الأخطبوط و عجائب لا تنتهي

الأخطبوط و عجائب لا تنتهي

هل يعقل وجود حيوان في مياه البحر يملك ذكاءً خارقاً يندر وجوده بين الثديات البحرية والبرية على حدٍ سواء، حيوان يفكر أفكاراً غريبة بينما هو يراقبنا نسبح بجواره، حيوان عجائبه لا تنتهي و حيرت العلماء ,هذا الحيوان هو الأخطبوط.

 الأخطبوط له عيون تكوّن صوراً مشابهة للأجسام المنظورة، وله أطراف معقدة، ودماغ كبير، وهو في نظر البعض يعتبر سمكة شيطانية أو وحش قاتل، ونظرة قريبة لهذا الحيوان تكشف عن مخلوق يبعث على الاحترام والدهشة من خلال ما يبديه من تصرفات...

والأخطبوط يختلف عن الرخويات الأخرى من خلال استغنائه عن الصدفة القاسية التي تحميه من الأخطار، وقد استبدلها باعتماده على سرعة الحركة، وعلى زيادة قوته الخاصة الجسمية والعقلية، وبذلك يكون مهاجماً أكثر منه ضعيفاً أو مدافعاً.

  وليس هناك من هو أكثر تعرضاً للأذى من الأخطبوط، وذلك من خلال جسمه اللحمي اللدن غير المحمي، خاصة في بحار مليئة بحيوانات خطيرة مثل سمك القرش وسواه.

الأخطبوط الخفي

لكي تتمكن الحيوانات الشرسة من التهام الأخطبوط لابد لها من الإمساك به أولاً، إلا أن الأخطبوط لا يوجد من يقارعه في طرق الفرار أو التخفي، إذ له القدرة على تغيير شكله وبنيته الشخصية ولونه أيضاً، وإذا فشل فبإمكانه أن يضغط جسمه ليدخل في أصغر جحر يجده أمامه.

وقد يمر الغواص بجانب الأخطبوط دون أن يلاحظه، وذلك بسبب كونه مشابهاً للفروع المرجانية التي يلتصق عليها أو على بعض الصخور، وتعود أيضاً قدرته العالية على التخفي بسبب احتواء جلده على نوعين من الخلايا الملونة:-

  •  النوع الأول ذو لون داكن تنتج الألوان البنية والحمراء.
  •  النوع الثاني ذو لون فاتح تعطي اللونين البرتقالي والأصفر.

 وعند الولادة يحتوي جلد الأخطبوط على 70 خلية ملونة فقط، ومع نموه يزداد عدد هذه الخلايا حتى تصل كثافتها إلى 100 خلية في الميليمتر المربع الواحد من الجلد، وهكذا نجد الأخطبوط البالغ يحتوي جلده على الملايين من الخلايا الملونة والتي يسيطر عليها الجهاز العصبي.

 وبإمكان الأخطبوط أيضاً أن يظهر ظلالاً ذات انعكاسات زرقاء وخضراء إذا تمكن من الظهور على خلفية صافية فاتحة اللون، إذ أن الخلايا الملونة تحتوي على صفائح عاكسة من بلورات عضوية مشابهة للمخروط الزجاجي الذي يحلل الضوء إلى أطباق.

ويعتمد اللون المرئي على الزاوية التي ينظر بها من خلال تلك الصفائح، وبذلك فإن الأخطبوط عندما يتحرك فإن الأنماط اللونية لجلده تنساب في اتجاه معاكس لحركته، وحتى عندما يندفع سريعاً هارباً من خطر ما، فإنه يبدو وكأنه لا يتحرك نتيجة لهذه الحركة العكسية الظاهرية للألوان، إنه خداع بصري يخدع به أعداءه...

الأخطبوط و الذكاء الخارق

إن هذه القدرة العالية للأخطبوط على تقليد الوسط الذي يكون فيه تدل على امتلاكه لقدرات ذهنية ذات ذكاء خارق، وذات سيطرة كبيرة على العمليات الجسمية.

 وبما أن الأخطبوط يمتلك حاسة إبصار قوية، فالعلماء يقولون: قد يكون من المحتمل أن يستعمل هذه النماذج اللونية لجلده ليقوم أيضاً بالاتصال مع الأفراد الأخرى بتركيبات صورية كاملة.

 وإن صدق العلماء، فإن ذلك يؤكد بأن الصورة الواحدة لها قيمة تعادل ألف كلمة، وبذلك فإن الأخطبوط يمكنه المخاطبة بسرعة تفوق قدرات البشر بآلاف المرات...

ولقد أظهرت التجارب قدرة هذا الحيوان على عمليات حسابية رائعة، مما جعلهم في دهشة وحيرة، فقد وضعوا أمام الأخطبوط زجاجة كبيرة مملوءة بالماء وبالسرطان البحري الذي هو بمثابة غذاء مفضل له، وأغلقت الزجاجة بقطعة من الفلين، ولوحظ ما يلي:

نظر الأخطبوط إلى الزجاجة ملياً، وتلمس جوانبها، ومن ثم ركن إلى زاوية وهو ينظر إليها، وكأنه يفكر في حاله وحالها، وعلى حين غرة انقض عليها حيث لف ثلاثة من أطرافه حولها، ومن طرف آخر نحو الفلين الموجود في أعلى الزجاجة وجذبه بقوة، وما هي إلا لحظات حتى كان الأخطبوط يتناول وجبته الشهية بكل هدوء وسرور...

وهنا تساءل العلماء : هل يمكن أن يكون الأخطبوط غريباً لدرجة أننا لسنا أذكياء بدرجة كافية لنفهمه حق الفهم؟؟

 وهكذا فقد أبحر العلماء ضمن أسئلة لا متناهية حول قدرة الأخطبوط وذكاءه الخارق و عجائبه اللامتناهية، والجواب: حيرة ودهشة إزاء هذا الحيوان الغريب..

 

نبض أقلام
بواسطة : نبض أقلام
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-