الذكاء البشري و الذكاء الإصطناعي

 تشترك جميع الكائنات الحية في وجود منظومات عصبية تمكنها من التعامل و النفاعل مع البيئة المحيطة بها كما تساعدها في التحكم في العمليات الحيوية اللازمة لإستمرار الحياة لهذه الكائنات.

و تختلف المنظومات العصبية من كائن إلى آخر حيث تكون بسيطة التركيب, و طبيعة العمل في الكائنات الأولية ذات التركيب الخلوي البسيط و معقدة التركيب, و طبيعة العمل في الكائنات الأكثر علواً مثل الإنسان.

و تُعتبر المنظومة العصبية للإنسان أعقد المنظومات العصبية على الإطلاق , و التي يتركز معظمها في المخ البشري الذي يتميز بطبيعة عمل أدت إلى تفوق الإنسان على سائر المخلوقات الأخرى في قدرات:- التفهم و التعرف على الأشكال و الرموز و التعلم و التحدث و التذكر و الإدراك و السيطرة الدقيقة على الجهاز الحركي و ما إلى ذلك من العديد من الصفات و القدرات التي لا يستطيع أي كائن آخر غير الإنسان إلى الوصول إليها.

ما هو تعريف الذكاء البشري؟

الذكاء البشري human intelligence

 

يُعرف الذكاء البشري HUMAN INTELLIGENCE بأنه المقدرة و المهارة على وضع و إيجاد الحلول للمشكلات بإستخدام الرموز و طرق البحث المختلفة و معالجة المعرفة , و القدرة على إستخدام الخبرة المكتسبة في اشتقاق معلومات و معارف جديدة تؤدي إلى وضع الحلول لمشاكل ما في مجال معين.

و يتفاوت مستوى الذكاء من شخص إلى آخر, كما يُعتبر الذكاء البشري هو المسؤول عن التطور و الإبداع في نمو الحضارات المختلفة.

و نظراً لأهمية الذكاء البشري فإن الإنسان كان و لا يزال دائم البحث عن طبيعة هذا الذكاء , و كيف يمكن قياسه و وضع الخطوات لمحاكاة أساليبه في شكل برامج بإستخدام الحاسبات.

و لقد إقتصرت دراسة الذكاء البشري ( لفترة طويلة )  على علماء النفس , و لكن التقدم السريع في جميع فروع العلوم في النصف الأخير من القرن العشرين قد أدى إلى مساهمة و تلاحم علوم كثيرة مثل الفسيولوجي و البيولوجي و الرياضيات و الفيزياء و الهندسة و الحاسبات و الفلسفة و اللغويات في دراسة و محاكاة نظم الذكاء البشري و تطويرها.

لقد راود الباحثين الأمل في انتقال أساليب الذكاء الفطري و الخبرة المكتسبة للإنسان إلى نظم البرمجة للحاسبات لكي يُمكن الإستفادة بها في كثير من شتى مجالات الحياة المختلفة و التي تتطلب قدراً من الذكاء و الخبرة اللازمة لمسايرة التطور في التطبيقات الصناعية و الزراعية و التجارية و العالم الرقمي ككل ... بتواجد الإنترنت .

و بذلك أدى إستخدام الحاسبات في مجالات التعرف على الأشكال و الرموز و النماذج المختلفة إلى ظهور نظم الذكاء الإصطناعي, و التي تميزت بانتقال جزء من أساليب الذكاء الإنساني إلى نظم البرمجة للحاسبات و التي ساهمت بدورها في بناء نظم الخبرة التي إشتملت بعضاً من الخبرة المكتسبة للإنسان.

يُعتبر الذكاء الإصطناعي هو بمثابة الثورة التي سببت الإنفجار في المعلومات و المعارف , و التي واكبت التقدم في التكنولوجيا الصناعية للحاسبات.

ما هو الذكاء الإصطناعي للحاسبات؟

الذكاء الإصطناعي Artificial intelligence

 

الذكاء الإصطناعي هو ذلك الفرع من علوم الحاسب COMPUER SCIENCE الذي يمكن بواسطته خلق و تصميم برامج للحاسبات التي تحاكي أسلوب الذكاء البشري , لكي يتمكن الحاسب من أداء بعض المهام بدلاً من الإنسان, و التي تتطلب التفكير و التفهم و السمع و التكلم و الحركة.

ترجع بداية الذكاء الإصطناعي إلى التحول من نظم البرمجة التقليدية بعد الحرب العالمية الثانية, إلى إستحداث برامج للحاسبات تتسم بمحاكاة الذكاء البشري في إجراء الألعاب, و وضع الحلول لبعض الألغاز و التي أدت بدورها إلى نظم أكبر للمحاكاة, و التي تبلورت بعد ذلك و أصبحت نظماً للذكاء الإصطناعي.

في البداية إختلفت نظرة كثير من العلماء إلى تفسير نظم الذكاء الإصطناعي , و إعتبرها بعضهم كفرع من التصميم الهندسي, و إعتبرها البعض الآخر بأنها مرتبطة بعلوم محاكاة نظم التفكير الإنساني.

و لكن في الحقيقة فإن الذكاء الإصطناعي ما هو إلا محاكاة لطرق ذكاء الإنسان , و محاكاة لكيفية إستخدام خبرته المكتسبة في مجال معين, و كذلك طرق تفهمه للغات المختلفة و كيفية التعرف على الصور و التحدث , و التي أدت إلى تطور و ظهور تقنيات لتصميم برامج تحول الحاسبات إلى آلات ذات ذكاء مُصنع أو لتعمل أعمالاً تتسم بالذكاء و الخبرة الإنسانية.


نبض أقلام
بواسطة : نبض أقلام
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-