إسحق نيوتن | قصة التفاحة و العبقرية الفذة

قصة إسحاق نيوتن و التفاحة و تجلي العبقرية

 

 ولد إسحق نيوتنIsaac Newton )في انجلترا عام 1642م ، ومن العجيب أن مولد هذا العبقري الذي أضاءت عبقريته الدنيا وكشفت أهم قوانين الكون وألغازه لم يكن من الأحداث السعيدة لأسرته ! فقد مات والده قبل مولده بعدة أسابيع قليلة .

لم تتوقع الأسرة للمولود اليتيم أن يعيش طويلاً ؛ لأنه قد ولد ضعیف البدن ، مشوَه الأعضاء ، مضطرب القلب والتنفس ، وكانت نحافته البالغة من بواعث الأسى والحزن والسخرية معاً .

هكذا وُلد إسحاق نيوتن, فماذا فعل؟؟


تفاحة نيوتن

 قصة تفاحة نيوتن ، من أشهر القصص في تاريخ العلم الحديث ، والعجيب في أمر هذه القصة هو بساطتها المتناهية .

فقد كان نیوتن  ذات يوم في مزرعة والدته ، يجلس على العشب كما تعود في استرخاء ، لكنه كان شارداً يتأمل الطبيعة الساحرة من حوله ، ويفكر في أمر العالم والكون وأسراره و ألغازه وغوامضه ، وفجأة سقطت إلى جوار نیوتن  تفاحة !
وحملق نیوتن  في تلك التفاحة كثيراً ، ويبدو أنه قد شرد مفكراً في أمر التفاحة ، وقد قفز إلى ذهنه السؤال الذي أثار دهشته ، وهو : لماذا سقطت تلك التفاحة ؟
وعلى الفور قفزت الإجابة إلى ذهن نیوتن : لابد أن تكون التفاحة قد سقطت تحت تأثير قوة جاذبة ، وإذا لم تكن هذه القوة هي التي أسقطت التفاحة لكان بإمكان التفاحة أن تظل في مكانها على الشجرة ، أو أن ترتفع في الهواء بدلاً من أن تسقط على الأرض .
وشرد نیوتن أكثر واستغرق في التفكير بعمق وراح يسأل نفسه : أليس القمر مثل التفاحة ؟ إذن لماذا لا يسقط القمر على الأرض ؟ وما الذي يجعله مستقراً في مداره؟
وكانت الإجابة مرة أخرى ، هي : لابد أن هناك قوة مؤثرة تجذب القمر إلى الأرض وتجعله مستقراً في مداره فلا يخرج عن هذا المدار ، ولا يسقط على الأرض ؟!
وهكذا كان حادث سقوط التفاحة هو الحادث الذي ألهم نیوتن  فكرة الجاذبية ، وقد عمق نیوتن ، هذه الفكرة - فيما بعد - بالبحث حتى توصل إلى اكتشاف قوانین الجاذبية التي تُفسر على أساسها اليوم كافة الحركات الكونية .
ومن هذه القصة البسيطة ونتائجها المدهشة ، يمكننا أن نتعرف على طريقة تفكير نيوتن ، وتكوين عقليته العبقرية ، فكم مرة سقطت مثل هذه التفاحة بجوار أعظم العقول دون أن تتحرك عبقريتها لتسأل عن سر سقوط الأجسام ، وسر حركة الأجسام ؟ لكن نیوتن  وحده هو الذي سأل .. وبحث .. واكتشف أعظم الاكتشافات .

عبقرية نيوتن و إنجازاته

تمكن نيوتن من تحقيق عدة إنجازات رائعة تعكس عبقريته الفذة النادرة ، وتدل على مكانته العلمية الرفيعة في تاريخ العلم وقامته الجديدة بين العلماء ، ومن هذه الإنجازات :

  1. إكتشاف قوانين الحركة
  2. إكتشاف قانون الجاذبية الأرضية.
  3. وضع علم التفاضل والتكامل .
  4. إختراع أول تليسكوب عاكس عام 1668م .
  5.  إکتشاف طريقة تحليل الضوء بالمنشور الزجاجی وإكتشاف ألوان الطيف .
  6. تمكنه من تفسير ظواهر الضوء بالتوفيق بين النظرية الجسيمية والنظرية الموجية .
  7. ساهمت قوانين الحركة التي اكتشفها في قيام علم الديناميكا .
  8. قام بعدد كبير من الأبحاث والتجارب ، ووضع العديد من النظريات والأفكار والآراء العلمية المهمة التي ضمنها كتابه الرئيسي المهم الذي نشر بعنوان : « المبادئ » عام (1687م ) .

وهناك الكثير من الإنجازات العلمية المهمة، ولكن نظراً لأهمية تلك الإنجازات العظيمة ، ونظراً لمكانة نيوتن العلمية وعبقريته الفذة الفريدة فقد حصل انيوتن في حياته على التكريم المناسب لمكانته وعبقريته ونبوغه ، وعلى سبيل المثال :

منحته الحكومة لقب اسیر » وتم انتخابه عضوا في الجمعية الملكية .

كما تم اختياره أستاذا في جامعة كمبريدج ) عام 1669م .

 وعندما توفي نيوتن عام (1727م) تم دفنه بمقابر العظماء في لندن .


وفي مكتبات العالم اليوم عشرات الكتب بمختلف اللغات عن حياة و أعمال و عبقرية  نیوتن ، وأعماله العلمية الفريدة ، وفضله على تاريخ العلم ؛ ذلك الفضل يضعه في مصاف أعظم عباقرة العالم.

 

المصدر: هوس العبقرية/باربارا جولدسميث

نبض أقلام
بواسطة : نبض أقلام
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-