النوم و اليقظة

النوم و اليقظة

  النوم هو عرض طبيعي والطبيعة لا تسن قوانينها وتفرض اعراضها الا لمصلحة خاصة وقد فرضت النوم على الجسم لانعاشه وترميمه وتقويته وادامته. وحتى اليوم لم يتوصل العلم لمعرفة العوامل المسببة للنوم التي تنقل الجسم من الوعي والفعالية الى اللاوعي والاستكانة.

إن ابحاثاً علمية حديثة أخذت تلقي بعض الضوء على الموضوع بطريقة القياس والاستنتاج لا اكثر.اذ اكتشف العلماء في الجزء المسمى (المهاد البصري)من الدماغ مركزاً(للنوم واليقظة) كما اكتشفوا في قسم (البُصلة السيسانية) من الدماغ (شبكة عصبية) للايقاظ وبالرغم من ذلك لم يتمكنوا من معرفة اسباب النوم.

كتب الطبيب الالماني (هوفيلاند HUFELAND) عن النوم فقال:( يتجدد شبابنا بالمفهوم الحقيقي بعد كل نوم، فنحن في الصباح انشط منا في المساء واكثر مرونة الى حد بعيد وكذلك اشد قوة و أغزر في عصارات الجسم و أقرب بذلك الى الشباب. اما في المساء فاجسامنا أشد جفاف واحط قوى واقرب بذلك الى الشيخوخة).

مسببات النوم و عدمه

كثيرا من كبار السن ما زالوا يؤدون اعمالا جبارة وبنجاح الشباب ونشاطهم ويُعزون ذلك الى محافظتهم على نوم صحيح. 

فرئيس وزراء بريطانية المشهور( تشرشل) تولى رئاسة الوزارة في الحرب العالمية الثانية وهو في ال 66 من العمر وظل يمارس اعماله المرهقة ومسؤولياته الجسيمة طيلة 16 ساعة في اليوم بنشاط ودون شعور بالتعب، وكان يحافظ خلال العمل على فترات للراحة فينام بعد الغذاء ساعة ومثلها قبيل العشاء وكان ينهي الكثير من اعماله وهو ممدد في السرير.

الانسان يحتاج الى 8 ساعات من النوم في اليوم الواحد، وكثيرا ما يحدث ان يصاب الانسان بالارق ويتعسر عليه النوم، ولا ضير من استعمال ادوية منومة يصفها طبيب على ان يقتصر استعمالها على بضع ايام فقط لان الادمان على استعمالها له اضرارا صحية متعددة. والارق في الغالب ناتج عن اسباب نفسية وفي القليل من الحالات اسباب مرضية، ولكن في كلا الحالتين لا يعالج بالمنومات بل بإزالة مسبباته.

العاطلون عن العمل والذين لا يؤدون اي عمل فعلي هم اكثر الناس تعرضا لاضطرابات النوم والارق من غيرهم من العاملين، لان التعرض الى التعب الجسماني او العقلي يمهد لاستدعاء النوم العميق والصحي المريح، ومن الطبيعي ان يصحو مبكراً كل من ينام مبكراً لان الجسم يكتفي تماما بثماني ساعات من النوم ولا يحتاج لاكثر من ذلك.

قد يصحو بعض الاشخاص في الصباح بعد نوم طويل متيبسين لا يشعرون بالنشاط ثم يعودوا للنوم ويصعب عليهم مغادرة الفراش وهؤلاء عصبيو المزاج اذ يتأخر لديهم النوم ولا يبلغ أقصى درجات عمقه الا قبيل الصباح .

وذلك بخلاف الاشخاص السليمي الاعصاب فهم يغفون بسرعة، ويبلغ النوم عندهم اشد عمقه في ساعاته الاولى ثم يتناقص العمق تدريجيا حتى ساعات الصباج حيث يكون النائم قد اكتفى فيغادر الفراش نشطاً وبدون صعوبات.

حتى لا تموت شاباً

(حتى لا تموت شاباً) هو كتاب حقق شهرة كبيرة للطبيبة النفسية البريطانية جوميز. أهم المواضيع التي يتطرق لها هذا الكتاب هي النوم و الجنس. 

النوم 

 إن النوم لفترات طويلة قد يؤدي الى تقصير حياتك.. وإن الرجال حين يصلون الى سن الخمسينات لا يجب ان تتعدى ساعات نومهم السبع ساعات، فإذا نام هؤلاء الذكور تسع ساعات في الليلة الواحدة أصبحوا عرضة لمعدل موت مضاعف عما يتعرض له الانسان العادي.. وأصبحوا ايضا أكثر عرضة لنوبات القلب والصداع.. عن هؤلاء الذين ينامون سبع ساعات او أقل. 

أما الوقت النموذجي الذي يجب ان يمنحه المرء لنومه فتحدده الدكتورة جوميز بسبع ساعات على الاكثر بالنسبة للأنثى، أما الرجل فعليه ان يضيف الى هذا الوقت عشر دقائق أخرى.. و إن هذا يسري على كل الاناث وكل الرجال دون تحديد. 

الجنس

 تتعرض الدكتورة جوميز في نفس الكتاب للأثر الجنسي على حياة وعمر الانسان.

 تقول الكتورة جوميز إن ممارسة الجنس تبقي الانسان شاباً فتحافظ على شبابه وتبقي عليه مظاهر هذا الشباب في ارذل سنوات العمر.. وممارسة الجنس تطيل عمر المرأة ولكنها لا تطيل عمر الرجل.. وبهذا تنصح بالزواج المبكر للجنسين. أن المرأة  بإسرافها في الجنس يطول عمرها وإما الرجل بإسرافه في الجنس يقصر عمره.. 

والعملية الجنسية تعطي للجسم أثراً مساوياً لذلك الاثر الذي تمنحه رياضة المشي الصحي لمدة خمسة أميال.. بالاضافة الى ان الجنس يقوم مقام المهدئات فتمنح الجسم الهدوء النفسي والاسترخاء المطلوب.. وزيادة الهرمونات في الجسم هي نتيجة طبيعية لممارسة الجنس، وهي التي تُبقي الانثى شابة. وليس للجنس مثل هذه الآثار على الرجل.



نبض أقلام
بواسطة : نبض أقلام
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-