نمو الطفل الذهني

يا ترى ما هي احتياجات الطفل في حياته المقبلة كلها حتى يصبح انساناً طبيعياً كاملاً وحتى يقابل المجتمع الخارجي صحياً و ذهنياً بمعنى النمو الكامل والنضوج الكامل؟ 

هذه بعض الاسئلة المحيرة لكل ام ترى حبيب قلبها يكبر امامها ولا تعرف هل هي (صح) أم (غلط) في سياستها معه! وماذا يدور في دماغه؟ وللإجابة عن هذه الاسئلة لا بد أن ندرس مخ الطفل بناءً على دراسة علمية.

نمو الطفل الذهني Child mental development 

    إن الطفل الصغير يستطيع الوصول الى العتبات الأولى في نموه الذهني في حدود السنتين.. ثم يستكمل ببطء اكتساب تجارب جديدة، و قدراته على استيعاب هذه التجارب و ترتيبها والقدرة على استعمالها مرة أخرى في الحياة اليومية، مثل ابتعاده عن الاخطار لا تتأتى من أول فرصة.. 

ولا بد من أن يمر بالطفل الوقت الكافي في محيط الأمان بحيث انه لا يتعرض لأخطار أكبر من مستواه الذهني بحيث لا يكون لها رد فعل عكسي و هو الاحباط..ولتجنب ذلك يجب مراعاة ما يلي لكي ينمو الطفل النمو الذهني الصحيح:- 

  • الطفل الصغير دون الرابعة سوف ينزعج انزعاجاً كبيراً إذا تواجد غرباء كثيرين حوله.. كذلك الاختلاف الحاد في معاملة الأم ومن يحل محلها في غيابها سواء كانت الجدة أو الأب أو غيرهم من الاقارب والجيران أو من هن بالإيجار، فأيّاً كانت هذه المعاملة فإن الطفل دون الرابعة غير قادر على تفهم واستيعاب هذه المعاملة المختلفة، فتعدد عوامل الاختلاف في المعاملة بين الام و غيرها له تأثير سيء جداً كما تقول الدراسة العلمية على نفسية الطفل، فلا يستطيع الاندماج في حياته الخارجية مع الغرباء وحتى نفس الشيء بين إخوته في المنزل ، و يظل الطفل مشتتاً. 
  • إن إدخال المعلومات الى عقل الطفل بطريقة بها نوع من القسر( العافية ) في وقت يكون فيه عقل الطفل غير مستعد لتقبل هذه المعلومات دفعة واحدة، تُلقي على الطفل عبئاً نفسياً  تُفقده القدرة على اكتساب الخبرات بذاته - والتي يكتسبها بالممارسة - و يصبح أسير عادة اعطائه المعلومات... 
  • عدم القدرة على اكتشاف ضعف السمع أو النظر لدى الطفل في السن المبكرة يزيد الطين بلّة، فيضعف السمع أو النظر لديه أكثر أو يحصل له حول في نظره نتيجة إلقاء عبء التركيز البصري.
  • يميل الطفل الى تنفيس المعاملة التي يظنها جافة من أمّه أو أبيه أو اخوته الاكبر منه و ذلك عن طريق اضطهاد الطفل الاضعف صحياً-بدنياً- و خصوصاً اذا كان الطفل لم يستكمل قدرته على الكلام تماماً و يعاني من التأتأة.


مراكز العواطف لدى الطفل


* من المعروف علمياً أن مراكز العواطف في المخ هي أول المراكز و أسهلها تأثراً بهذه الصدمات المتتالية في الصغر.

والمقصود بالصدمات هو تغير الوجوه أمام الطفل و تغير مصادر الحنان و درجاتها و طرق اظهارها مما يجعل الطفل في حيرة عاطفية فلا يعرف طريقة التجاوب مع هذه الأنماط المختلفة، و يُفضل الاحتفاظ بعواطفه لنفسه.

و بالتدريج يتحول الى طفل نرجسي يحب نفسه إذا كان قوي الشخصية أو يتحول الى طفل مستسلم إذا كان ضعيف الشخصية.

* إذا حدث و حُرم الطفل من الحنان في المنزل لأي ظرف من الظروف فإنه يقابل عائلته بعواطف عدوانية و يعاقبهم على هذه الحيرة العاطيفية التي تعرّض لها، و يُصبح شخصاً عدوانياً.. 

و قد يكون العقاب على هيئة مشاغبات كثيرة بينه و بين إخوته و عدم طاعة والديه أو قد تصل الى التبول اللإرادي الذي يُحير الوالدين و قد تصل الأمور الى أكثر من ذلك .


نوع التغذية و خلايا المخ لدى الطفل


 إن التغذية لها تأثير مباشر في  خلايا المخ الذي يُعتبر عاملاً مهماً جداً في نموها.

فلا بد أن يكون الغذاء متكاملاً و يشمل جميع أنواع الفيتامينات والعناصر المختلفة التي يحتاجها نمو خلايا المخ و أن تكن أيضاً بكميات مناسبة لسن الطفل.

فإذا تعرض الطفل الى نقص في التغذية لأي سبب كان- كغياب الأم عنه فترة طويلة واعتمادها على غيرها في مثل هذه السن المبكرة - قد يُعرض الطفل لبعض أمراض المخ نفسها الناشئة عن الفيروسات و الميكروبات التي تُصيب الأطفال في سن مبكرة.

من المعروف علمياً أنه في كل اجزاء الجسم تموت خلايا و تُلد أخرى في نسخ مطابقة لها تماماً، أما في حالة خلايا المخ ففي الساعة التي يُولد فيها الطفل تكون قد تكونت( بقدرة الله سبحانه و تعالى) معه خلايا دماغه في عددها النهائي الذي سوف يبقى على حاله حتى آخر أيامه. 

يلاحظ القارئ أننا ربطنا نشأة الطفل السليمة بالمخ أو الدماغ. فكان لا بد لي أن أشرح القليل عن المخ ( الدماغ):-

الدماغ

* الدماغ: كما جاء في الموسوعة العربية الميسرة من الشائع تسميته ب ( المخ ) من باب تسمية الكل باسم الجزء.

والدماغ هو الجزء المتضخم في أعلى الجهاز العصبي المركزي، و هو يرقد في تجويف الجمجمة ، و يفصل بينه و بين العظم ثلاثة أغشية سحائية تُسمى على الترتيب من الخارج الى الداخل( الأم الجافية ) و ( الأم العنكبوتية ) و ( الأم  الحنون ) و يوجد بين العنكبوتية والحنون مسافة يملؤها سائل يساعد على سلامة النسيج العصبي من الصدمات.

* يتألف الدماغ من عدة اجزاء منها المخ. والمخ يتألف من قسمين كبيرين يصل احدهما بالآخر حزمة كبيرة من الألياف العصبية تُسمى المندمل. 

و يوجد على سطح كل قسم مُخّي طبقة من المادة السنجابية اللون، تُعرف بالقشرة المخية، و توجد بهذه القشرة المراكز العليا للحس والحركة والإدراك، و تُسيطر المراكز في كل من القسمين على نشاط الأعضاء في النصف غير المائل له في الجسم.

* من أجزاء الدماغ كذلك المخيخ، وهو يرقد في مؤخر تجويف الجمجمة تحت القسمين المخيين.. و يقوم المخيخ بتنظيم النشاط العضلي. و يربط بين المخ و المخيخ جزء آخر من الدماغ يُسمى الجذع، و يتألف من عدة أجزاء هي من الأعلى الى الأسفل كالتالي:


  •     - المخ المزدوج.
  •     - المخ الأوسط.
  •     - قنطرة فارول.
  •      - النخاع المستطيل.

و يتصل الجذع من أعلى بالقسمين المخيين ومن أسفل بالنخاع الشوكي.

* توجد في الدماغ عدة تجاويف تُسمى بالبطينات، يتصل بعضها ببعض.

ففي كل قسم مُخي بُطين وحشي، وفي المخ المزدوج يوجد البطين الثالث الذي يتصل بتجويف المخ الاوسط المعروف بالقناة المخية، وهذه تتصل بالبطين الرابع بين المخيخ من الخلف و قنطرة فارول، والنخاع المستطيل من الامام، و يتصل بالبطين الرابع بالقناة المركزية للنخاع الشوكي.

* يبلغ الدماغ أرقى مستوياته عند الانسان حيث تبلغ النسبة بين وزنه و وزن الجسم نحو 1 على 45 بينما هي تبلغ في الغوريللا أو الشمبانزي التي هي أقرب الى الانسان في تشريحها نحو 1 على 250 ثم تقل عن ذلك كثيراً في الحيوانات الادنى .



نبض أقلام
بواسطة : نبض أقلام
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-