زهير بن ابي سلمى

زهير بن ابي سلمى

  هو زهير بن ابي سُلمى ربيعة بن رياح المُزَني، فأبوه من قبيلة مُزَينة، وكانت تجاور في الجاهلية بني عبدالله بن غطفان حيث كانوا ينزلون في نجد وينزل معهم بنو مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان اخوال أبيه ربيعة. 

وُلد زهير بن أبي سلمى في منازل بني مرة وبني عبدالله بن غطفان، فهو مزني النسب غطفاني النشأة والمربى.

 

نشأة زهير بن أبي سلمى

نشأ زهير بن أبي سلمى في منازل بني عبدالله بن غطفان و أخواله من بني مرة الذبيانيين، وفي كنف خاله بَشامة بن الغدير والذي كان شاعراً مجيداً كما كان سيداً شريفاً ثرياً، يقول ابن سلام :

( وكان -بَشامة- كثير المال، وكان ممن فقأ عيْن بعير في الجاهلية، وكان الرجل اذا ملك الف بعير فقأ عين فَحلها) .

وكان بشامة من احزم الناس رأياً وكان قومه يستشيرونه و يأخذون برأيه، ولم يكن له ولد، فلما حضرته الوفاة جعل يقسم ماله في اهل بيته و أعطى زهيرا نصيبا منه، و يُروى انه قال له: إني أعطيتك ما هو افضل من المال، فقال زهير: ما هو؟ فقال له: شعري، وهو لم يرث عنه شعره وماله فقط بل ورث عنه ايضا خلقه الكريم.

تزوج زهير من امرأتين: ام أوفى وهي التي يذكرها كثيرا في شعره، والمعيشة لم تستقم بينهما، فطلقها بعد ان ولدت منه اولادا ماتوا جميعا. والثانية هي كبشة بنت عمار الغطفانية، وهي ام اولاده كعب و بُجير و سالم، ومات سالم في حياته.

شعر زهير

يتحدث زهير بن أبي سلمى في شعره طويلا عن حروب داحس والغبراء مُشيداً بهرم بن سنان والحارث بن عوف سيدي بني مرة اللذين حقَنا دماء عبس وذبيان بعد ان طال عليهما الامد في تلك الحروب، وظل طوال حياته يمدح هرماً و يمجده، وهرم يُغدق عليه. 

و بذلك أعطى كل منهما صاحبه خير ما يملك، وقد ذهب ما أعطاه هرم لزهير مع الزمن، وأما ما اعطاه زهير هرماً فخلد على الايام. 

تدل الدلائل على ان زهيراً  قد عاش في سعة من المال مما ورثه عن خاله و هرم وغيره من اشراف قبيلته من اموال. وكان فيه توقر و نبل، و لعل ذلك ما جعل شعره يخلو من الفحش والعهر، فهو من ذوق آخر غير ذوق امرئ القيس المفتون بالنساء وتصوير مغامراته القصصية معهن. 

و قد كان وثنياً مثله مثل قومه، و ان كان في بعض ابيات له الايمان باليوم الآخر وما فيه من حساب وعقاب وثواب، فهو يقول:

فلا تكتُمُنَّ اللهَ ما في نفوسكم             ليخفى ومهما يُكْتم اللهُ يعلمِ

يؤخَّر فيوضع في كتابٍ فيُدَّخَر          ليوم الحساب أو يعجَّل فيُنْقم 

وان صح نسبة البيتين اليه كان دليلا على انه احد من شككوا في دينهم الوثني مع انه لم يفارق دين قومه، انما هي خطرات كانت تمر به.

حياته من الوجهة الادبية طريفة، فقد كان ابوه شاعرا وكذلك خاله، و أختاه سلمى والخنساء، وابناه ورثا عنه الشعر واستمر الشعر في بيته أجيالا.

مات زهير بن أبي سلمى قبيل الاسلام بمدة قليلة و أدرك ابناه بجير و كعب الاسلام وحسن اسلامهما.

نبض أقلام
بواسطة : نبض أقلام
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-