في فترة المراهقة الدقيقة تنتاب المراهقين تغيرات اساسية جسمانية ونفسية..
وفي احتياجاتهم الملموسة واحاسيسهم غير المرئية.. وفي هذه الحالة التي تستمر مع المراهق لسنوات - لا يستطيع العلم ان يحدد نهايتها- تتنوع رغباته وتختلف.. ولعل اولها هي الحاجة الى ان يُحِب و يُحَب.. الى الحب والقبول.. الى ان يحب الاخرين وان يجد قبولاً لدى الاخرين فيحبونه.
هناك ايضاً الحاجة الى تقدير الذات.. فيجد قدراً من الاحترام والاستقلال في الرأي والفعل، وهنا تبرز حرية ابداء الرأي وعدم الخوف من الفعل و إعطائه الثقة بالنفس لكي يقرر ويخرج من قيد التبعية، و يؤدي هذا لرغبته في الابتكار وحاجته الى النمو العقلي واكتساب خبرات جديدة وتنمية معلوماته و تأكيد ذاته.
ومع هذه الاحتياجات لا نغفل عن حاجته للترفيه والتسلية. فالمراهق يريد من اسرته معاملة سمحة تحترم آراءه و رغباته، ويريد ايضاً من أسرته ومن اصدقائه ومدرسته احترامه وتحقيق العدالة في معاملته بلا تمييز.
و يريد من الاسرة ومن المدرسة بالذات تنمية قدراته ومعلوماته وتشجيع مواهبه و إعطائه متطلباته من الانشطة الاجتماعية والثقافية والرياضية وغيرها.. كما يود بأن يرى أمامه ( القوة)..( النموذج)..(المثل).. الذي يتطلع اليه و يقتفي خطواته.. و يقلده ليصبح مثله او أعظم منه.
مشاكل المراهقين في المدرسة
بناءً على دراسات البحوث والخدمة الاجتماعية، كانت النتائج كما يلي:-
الطالبات:-
- - 56% يجدن صعوبة في التركيز عند المذاكرة.
- - 30% يشعرن بالنعاس في الفصل مع انهن نمن جيداً.
- - 23% يشعرن ان الاساتذة يحابون بعض الطالبات دون الاخريات.
- - 12% يشعرن ان الاساتذة لا يعيرون شخصياتهن أي اهتمام.
- - 16% يفضلن اختيار مهنة لا تحتاج الى دراسة جماعية.
- - 11% يشعرن ان الاساتذة لا يميلون للأشياء التي يميلين اليها.
- - 12% يكرهن الدروس والمدرسة.
- - 3% يشعرن ان الاساتذة لا يحبونهن.
- - 9% يعتقدن ان الاساتذة لا يشرحون الدروس جيداً.
الطلبة:-
- - 45% يجدوا صعوبة في التركيز عند المذاكرة.
- - 35% يشعرون بالنعاس في الفصل مع انهم ناموا جيداً.
- - 26% يشعرون ان الاساتذة يحابون البعض دون الآخر.
- - 21% يشعرون ان الاساتذة لا يعيرون شخصياتهم اي اهتمام.
- - 28% يفضلون اختيار مهنة لا تحتاج الى دراسة جامعية.
- - 18% يشعرون ان الاساتذة لا يميلون للأشياء التي يميلون هم اليها.
- - 16% يكرهون الدروس والمدرسة.
- - 9% يشعرون ان الاساتذة يكرهونهم.
- - 29% يعتقدون ان الاساتذة لا يشرحون الدروس جيداً.
بعد هذه النتائج .. تصل الدراسة الى اقتراح منهج تربوي يعالج المشكلات التي يعاني منها الطلاب من الجنسين في محيط المدرسة والدراسة، و ينقسم المنهج الى ثلاثة أقسام:-
أولاً: منهج تربوي يختص بالعوامل الذاتية :-
1- اعداد برنامج للارشاد النفسي يساعد الطلاب على معرفة انفسهم وتحديد ميولهم وقدراتهم وكيفية المذاكرة.2- عند توزيع طلبة الصف الواحد على الفصول، يُراعى تحقيق اكبر قدر من التجانس في الجانب التحصيلي لتخفيف حدة الفروق الفردية.
3- زيادة خدمات التربية الاجتماعية داخل المدرسة.
ثانياً: منهج تربوي يختص بالمواد الدراسية واسلوب التدريس:-
يؤكد الباحثون ان الدرجة العالية من عدم التوافق مع المواد الدراسية والشعور بعدم اهمية ما يدرَّس، و بُعده عن مشاكل حياة الطلاب اليومية.. و رغبة الكثيرين منهم في اكتساب خبرة عملية مفيدة ، يرون انه لا يرجع الى محتوى المواد الدراسية بقدر ما يرجع الى القصور في اعداد الدرس وفي تطبيق الطرق الصحيحة لتدريس المادة وعدم ربطها بخبرات متصلة بالحياة اليومية، وانعدام التوجيه المهني للطلاب، و ضرورة توعية الآباء لعدم الضغط على ابنائهم وانما تعليمهم حسب ميولهم واختياراتهم وقدراتهم.
ثالثاً: منهج تربوي في معاملة هيئة التدريس للطلاب:-
ترى الدراسة اهمية اتباع الاساليب الديمقراطية في معاملة الطلاب و توفير المناخ الصحي الذي يتيح فرص التفاعل الاجتماعي السليم وحرية الرأي والمناقشة، ونبذ اساليب القهر والالزام،مع اهمية تقديم ( القدوة) الصالحة.
المشاكل التي يعاني منها الطلاب في البيت
تناولت البحوث ايضاً المشكلات التي يعاني منها الطلبة والطالبات في البيت وقد أوضحت مجموعة من الاسباب الرئيسية التي تشكل هذه المعاناة ومن بينها :-
- عدم وجود مكان هادئ في المنزل للمذاكرة.
- قلة المصروف والاحساس بقلق الاسرة خصوصاً من الناحية المادية.
- تشدد الآباء وعدم تفهمهم او مناقشتهم مع الابناء لبعض المشاكل.
- وقوف الأسرة ضد هواية معينة يريد الابناء ممارستها.وقوف الاسرة ضد صداقات معينة وعدم السماح بالخروج والنزهة.
يمكن القول ان الاسرة العربية بحاجة الى الإلمام بأصول التربية والتنشئة الحديثة.. وإذا كان من المهم تبصير الآباء و الامهات بهذا فإنه من المهم أيضاً تبصير الابناء بالمسؤولية عندما تترك لهم الأسرة حق الحرية بكل ما فيها من حق الخطأ والصواب، وبكل ما يترتب عليها من العقاب والثواب.
العلاقات الاجتماعية
من خلال نسيج العلاقات الاجتماعية، يتضح ان المراهقات البنات أكثر توافقاً من المراهقين البنين.. فالبنت أقدر على التكيف مع الواقع، ولكن يظهر نقص واضح في المهارات الاجتماعية واساليب التعامل والافتقار الى التحكم في الانفعالات للبنين والبنات معاً . كما ان نسبة ملحوظة من الجنسين لا تستطيع تحديد اهدافها بواقعية وحسب قدراتها الذاتية.مرة أخرى تترجم لنا هذه النتائج احتياج المراهقين- بنين وبنات- الى الحب والقبول.. الى الانتماء.. الى تقدير ذواتهم.. الى التروح والتسلية.. والى مزيد من رعاية الاسرة والمجتمع لهم و بالذات الى اهتمام اجهزة الثقافة والاعلام.