمامه و الغسالة الكهربائية و غسالة الصحون و المكنسة الكهربائية..التي تعفي ربة البيت و حتى الشغالة من أي مجهود جسماني..

و هناك الآن فرشاة الأسنان الكهربائية, و فتاحة العلب الكهربائية و المصاعد.. كلها وسائل للراحة و لكنها مفتاح الطريق نحو السمنة.

 

المرجع: التخسيس و النصائح الغذائية لمشكلاتك الصحية/ د.عادل عبدالعال .


نبض أقلام
بواسطة : نبض أقلام
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-