سعادة الآباء بسعادة الأبناء..
و لكون غاية الآباء في كل وقت أن يروا أبناءهم أحسن الناس و أسعدهم و في صحة جيدة... فإن مرحلة العناية بهم لتحقيق هذه الأهداف تبدأ منذ مرحلة طفولة الأبناء.
نبدأ موضوعنا بقصة حول قيمة الأبناء لدى الأم .
ثم نستعرض بعض الأمراض التي تصيب الأطفال.
و أخيراً بعض واجبات الأم إتجاه أطفالها لتُجنبهم الأمراض مستقبلاً..
الأبناء كل شيء في حياة الأم
المرأة العاملة يمكنها أن تنسق بين عملها ورعاية شؤون منزلها مهما كان نوع العمل الذي تقوم به .
هذا ما فعلته سالي فيلد مممثلة السينما البريطانية الشهيرة التي ذاع صيتها في فيلم " لا مكان للشر " والعديد من الأفلام الناجحة .
تقول سالي أنها إنسانة طموحة في مجال العمل ولكن طموحها لا يصل إلى حد إهمال منزلها أو العناية بأطفالها .
تزوجت سالي 35 عاماً من الكاتب البريطاني ستيف كراج ودام زواجهما 5 سنوات فقط أنجبت خلالهما ولدين بيتر 12 عام وايلي 9 سنوات .
وتقول أنها طوال هذه الفترة كانت تعمل بالسينما وتقوم برعاية أطفالها .
وترى سالي أن المرأة يجب أن تعتمد على نفسها وتتحمل المسؤولية الكاملة في إدارة شؤون منزلها .
وتضيف بأنها بذلت أقصى جهدها لكيلا تترك عملها كممثلة بعد طلاقها من ستيف منذ 6 سنوات .
إن ذلك لم يؤثر على حياتها سواء في العمل أو في المنزل بل إنها تدير الآن الشركة التي تمتلكها للانتاج السينمائي بالإضافة إلى رعاية أطفالها رعاية كاملة .
وعن مشاعرها نحو الرجال تقول سالي أن أبناءها هم الرجال الوحيدون في حياتها وأنها تجد السعادة التامة في الجلوس معهم والتحدث إليهم . وهم كل شيء في حياتها.
وتضيف أن الأفلام ليست وحدها التي تجعل الحياة ذات قيمة إنما القيمة الحقيقية للحياة هي ما تفعله بين الأفلام .
الأطفال و الأمراض
خلال الأعوام الثلاثين الأخيرة تحسن المستوى الصحي للطفل تحسناً كبيراً حيث كانت نسبة وفيات الأطفال في عامهم الأول تصل إلى 160 حالة في الألف في الخمسينات.
هبطت هذه النسبة حالياً وأصبحت 75 حالة في الألف.
وإن كنا نتطلع غلى أن تهبط إلى 20 حالة وهذا ليس بعيداً على مجتمع امكانياته الحضارية والصحية كبيرة .
كذلك هناك أمراض اختفت نهائياً مثل الدفتريا والجدري الذي صدر قرار بإلغاء التطعيم ضده نتيجة لاختفاء المرض على المستوى العالمي .
وشلل الأطفال الذي لم يكن له علاج في الخمسينات أصبحت نسبة الإصابة به قليلة جداً نتيجة لاختراع الفاكسين العالمي الذي يستخدم حالياً في تطعيم الأطفال ونتيجة للحملات التي تقوم بها الدول .
وأيضاً الحصبة فحتى الستينات لم يكن لها تطعيم وكان ربع وفيات الأطفال في السنوات الخمس الاولى من عمرهم تحدث نتيجة للإصابة بالحصبة ومضاعفاتها وبظهور التطعيم ثبت أنه يمنع الإصابة بها بنسبة 99% حيث أن المصل السليم يعطي للطفل وقاية كاملة .
أما السل وإن كانت الإصابة به نادرة في الوقت الحالي إلا أنني ما زلت أنصح بالاستمرار في التطعيم ضده لفترة وذلك بالنسبة للفئات المعرضة للإصابة بهذا المرض .
ما أكثر الأمراض التي تصيب الأطفال ؟
إسهال الاطفال وهو مرض لعين يمثل 50% من حالات وفيات الأطفال بالرغم من التحسن الذي حدث في البيئة.
ونتيجة للاختراع العالمي الذي يعتبر انقلاباً في عالم طب الأطفال وهو إعطاء المصاب بالإسهال محلولاً يمنع الجفاف ويعوض الجسم عن نقص المياه فقد هبطت نسبة الوفيات.
ومن المتوقع أن لا يصبح الإسهال هو السبب الرئيسي لوفاة الأطفال .
الرضاعة الطبيعية
حملات عالمية تشجع العودة للرضاعة الطبيعية حيث ثبت أنها توفر المناعة للطفل ضد كثير من الأمراض .
وقد دعت منظمة الصحة العالمية بمنع الإعلان عن لبن الأطفال الصناعي و إقتصار الإعلان لدى الأطباء عن الألبان البديلة وذلك لعدم تشجيع الأمهات على الرضاعة الصناعية.
ولحسن الحظ فإن الرضاعة الطبيعية ما زالت منتشرة :-
- فدينياً القرآن الكريم ينصح بالرضاعة حولين كاملين .
- واقتصادياً فإن الرضاعة الطبيعية أقل تكلفة من الرضاعة الصناعية.
- بالإضافة أن الأطباء يشجعون وينصحون دائماً بالرضاعة الطبيعية .
أثر تدخين الأم عالطفل
والأم التي تدخن وترضع طفلها تسبب له الضرر ويؤثر ذلك عليه وعلى نمو أجهزته.
إذ ينزل الدخان مع اللبن ويؤثر ذلك مباشرة على تكوين الطفل .
وكلنا نعلم تأثير التدخين على البالغين من جهة الاستعداد للإصابة بالسرطان والاستعداد للإصابة بأمراض الجهاز الدوري مثل تصلب الشرايين فما بال تأثير التدخين على الأطفال في السن المبكر.
لذلك فإن أطباء الأطفال من أشد المتحمسين لحملات منع التدخين .
الطفل البدين
ثبت علمياً أن زيادة وزن الطفل في السنة الأولى من عمره تعني زيادة عدد الخلايا الخازنة للدهون في جسمه.
والخطورة في ذلك أن هذه الخلايا تظل في حالة نهم مستمر لاختزان الدهون كلما اتيحت الفرصة.
وهذا يعني أن الأم التي تعمل على زيادة وزن طفلها في سنوات عمره الأولى وبالذات في العام الأول فإنها تحكم عليه بالبدانة طوال حياته .
كذلك ثبت علمياً أن سبب الإصابة بأمراض الكهولة مثل تصلب الشرايين وأمراض القلب والسكر ترجع إلى زيادة الوزن في الطفولة المبكرة .
بالإضافة إلى أن الطفل البدين تكون مقاومته ضعيفة عند الإصابة بأي مرض.
وكحقيقة فإن نسبة البدانة في الأطفال الذين يرضعون طبيعياً أقل من الذين يرضعون صناعياً.
والأغذية الصناعية والمعلبات تؤدي إلى ضرر في الطفل لما تحتويه من كميات كبيرة من النشويات والسكريات.
وليس هناك أفضل من الأغذية الطبيعية الطازجة والتي يمكن للأم أن تقوم بإعدادها بنفسها .
كذلك يجب أن يكون غذاء الطفل متوازناً بحيث لا تطغى النشويات والسكريات على البروتينات والفيتامينات .