حرمان الأمومة

حرمان الأمومة Deprivation of maternity
 

 رحلة طويلة من المآسي.. تبدأ من حرمان الامومة وتنتهي الى المجهول:- 

جمعتهما قصة حب عاصف، وكان القرار الطبيعي هو الارتباط رغم انف كل الظروف التي احاطت بحبهما.

 فقد رفض والد الحبيب الضيفة الجديدة وقد رفضت والدة الحبيبة كذلك الضيف الجديد، وقد تكون هذه السلوكيات من احد اسباب زيادة تمسكهما ببعض. 

وجاء الحمل بعد زواج دام ثلاثة أشهر فقط. وكان الحمل هو مقدمة المشاكل ومع شهور الحمل التسعة كان الوليد يستقبل الحياة والمشاكل والفراق. ما ذنبه وهو يدفع ثمن علاقة شرعية غير ناضجة..

ما هي العوامل المؤدية للحرمان ؟

الأم البديلة

لا جدال ان في الحرمان من الامومة له آثار جانبية على الرضيع والطفل والصبا والشباب.. وقد يمتد الى ابعد من ذلك.. ولكن هذا التأثير يختلف باختلاف العمر، وكلما كان العمر أكبر، كان التأثير واضحاً.  

وقد بات تأثير الحرمان على الطفل أقل خطورة في الطفولة المبكرة قبل تكوين علاقة قوية و ثابتة مع الام.. وذلك قبل ستة أشهر. 

ولكن قسوة الحرمان وقمة المأساة عندما تتكون علاقة قوية و وثيقة يترتب عليها وثاق شديد بين الام والطفل، وهنا اذا حدث الحرمان وقعت احداث جِسام لها تأثيرها، بحيث يفقد الطفل تكوين أية علاقة مع المجتمع و يصبح فاقد الثقة بالمجتمع .  

تتكون العلاقة بين الام والطفل منذ كان جنيناً، فعلى دقات قلب الام نام جنينها، وعلى صوت النبض وضخ الدم في عروق امه كانت الموسيقى الهادئة التي تجعله يسبح في النوم العميق ويطمئن الى وجوده وارتباطه. 

لوحظ في البيئات ذات تعدد الامهات مثل الارياف، عندما يشب الطفل و ينادي على كل ام امامه وحوله، فكل ام في الريف هي امه وهنا لا يكون تأثير الحرمان من الامومة جاداً او حاداً لان الطفل شب على مناداة الكل بالام ، والرعاية يلاقيها اينما وُجد.  

نفس تأثير الحرمان يختلف ايضاً اذا كان لفترة قصيرة مثل السفر او دخول المستشفى حيث يكون التأثير أقل خطراً. وذات التأثير يحدث اذا كانت الام البديلة لها ذات الحساسية ولها نفس العلاقة العاطفية الدافئة مع الطفل، ولديها احتياجات الطفل، فان تأثير الحرمان تخف وطأته ويندمج الطفل والعكس صحيح طبعاً.

الشخصية الانطوائية والهوائية

الطفل ذو الشخصية الانطوائية-الطفل الفصامي- ذلك الطفل الذي يفشل في تكوين علاقة مع الوسط المحيط به . 

والطفل ذو الشخصية الانطوائية قد بدأ يكون مبادئ علاقة قد يكون تأثير الحرمان عليه في موقف لا يُحسد عليه. أما الطفل ذو الشخصية الهوائية.. فيكون تأثير الحرمان عليه أقل خطراً ويكون اكثر تجاوباً مع الام البديلة.

الحرمان المستتر

هذا الحرمان يأخذ صورتين :- 

  1. العلاقة المضطربة: بمعنى ان الوالد او الوالدة او كليهما لا يمكن ان يُعامل الطفل على انه وحدة ذاتية.. ولكنهم يعاملانه على اساس انه استمرار لهما او على اساس انه المصدر الوحيد لاشباع احتياجاتهم الخاصة. وقد يُعامل الوالدان الطفل الوالدان الطفل على انه وحدة ذاتية ولكنهما لا يزالان يعاملانه من خلال احتياجاتهما. 
  2. العلاقة غير الكافية: حيث يكون الوالدان هادئين عاطفياً و غير قادرين على تكوين علاقة عاطفية ساخنة، وهذا يحدث عندما يكون الوالدان انطوائيين. وفي حالات اخرى عندما يكون الوالدان غارقين في هموم الحياة منغمسين في اعمال ذاتية حتى ولو كانت مفيدة ومثمرة وقد تكون مفيدة للمجتمع ولكن غير مفيدة للأسرة. ويمكن ان تكون العلاقة غير كافية نتيجة للتعرض لمشكلة موقوتة وقد تحدث بالصدفة خلال الطفولة. 

من هذا يتضح ان الحرمان المستتر أكثر خطورة من الحرمان الواقعي لانه غير قابل للتعميم.  

والحرمان من الامومة في الطفولة قد يكون قدر طفل ما وقد يكون قدر اسرة نتيجة للعواصف التي تجتاح هدوء الاسرة او كيانها، واذا كان التفكير في انجاب طفل هو ثمرة محبة الزوجين، فان وجود الطفل ككائن حي مسؤولية الزوجين العمر كله وهي مسؤولية وسوء عواقبها سوف يدفعها اي منهما. فثمرة انجاب طفل ينبغي ان يكون من باب تكوين الاسرة قبل ان يكون مسؤوليتها. 

الحذر مطلوب لأي اسرة ترى ان العواصف تحيطها من كل جانب لكي تتنافى في قرار الانجاب حتى لا يخرج الطفل الى مجتمع غير قادر على منحه- مجرد الامومة- والامومة عطاء روحي والهي من الام الى وليدها يُنمي كل مكونات الطفل حتى نبني أمال عريقة وصدق الشاعر:

الأم مدرسة إذا اعددتها

        أعددت شعباً طيب الأعراق



نبض أقلام
بواسطة : نبض أقلام
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-