كيف تؤثر السمنة عصحتنا؟


أثر السمنة على الجسم The effect of obesity on the body

تحدثنا في موضوع سابق عن ما هي السمنة و ما هي زيادة الوزن . و في موضوعنا هذا سوف نتحدث عن كيف تؤثر السمنة عصحتنا؟ و بمعنى آخر ما هي الأمراض التى قد تتسبب بها  أو سببها الرئيسي هو السمنة.

 السمنة وسكري الدم


من المظاهر المعروفة ارتفاع نسبة هرمون الأنسولين في دم الأشخاص الذين يعانون من السمنة .

وذلك إما لاختلال عمل هذا الهرمون الحيوي والضروري لعمليات إمداد الجسم بالطاقة واستخدام الغلوكوز (سكر الدم) أو لاختلال استجابة مستقبلات الأنسولين الموجودة على جدار الخلايا الحية (decreased sensitivity of insulin receptors).

بحيث تضعف حساسية هذه المستقبلات لمادة الانسولين فتشعر الخلية بعدم كفاية الانسولين مع أنه موجود بكمية كافية أو أكثر من اللازم .

 وبطريقة ما يعمل الجسم على تلبية حاجة هذه الخلايا من الأنسولين عن طريق زيادة إفرازه بالدم . 

ولذلك فإن بعض الأشخاص المصابين بالسمنة يعانون من ارتفاع نسبة السكر في الدم أو يصابون بمرض السكري مع أنهم لا يعانون من نقص في كمية الأنسولين وهذا الوضع يطلق عليه طبياً مصطلح " insulin resistant state " أي حالة مقاومة الأنسولين.

وهناك عدة أسباب لهذه الحالة : 

  • خلل ما في خلايا فئة (ب) لجزر لانجرهانز الموجودة في البنكرياس والتي قد تنتج مادة الأنسولين مختلفة التركيب الكيميائي مما يفقده خصائصه البيولوجية . 
  • وجود أجسام مضادة في الجسم إما ضد الأنسولين نفسه أو ضد مستقبلات الأنسولين مما يؤدي إلى تحطيمه أو إعاقة وظيفته البيولوجية . 
  • وجود مواد في الدم بتركيز أعلى من الحد الطبيعي تعمل بشكل يعاكس عمل الأنسولين "contra insulin hormones" مثل الكرتزون ، الأدرينالين ، نور أدرينالين والجلوكاجون وغيرها . 
  • عدم استجابة الخلايا والأنسجة لهرمون الأنسولين وهذا السبب هو أهم سبب من الأسباب التي ذكرت أعلاه لنشوء حالة مقاومة الأنسولين . 
  • ومع أن الغالبية العظمى من الأشخاص المصابون بالسمنة لا يعانون من مرض السكري إلا أن الغالبية العظمى من مرضى السكري يعانون من السمنة . 
  • وإن حالات كثيرة من إصابات السكري قد تشفى إذا أمكن القضاء على السمنة ، حتى إن بعض المصادر تشير إلى أنه بالإمكان معالجة حوالي 75% من مرضى السكري النوع الثاني type 2 بدون أدوية إذا أمكن تخفيض وزنهم إلى الوضع الطبيعي .
 

 السمنة ودهنيات الدم


تقوم الأنسجة الدهنية بتخزين كمية كبيرة من الكوليسترول .

ومع أن نسبة كوليستيرول الدم قد تكون ضمن الحد المقبول عند الأشخاص المصابون بالسمنة أو مرتفعة بمقدار بسيط ، إلا أن زيادة إفراز الكوليستيرول في العصارة المرارية قد يساعد في تكوين حصى المرارة والتهابها عند المصابون بالسمنة .

أما بالنسبة للجليسيريدات الثلاثية (Triglycerides) فإنه من المؤكد أن السمنة سبب رئيسي لارتفاع نسبتها في الدم مما يؤدي إلى تصلب الشرايين وما ينجم عنه من ارتفاع ضغط الدم والتأثير السلبي على القلب والأوعية الدموية في كافة أنحاء الجسم ومنها الدماغ.

 

 السمنة وآلام الظهر والمفاصل


إن زيادة الوزن الكبيرة تؤدي إلى زيادة العبء والإجهاد على كافة المفاصل وخاصة مفاصل الفخذين والركبتين وغضاريف العمود الفقري .

و يؤدي ذلك  إلى تآكل هذه الغضاريف والمفاصل والتهابها أو هشاشتها ، مما يؤدي إلى آلام الدسك والمفاصل وعرق النساء وغيرها .

 

 السمنة والسيلوليت

هناك فرق بين السمنة والسيلوليت. يتلخص في حين أن السمنة عبارة عن ازدياد كمية الدهون في الجسم بشكل عام . أما السيلوليت فهو عبارة عن اعتلال النسيج الدهني الموجود تحت الجلد .

 حيث تحدث تغيرات تركيبية وفيزيولوجية في الطبقة التحت جلدية على شكل تكتلات دهنية أو تورم النسيج الدهني الناجم عن امتصاصه لسوائل الجسم أو تليف النسيج الدهني وهي أشد حالات السيلوليت . 

أما نسبة انتشار السيلوليت فتشير بعض المصادر إلى أن حوالي 80% من النساء بعد سن 14 سنة يعانون من السيلوليت بدرجاته المختلفة ولأسباب غبر معروفة على وجه التحديد . 

ويعتقد الباحثون بأن السبب المباشر لحدوث السيلوليت هو اضطراب عمل أغشية الخلايا الدهنية بحيث يؤدي ذلك إلى إغلاق جزء أو كل الفتحات التي تتخلص الخلية الدهنية من خلالها من نواتج نشاطاتها الحيوية. 

ويؤدي ذلك إلى تجمع هذه الفضلات داخل الخلية الدهنية مما يؤدي إلى تضخمها ثم إلى تكلسها . 

وتتجمع تلك الخلايا في مجموعات تكون ما يشبه الجزر في النسيج الدهني ويمكن تحسس هذه التجمعات بحيث تبدو كأجسام صلبة منتشرة في النسيج الدهني تحت الجلد . 

وتسبب هذه الأجسام انضغاط الأوعية الدموية والليمفاوية مما يزيد في اضطراب الدورة الدموية والليمفاوية ويؤدي إلى تفاقم السيلوليت .

 

أسباب السيلوليت


تشير الأبحاث إلى أن أهم أسباب حدوث السيلوليت هي :

  •     التغذية غير المتوازنة .
  •      الإرهاق العصبي والضغوط النفسية .
  •     تلوث البيئة .
  •      قلة النشاط الحركي .
  •      أسباب وراثية .
  •      أسباب غير معروفة لغاية الآن .

     الاضطرابات الهرمونية وخاصة أثناء فترة الحمل أو خلال مراحل النضوج الجنسي للفتيات أو الناجمة عن استخدام الأدوية الهرمونية بقصد منع الحمل .


أعراض السيلوليت

قد لا يلاحظ المصاب بالسيلوليت أي أعراض مزعجة مرتبطة به لفترات طويلة .

وأول علامات وجوده يستدل عليها بمسك جزء من الجلد بين الإبهام والسبابة فيصبح الجلد مجعداً أو على شكل حبيبات مختلفة الأحجام بما يشبه شكل قشرة البرتقال أو الليمون .

ثم تزداد هذه التغيرات شدة ويصبح حجم هذه الحبيبات أكبر بحيث تصبح على شكل كتل متفاوتة الصلابة والحجم وخاصة تحت جلد الفخذين والآليتين والذراعين والجدار الأمامي للبطن .

الوقاية من السيلوليت

إن الوقاية من السيلوليت أسهل بكثير من علاجه.

وتتلخص في تجنب المسببات التي ذكرناها أعلاه ما أمكن باتباع أساليب الغذاء الصحيحة وزيادة النشاط الحركي والابتعاد عن حبوب منع الحمل للسيدات والتقليل من التلوث البيئي وهكذا ...

علاج السيلوليت

أولاً في المراحل الأولى من المرض :

  التنشيط الكهربائي للجلد والعضلات مما يحسن الدورة الدموية والليمفاوية .

 يتبع التنشيط الكهربائي أنواع خاصة من المساج اليدوي أو الآلي ( بالاستعانة بأنواع مختلفة من أجهزة المساج ) مما يضاعف من فائدة التنشيط الكهربائي .

استخدام الليزر منخفض المستوى سواء مع أو بدون المجال المغناطيسي الذي يرى فيه كثير من الباحثين آمالاً كبيرة للمساهمة في حل هذه المشكلة نظراً لأن الليزر منخفض المستوى يمتاز بأثره الإيجابي على الدورة الدموية والليمفاوية والجهاز العصبي والتبادل الغذائي في الانسجة الحية . 

استخدام الأمواج الفوق صوتية العلاجية لما لها من آثار إيجابية على الدورة الدموية والليمفاوية .


ثانياً في المراحل المتقدمة من المرض :

تتفاوت نسبة النجاح في علاج الحالات المتقدمة من السيلوليت من إمكانية الحصول على بعض النتائج الإيجابية إلى إمكانية عدم تحقيق أي نجاح . ومن الوسائل المتبعة في هذا المجال :

التنشيط الكهربائي العميق للنسيج الدهني بواسطة أقطاب خاصة يبلغ طولها حوالي 20 سم تغرس في الطبقة الدهنية وتوصل بجهاز كهربائي خاص يعطي ذبذبات كهربائية معينة ولفترات مدروسة .تؤدي إلى تحسين الدورة الدموية والليمفاوية في الشعيرات الدموية التي تغذي طبقات الدهون المعتلة مما قد يساعد على إعادتها إلى الوضع الطبيعي .

عملية شفط الدهون : وهي عملية جراحية بأشكال وطرق مختلفة وبالاستعانة بوسائل تكنولوجية جراحية متعددة تهدف إلى إزالة الدهون المعتلة والمتكتلة والتي لم تتحسن أو لا يتوقع لها أن تتحسن بالاعتماد على الوسائل غير الجراحية الأخرى التي تحدثنا عنها سابقاً . وتعطي هذه العمليات نتائج جيدة في حالات السيلوليت الموضعي أما في حالات السيلوليت المنتشر على مساحات كبيرة فهناك صعوبات كثيرة ومخاطر تحد من استخدام هذه الطرق .  

الأمواج فوق الصوتية الخاصة والتي تعد بآمال كبيرة وليس لها مخاطر الجراحة التقليدية ويمكن استخدامها بقدر كبير من الأريحية ( بالنسبة للجراحين وبالنسبة للمرضى ) .

  أما بالنسبة لاستخدام الكريمات والأدوية فالآراء متضاربة في جدواها للحالات البسيطة أما الحالات المتقدمة فلا خلاف بأنه لا جدوى من استخدام الكريمات والأدوية .


 السمنة والأمراض الأخرى

إن تراكم الدهون في تجويف البطن وحول الأعضاء الحيوية الهامة كعضلة القلب و الكبد قد يؤدي إلى اضطراب عمل هذه الأعضاء نتيجة للضغط الميكانيكي عليها .

أو نتيجة استبدال جزء من أنسجة هذه الأعضاء بالخلايا الدهنية الغير مفيدة مما يؤدي إلى إضعاف عمل هذه الأعضاء.

ويتمثل ذلك بانحصار نشاط الجسم وقلة تحمله للإجهاد العضلي وأعراض نقص الأكسجين ( اللهثة ، وضيق التنفس والإجهاد وقلة التركيز الذهني وشدة الرغبة في الراحة أو النوم وغيرها ).

كما أن ارتفاع الضغط داخل تجويف البطن بالإضافة إلى ضعف عضلات البطن قد يؤدي إلى سهولة تمزق العضلات مما ينتج عنه ما يسمى " بالفتق " وهو أنواع عديدة .

كما أن نفس الأسباب السابقة (ارتفاع الضغط في التجويف البطني وضعف العضلات ) قد يؤدي إلى إعاقة حركة الدم في الأوردة التي تحمل الدم من الأطراف السفلى مما ينجم عنه توسع هذه الأوردة واضطراب عمل صماماتها وهو ما يسمى " بالدوالي " .

ويكون الأشخاص المصابون بالسمنة والدوالي أكثر عرضة لحدوث الخثرات الدموية (الجلطات) في الأوردة ومن ثم في الرئة .

كما أن السمنة قد تكون السبب في حدوث مضاعفات كثيرة بعد العمليات الجراحية وتسبب إعاقات وصعوبات أمام الجراحين وأطباء التخدير أثناء العمليات الجراحية وبطء عودة المريض إلى حياته الطبيعية بعد العملية الجراحية .

وهناك علاقة مباشرة أو غير مباشرة بين السمنة وكثير من الأمراض الأخرى .





نبض أقلام
بواسطة : نبض أقلام
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-