أحمد شوقي

أحمد شوقي Ahmad Shawqi

ولد أحمد شوقي في القاهرة في 16 أكتوبر( تشرين الأول ) 1870م لأسرة تضم أصولاً  جركسية و كردية  و يونانية.

فقد كان أبوه كردياً عربي، وكانت أمه  من تركيا، أما جدته لأبيه كانت جركسية، وأما جدته لأمه كانت يونانية. فكان أحمد شوقي مزيجاً من هذه العناصر آخذاً من هذه العناصر خصائصها و مزاياها النفسية.

عاش أحمد شوقي في كنف القصر عيشة أرستقراطية,فقد كانت جدته لأمه اليونانية إحدى وصيفات القصر. 

تعلّم في الكتّاب، ثم درس في مدرسة (المبتديان) الابتدائية في القاهرة، ثم في التجهيزية، وحينما أتم تعليمه الثانوي ألحقه أبوه بمدرسة الحقوق ليدرس القانون. 

وقد أكب شاعرنا على التراث الشعري العربي ينهل من معينه حتى نال منه حظاً وافراً، و أتقن بالإضافة الى العربية اللغتين التركية والفرنسية. 

ثم أرسله الخديوي توفيق الى فرنسا في بعثة ليدرس الحقوق في جامعة مونبليه مدة عامين، وفي باريس عامين آخرين.

إطلع شاعرنا خلال إقامته في فرنسا على المذاهب الأدبية التي كانت رائجة في الغرب آنئذ، مثل الكلاسيكية والرومانسية والواقعية والرمزية، كما درس فن الكتابة المسرحية، وكان يتردد على المسرح الفرنسي بإستمرار. ولما رجع الى مصر سنة 1892م عمل مترجماً في القصر.

ومع أن شوقي كان يعيش في كنف الخديوي بعيداً عن الشعب، فقد كان صاحب اتجاه وطني، ومن أجله نُفي، و شُرد عن وطنه الى اسبانيا، و ذلك بعد إعلان الحرب العالمية الاولى سنة 1914م.

وفي المنفى شاهد شاعرنا مجد العرب الغابر في قرطبة و أشبيلية و غرناطة، وبكى هذا المجد والتاريخ في سينيته المشهورة: 


خرجَ القومُ في كتائبَ صُمٍّ

        عن حفاظ كموكب الدفنِ خُرْسِ

 

ولما عاد الى مصر، انصرف الى كتابة المسرحية الشعرية، فأجاد فيها، كما انصرف الى تجويد فنه الشعري حتى أصبح شعره في ذروة الشعر العربي الحديث. و بُيع بإمارة الشعر في احتفال مهيب ضم عدداً من الشعراء العرب و الأدباء.

لأمير الشعراء ديوان مطبوع يقع في أربعة أجزاء، و له عدد من المسرحيات الشعرية منها: مصرع كليوبترا، علي بك الكبير، قمبيز، عنترة، مجنون ليلى، والست هدى.


 الأغراض الشعرية التي نظم بها شوقي الشعر

1- شعره الوطني:

عالج أمير الشعراء القضايا الوطنية والقومية كما عالجها غيره من الشعراء المحدثين. فقد قال الشعر في فضائح الاستعمار في مصر وغير مصر. و تبرز في هذا المقام قصيدته التي قالها في نكبة دمشق ومنها قوله:


سلامٌ من صبا بَرَدى أرقُّ

          و دمعٌ لا يكفكفُ يا دمشقُ

و معذرةُ اليراعة والقوافي

         جلالُ الرزءِ عن وصفٍ يَدِقُ


2- شعره الاجتماعي:

نظم شاعرنا في الموضوعات الاجتماعية مثل الحض على تعليم المرأة و تحريرها من الجهل والخرافات، كما في قوله:

هذا رسولُ اللهِ لمْ

        يُنقِصْ حقوقَ الامهاتِ

العلمُ كان شريعةً

        لنســـــائهِ المتفقهاتِ


3- الوصف:

وصف أحمد شوقي بعض مظاهر الطبيعة، كما وصف الحمراء في غرناطة و بعض الآثار الفرعونية كالأهرامات و أبي الهول. و وصف قصر أنس الوجود الموجود في أسوان فقال:

أيها المنتحي بأسوانَ داراً

         كالثُّريا تريدُ أن تَنْقَضَّا


4- الغزل:

لم يُكثر أحمد شوقي من الغزل، فقصائده فيه قليلة، يُركز فيها على الجمال الحسي أكثر من تركيزه على الجمال المعنوي ومن ذلك قوله:

ألله في الخلقِ من صبٍّ ومن عانٍ

        تَفنى القلوبُ، و يبقى قلبُكِ الجاني

صوني جمالكِ عنّا، إننا بشر

        من الترابِ، وهذا الحُسنُ روحاني


5- المديح:

مدح شاعرنا الخديوي اسماعيل و توفيقاً لأنه كان أحد المقربين الى القصر، كما مدح بعض رجال السياسة والقادة و بعض العلماء. ولكن مدائحه النبوية كانت أجمل قصائده في المديح، ومن ذلك همزيته التي يقول فيها:

وُلدَ الهدى فالكائناتُ ضياءُ

       و فمُ الزمانِ تبسُّمٌ و ثناءُ

الروحُ والملأ الملائكُ حولَه

       للدين والدنيا به بُشراءُ


6- الرثاء:

رثى أحمد شوقي بعض أقربائه، كما رثى بعض الذين اتصل بهم من الساسة والقادة والوطنيين والعلماء والأدباء، فقد رثى سعد زغلول، ومحمد عبده، والحسين بن علي، ومصطفى كامل، وعمر المختار، والمنفلوطي.... وغيرهم .

قال في رثاء مصطفى كامل:

هل قام قبلَكَ في المدائن فاتحٌ

                  غازٍ بغير مهنَّدٍ و سنانِ

يا حبَّ مصر، ويا شهيدَ غرامِها

              هذا ثرى مصر، فنمْ بأمانِ


7- الشعر التعليمي:

قال شوقي الشعر في موضوعات تعليمية ومنها:

قالوا استوى الليثُ على عرشهِ

        فجيءَ في المجلسِ بالضفدعِ

وقيلَ للسلطانِ: هذي التي

        بالأمس آذتْ عاليَ المَسمَعِ

تنقنقُ الدهرَ بلا علّةٍ

        و تدَّعي في الماء ما تدَّعي


معارضات أحمد شوقي

كان أحمد شوقي إمام المعارضات في العصر الحديث، فقد عارض الكثير من الشعراء، فقد عارض:-

- البحتري في السينية التي مطلعها:

اختلافُ النهار والليلِ يُنسي

         اذكُرا لي الصِّبا و أيام أنسي


- عارض أبا تمام في البائية التي مطلعها:

اللهُ أكبرُ كم في الفتح من عَجبٍ

          يا خالدَ الترك جدِّد خالدَ العَربِ


- عارض ابن زيدون في القصيدة التي مطلعها:

يا نائحَ الطّلحِ أشباهٌ عوادينا

        نأسى لواديكَ أم نشْجى لوادينا

وغير ذلك الكثير من المعارضات كما أسلفنا سابقاً


الشعر المسرحي لأحمد شوقي

كتبُ أحمد شوقي مسلاة واحدة هي (الست هدى) و أحداثها مأخوذة من المجتمع المصري.

 أما باقي مسرحياته فمن المآسي.

وقد اختار موضوعاتها إما من التاريخ العربي مثل (عنترة) و (مجنون ليلى) و إما من التاريخ المصري القديم أو الحديث مثل(مصرع كليوباترة) و (قمبيز) و (علي بك الكبير).

ومع أن الشاعر المسرحي مُطالب أن يبتعد بمسرحياته عن الطابع الغنائي، إلا أن مسرحيات أحمد شوقي يبرز فيها هذا الطابع، وهو من المآخذ التي سجلها النقاد على مسرحياته.


خصائص شعر أحمد شوقي

نستطيع أن نستخلص أهم خصائص أسلوب أحمد شوقي الفنية في:

  • - الإيقاع الموسيقي:فهو يختار الكلمات ذات الإيقاع التي تجعل من القصيدة مقطوعة موسيقية.
  • - سعة خياله و غنى تصويره:ويتضح ذلك من قصائده في الوصف ومنها لقصر أنس الوجود في أسوان.
  • - جزالة ألفاظه وعمق معانيه:فهو يختار الكلمات الجزلة الفخمة، و يقدم كثيراً من المعاني العميقة، كما يبدو ذلك في شعره السياسي والاجتماعي.
  • - شغفه بالحكم:لا تكاد تخلو قصيدة من قصائده من الحكم، وهو بذلك يحذو حذو المتنبي، ومن حكمه:

المجدُ والشرفُ الرفيعُ صحيفةٌ

        جُعلتْ لها الأخلاقُ كالعنوانِ

  • -صدق العاطفة:لوحظ صدق العاطفة في شعر أحمد شوقي و بخاصة في الموضوعات الدينية والوطنية والاجتماعية والسياسية التي تُبين مشاكل الأمة.
  • - الاهتمام بالتصوير البياني والبديعي:اهتمام شاعرنا بالتصوير البياني والبديعي جعل الدكتور أحمد هيكل يُسمي أحمد شوقي (زعيم المدرسة البيانية المحافظة) . و بالرغم من اهتمام أحمد شوقي بالبيان والبديع فإنه لم يكن ذلك على حساب المعنى ولم يكن متكلفاً.

توفي شاعرنا الفذ أحمد شوقي في 14 أكتوبر(تشرين الأول) سنة 1932م. 

نبض أقلام
بواسطة : نبض أقلام
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-