فوائد الضحك وتحقيق السعادة

فوائد الضحك وتحقيق السعادة 



 ان الشخص العادي يضحك في الظروف الطبيعية حوالي 15 مرة يومياً .

وان معدل الضحك قد يختلف من شخص لآخر سواء كان مرحاً او متحفظ الطباع كما يتأثر معدل الضحك بالظروف الاجتماعية والحالة النفسية التي يمر بها الشخص .

الكاتب العبقري عباس محمود العقاد فقد وصف اهمية الضحك للانسان بقوله : ( ان الضحك كلمة لا غنى عنها ولا امان منها ) ، ولكن ما هي اسباب الضحك ؟ وكيف نحقق الكثير من الضحكات يومياً ؟ .

يقول العقاد ان للضحك اسبابا وانواعا كثيرة : ( ضحك السرور والرضى ، وهناك السخرية والازدراء ، وهناك ضحك المزاج والطرب وهناك ضحك العجب والاعجاب ، وهناك ضحك العطف والمودة وهناك ضحك الشماتة والعداوة وهناك ضحك المفاجأة والدهشة ، وهناك ضحك السذاجة وضحك البلاهة ).

وتؤكد التجارب ان الضحك ملكة تنتصر على البشر فقط ، فلا يضحك إلا انسان ، ولم توح التجارب لماذا يكون الضحك مصحوباً بحركات جسدية معينة .

 أهمية الضحك و فائدته


اضحك ثم اضحك ، فالضحك يخفف من وطأة ضغوط الحياة اليومية والتوتر العصبي فهو يحد من اشتداد الغضب .

والضحك افضل الطرق للتغلب على الاكتئاب ، بل انه يقلل احتمالات الاصابة بالازمات القلبية .

والضحك هو ايضاً افضل وسيلة لتنشيط عضلات الجسم الداخلية والخارجية فالضحك بمثابة التمرينات الرياضية لعضلات الوجه والذراعين والساقين والبطن وهو ينشط حركة الحجاب الحاجز والحلق والدورة الدموية والغدد الصماء .

ويعد الضحك افضل وسيلة للاسترخاء النفسي والجسماني حيث يبدأ الضحك بفكرة ومشاهدة يعقبها تحول في مجرى الشعور ينتقل بدوره الى العضلات.

و يمكن للشخص أن يرفع معدل ضحكاته باتباع النصائح الاتية :

  •     - الجلوس لدقائق يومياً و محاولة استرجاع كل المواقف الطريفة التي مر بها في حياته او يومه التي انتزعت ابتسامة منه .
  •     - عدم كبت اي احساس او رغبة في تبادل عبارات المداعبة الطريفة مع المحيطين ، او محاولة فرض صورة جامدة للنفس غير مطابقة لمواقع الشخصية خوفاً من التبسط في المعاملة مع الاخرين ، حتى لا يفقد الشخص احترامه .
  •     - اختيار الجلوس من حين لآخر مع اصدقاء يتميزون بالروح المرحة وخفة الدم ، والذهاب الى الافلام والمسرحيات الكوميدية وعدم التردد في قراءة كتب فكاهية او كتب ( النكت ) والطرائف . ويمكن تسجيل فقرات فكاهية من الراديو من حين لآخر يعاد سماعها عند الاحساس بالضيق او التعب وأخيراً على كل ربة بيت ان تدرك انها المسؤولة الاولى عن نشر روح الدعابة والمرح في جو الاسرة ، وادراك ان الضحك هو اقصر الطرق للوصول الى قلوب الاخرين .


تحقيق السعادة المطلقة


السعادة هدف ينشده الجميع و يسعى إلى تحقيقه ، الشباب في مقتبل العمر والرجال والنساء في سن النضج حتى الشيوخ في خريف العمر يسعون لتحقيق تأملهم فيها .  

ولكن كيف تتحقق السعادة ؟. 

وهل تضمن كثرة المال توفر السعادة لاصحابها ؟.

أم ان هناك قاعدة اخرى عن طريقها ينعم الشخص بالسعادة ؟.

التجارب اثبتت ان السعادة لا تشترى بالمال حتى لو كان مال قارون.

كما انه لا توجد قاعدة موحدة للوصول الى السعادة ، ولكن المؤكد ان الشخص سواء كان فقيراً او غنياً ، صغير السن او في متوسط العمر او من الكهول يمكنه ان يكون سعيداً لو كان بداخله دافع قوي للاستمتاع بالحياة ولتحقيق السعادة .

 

مفهوم السعادة

 الكثيرون يربطون بين السعادة والقدرة على الاستمتاع .

الاستمتاع بالوقت ، بالطعام ، بالصحة ، بالوظيفة ،باقتناء الاشياء ، بممارسة الهوايات .

ثم يكتشف العديد من هؤلاء انهم رغم حشو ساعات اليوم بأنشطة متعة لا يشعرون في اعماقهم بالسعادة.

وهناك مفهوم اكثر شيوعا واقرب للواقع ، وهو ان السعادة احساس داخلي بالرضى من النفس وراحة الفكر والشعور بالتوافق الداخلي .

 مسببات السعادة

و مسببات السعادة  تختلف من شخص لآخر كما انها تختلف لدى الشخص نفسه مع اختلاف مراحل العمر.

فالاشياء التي قد تكون دائماً في الصغر, قد يختلف وقعها على الشخص عند مرحلة النضج .

فعلى سبيل المثال قد يشعر الصغير عند التهام المثلجات  بالبهجة وقد تفيض فتاة مراهقة فرحاً عند حصولها على فستان جديد .

ثم يختلف وقع المثلجات والفستان الجديد على نفس الشخصين عندما تمضي بهما سنوات العمر .

وللحصول على تعريف عن مسببات السعادة وعن اكثر فئات المجتمع سعادة أجرى استاذ علم النفس الامريكي جوناتان فريمان ( مؤلف كتاب الناس السعداء ) استطلاعاً للرأي بين فئة كبيرة من المجتمع .

ضم هذا الإستطلاع نماذج من مختلف الاعمار والاحوال الاجتماعية والمالية.

ومن خلال اجابات هؤلاء الاشخاص على مجموعة من الاسئلة الشخصية توصل فريمان الى خطوط عريضة حول مفهوم السعادة .

واسفرت نتيجة البحث عن ان الجميع طالبوا اولاً بأن يتوافر لهم المال والمأوى والملبس ثم اعترفوا انهم يواجهون نفس احتمالات السعادة مع اختلاف ظروفهم وطموحهم الشخصي .

الكثيرون أشاروا الى ان وجود حساب بمبالغ كبيرة في البنك يكفل لهم احساساً بالاستقرار ولكن اغلبية المشتركين في الاستطلاع يرون ان لا المال ولا الشباب او الجمال او الشهرة او الحالة الصحية السليمة او النجاح في العمل يجلب لصاحبه السعادة المطلقة  .

وإنما تكون فقط هذه الصفات احد العوامل المؤدية للسعادة .

والطريف ان الاستطلاع اكد ان المتزوجين من الرجال والنساء سواء كانوا ينعمون بالسعادة الزوجية او حتى بحياة زوجية غير مستقرة اكثر سعادة من الاشخاص الذين لم يتزوجوا على الاطلاق . 

لان الازواج يجدون شريكاً يتحدثون او يتشاجرون معه للتنفيس عن احساسهم بالضيق  .

كما اسفر الاستطلاع ان الارامل هم اكثر الاشخاص شكوى من تسرب البهجة من حياتهم .

وينصح المؤلف الامريكي الراغبين في تحقيق السعادة بالتحلي بآمال تكون قريبة من الواقع وتتماشى مع امكانياتهم حتى لا يبددوا طاقاتهم في محاولات يائسة لتحقيق آمال بعيدة المنال وحتى لا يعتريهم احساس دائم بالاحباط .

وتؤكد التجارب ان الاشخاص الذين لا يكثرون من تكرار الشكوى والذين لا يرددون ان الحظ لم يحالفهم في حياتهم ، يكونون اكثر قدرة على تحقيق السعادة من الاشخاص الذين يتخذون من سوء الحظ ذريعة ليعلقوا عليها فشلهم . 

والاشخاص القادرون على تحقيق السعادة هم الاشخاص الذين يستطيعون مواجهة المشكلات التي تعترض طريقهم ، فيقومون بتطويعها لصالحهم.

خلاصة الموضوع:-

 حتى السعداء أنفسهم يدركون في اعماقهم انه لا يوجد شيء اسمه السعادة المطلقة والحياة الكاملة .

ولكن الحياة ليست إلا سلسلة من الايام السعيدة وانه بالرضى عن النفس والتفاؤل يمكن للشخص التغلب على مسببات الضيق ، فالسعادة  تتحقق بإرادتنا وبأيدينا ونحن فقط المسؤولون عن اسعاد انفسنا .





نبض أقلام
بواسطة : نبض أقلام
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-