الإشاعة | أسسها,أهدافها,مراحل انتشارها و سيكولوجيتها

الإشاعة

 

الإشاعة أو الشائعة معناهما واحد.. فقد جاء في المعجم الوسيط أن :-

  • الشائعة: الخبر ينتشر و لا يوجد تثبُت فيه.
  • الإشاعة: الخبر ينتشر و غير مُتثبت منه.

فالشائعة هي معلومة لا يُتحقق من صحتها, و لا من مصدرها, تنتشر عن طريق النقل الشفوي.

الأسس التي تُبنى عليها الشائعة

و تقوم الشائعة على أساس:-

  • انتزاع بعض الأخبار أو المعلومات و معالجتها بالمبالغة, و التأكيد أحياناً, و بالحذف و التهوين أحياناً أخرى.
  • ثم إلقاء ضوء باهر على معالم محددة, تُجسم بطريقة انفعالية و تُصاغ صياغة معينة, بحيث يتيسر للمستمع فهمها, و يسهل سريانها, و استساغتها.
  • يتم إستيعاب الإشاعة على أساس اتصالها بالأحداث الجارية و تمشيها مع العرف و التقاليد و القيم السائدة.

في الواقع أن الإشاعة في المقام الأول : معلومة تُضيف عناصر جديدة إلى شخص ما, أو حدث ما مرتبط بواقع الحال.

و تتميز الإشاعة عن الأساطير و المغامرات الخيالية , بأنها لا تُسرد بغية التسلية و إنما الهدف منها أن يتم تصديقها و ترمي إلى الإقناع.

مراحل انتشار الشائعة

  1. مرحلة الولادة: تتسم بأنها مرحلة إنتاج الإشاعة و مرحلة العرض و الطلب. في هذه المرحلة يقوم شخص حاقد أو بمعنى أصح مريض نفسياً بإنتاج الإشاعة عند توفر الوقت المناسب, و الجو الملائم و التربة الخصبةلزرع بذور الشر و الفتنة و الكراهية و العداء, و تحطيم المعنويات, و إثارة النزاعات بين الأفراد و الجماعات و الشعوب, ففي حين يطلب الناس المعلومات التي تساعدهم على تفسير ما يجري حولهم و لا يجدونها, يقوم منتجوا و مروجوا الإشاعات بتزويدهم بمعلومات مغالطة تلبي رغبتهم.
  2. مرحلة المغامرة أو المجازفة: و هي مرحلة انتشار الإشاعة و ذيوعها بين الناس. إنها الطريق الدائري الذي تستمر فيه الإشاعة. و يعتمد مدى انتشار الإشاعة على شرطين هما:-
  • أهمية الموضوع الذي تدور حوله الإشاعة بالنسبة للمستمع أو القارىء أو المشاهد لوسائل الإعلام.
  • و الشرط الثاني هو غموض الموقف لدى الجمهور, و ذلك لانعدام الأخبار أو تضاربها أو عدم الثقة فيها, أو عدم المقدرة على فهمها من قبل الناس.3

     3. مرحلة موت الإشاعة: و هي المحصلة النهائية لعملية ولادة و انتشار الإشاعة. 

في تحليل للإشاعة قام به علماء الاجتماع في أمريكا, و نُشرت نتائجه سنة 1991م, وجدوا أن الإشاعة هي عبارة عن نوع من الفيروسات النشطة التي تنمو, بسبب قدرتها على توليد مخاوف لدى الجمهور المستهدف, تمكنها من الانتشار.

من يقف وراء الإشاعة؟و كيف يتم تداولها بين الناس؟

 الإشاعات التي تُروج بين الناس قد تكون عن قصد أو عن غير قصد.. و تلعب الإشاعات المقصودة المغرضة دوراً رئيسياً في أوقات الحروب و الأزمات, لأنها تُثير العواطف و تترك آثاراً عميقة في النفوس.

 أما الإشاعات غير المقصودة فتسمى ثرثرة أو دردشة, و يجد كل من ناقلها و مستمعها لذة و متعة في روايتها, دون أن يعلموا أنهم يساعدون على نشر الإشاعات الكاذبة.

و ليست كل الإشاعات مُختلقة من أساسها, فهناك إشاعات تستند إلى حدث حقيقي, يتم تشويهه عند إطلاق الإشاعة, و يعتمد انتشار الإشاعة المُختلقة, أو المستندة إلى حدث على أهمية موضوعها, و توافر عنصري الإثارة و الغموض فيها.

أشكال الإشاعة ( سيكولوجية الإشاعة )

تٌقسم الإشاعة إلى أشكال متعددة:-

  1. الإشاعة التي تنتقل ببطء من شخص إلى آخر.
  2. الإشاعة التي تنطلق بضجة فتصل إلى أسماع عدد كبير من الناس خلال فترة زمنية قصيرة, و تكثر في الكوارث و عند الانتصارات أو الهزائم الساحقة.
  3. الإشاعة الغائصةالتي تُروج في البداية ثم تختفي لتظهر ثانية عندما تتاح لها فرصة للظهور. 

تتعرض الإشاعة إلى تحريف ناقليها فيُسقطون بعض تفصيلاتها و يركزون على البعض الآخر, و يعطونها طابعاً مشوقاً يزيد من خطورتها و قدرتها على الإقناع.

يمكن تقسيم الإشاعات على أساس دلالتها و دوافعها إلى ثلاثة أنواع رئيسية هي:

  • إشاعات عداء.
  • إشاعات خوف.
  • إشاعات تمني.

و الجدير بالذكر أن الإشاعة لا تنطلق كلها من حدث يحتاج إلى تفسير, بل إن بعضها يولِِد الحدث نفسه.

أهداف الإشاعة

  1.  بث الخوف و الرعب و الحقد و الكراهية و العداوة و زرع بذور الفتنة و الشك و اليأس و الأمل في نفوس الجمهور المستهدف.
  2. تشويه سمعة و صورة الأفراد و الجماعات و المجتمعات و الشعوب و الدول و القادة.
  3. خلخلة وحدة الصف.
  4. العمل على تهجير المدنيين و ذلك ببث الرعب في قلوبهم.
  5. تحطيم إرادة القتال لدى العدو.
  6. تثبيط معنويات المدنيين و العسكريين.
  7. العمل على تكوين الرأي العام أو جسٍه أو تعبئته أو تضليله, حول موضوع ما يلامس حياة الناس اليومية.
  8. خداع العدو و تضليله عن طريق تعمية الأمور عليه.العمل على تقوية الروح المعنوية خاصة وقت الأزمات و الحروب و الكوارث الطبيعية.

المصدر: سيكولوجية الإشاعة- رؤية قرآنية/ تأليف حسن السعيد


نبض أقلام
بواسطة : نبض أقلام
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-