تكاثر الأسماك

تكاثر (تناسل) الأسماك

تكاثر (تناسل) الأسماك من أهم العمليات الحيوية التي تتحكم في استدامة واستمرارية أنواع الأسماك في البيئة المائية. فالأسماك تُعد من أهم المصادر الغذائية في العالم، وتعيش في بيئات مائية مختلفة، سواء كانت مياه البحر أو الأنهار أو البحيرات.

أوقات التكاثر عند الأسماك

تختلف أوقات تكاثر أو تناسل الأسماك تبعاً لنوع السمك، فبعض الأسماك مثل سمك الرنجة يتم تناسلها في أي وقت من العام، وأغلب الأسماك يتم تناسلها في النصف الأول من العام وبعض الأنواع مثل سمك موسى يتم تناسله في منتصف الصيف، أما سمك البكلاه فيكون تناسله في الفترة ما بين شهري فبراير ومايو.

المغازلة

تقوم الذكور بعرض ألوانها الزاهية أمام الإناث ومحاولة جذب انتباهها ، وأحياناً تقوم بعض الأنواع بنشر الزعانف الملونة، وكثيراً ما تقوم الذكور بالقفز أمام الإناث قفزات عالية تُعبر عن الحيوية والنشاط وذلك جميعه من أجل لفت الأنظار.

بناء الأعشاش

الملاحظ في عالم الأسماك أن الذكور يقع عليها العبء الأكبر في بناء البيت ورعاية الصغار. 

وأسلوب بناء البيت أو العش ليس واحد في جميع الأنواع, وإنما هي أساليب متعددة, فمثلاً:-

  • السمكة الزعنفية الزرقاء (البيتا): تقوم السمكة الذكورة ببناء عش من الفقاعات على سطح الماء. بعد التزاوج، تضع السمكة الأنثى البيض داخل العش، ويقوم الذكر بحمايته حتى يفقس البيض ويخرج الصغار.
  •  السمكة الزعنفية الذهبية (الجوبي): تضع الأنثى البيض على النباتات المائية، ويقوم الذكر بتلقيح البيض. لا تعتني هذه الأسماك ببيضها بعد وضعه، وقد يتم أكل البيض أو الصغار من قبل الأسماك الأخرى في الحوض.
  •  السمكة الزعنفية الجنوبية (الماوثبرودر): تعتبر هذه الأسماك من الأنواع النادرة التي تحمل البيض والصغار داخل فمها. تضع الأنثى البيض على الأرض ويقوم الذكر بتلقيحه. بعد ذلك، تلتقط الأنثى البيض بفمها وتحمله حتى يفقس وتطلق الصغار.
  •  السمكة الزعنفية الأمازونية (الأنجلفيش): تضع الأنثى البيض على سطح أوراق النباتات المائية، ويقوم الذكر بتلقيح البيض. تعتني كل من الأنثى والذكر بحماية البيض والصغار بعد الفقس.

وهكذا نجد أن طريقة السمك في بناء الأعشاش ليس واحداً.

أسلوب التكاثر

تتنوع طرق تكاثر الأسماك بشكل كبير بين الأنواع المختلفة. ومع ذلك، يمكن تصنيف أساليب تكاثر الأسماك إلى ثلاثة أنواع رئيسية: البيض البارد، البيض اللاصق، والتكاثر الداخلي.

  1.  البيض البارد: في هذا النوع من التكاثر، تضع الأنثى البيض في الماء ويقوم الذكر بتلقيحه بواسطة إطلاق الحيوانات المنوية عليه. هذا النوع من التكاثر شائع جداً بين الأسماك البحرية والمياه العذبة.
  2.  البيض اللاصق: في هذا النوع من التكاثر، تلصق الأنثى البيض على سطح ما، مثل الأعشاب المائية أو الصخور. بعد ذلك، يقوم الذكر بتلقيح البيض بواسطة إطلاق الحيوانات المنوية عليه. هذا النوع من التكاثر شائع بين الأسماك التي تعيش في المياه العذبة.
  3.  التكاثر الداخلي: في هذا النوع من التكاثر، يتم تلقيح البيض داخل جسم الأنثى قبل وضعه. يتم ذلك عن طريق إدخال الحيوانات المنوية إلى جسم الأنثى بواسطة الذكر. هذا النوع من التكاثر نادر نسبياً بين الأسماك ويشمل بعض الأنواع مثل القرش والأسماك الغضروفية الأخرى.
 يمكن أن تختلف العناية بالبيض واليرقات بين الأنواع المختلفة من الأسماك. بعض الأسماك تترك البيض بمجرد وضعه، بينما تظل أنواع أخرى قريبة من البيض لحمايته ورعايته حتى يفقس.

رعاية البيض والصغار

تتولى الأسماك البيض بالرعاية لحمايته مما قد يتعرض له من أخطار حيث يُعتبر غذاءً شهياً للكثير من الكائنات الحية, لذلك يحرص السمك على اختيار المكان المناسب والآمن لوضع البيض. 

وهناك أساليب عديدة لرعاية السمك للبيض فمثلاً:

تتناول أنثى البلطي البيض مع تيار الماء الداخل إلى فمها، فتحتفظ به إما في فمها وإما في فراغ البلعوم وإما في خياشيمها، ويظل البيض هكذا إلى أن يفقس. ويمكن للسمكة أن تحتفظ بهذه الطريقة بنحو ٣٠٠ بيضة، كما تحتفظ أنثى البلطي أيضاً بعدد من الصغار داخل فمها لتحميها من الأخطار. 

وبالنسبة لحصان البحر فإن الأنثى تحتفظ بالبيض بعد تلقيحه في كيس جلدي يوجد بالسطح البطني لذيله ويظل البيض به حتى يفقس ويكبر فيقفز إلى الماء. 

ومن مظاهر الرعاية والاهتمام أن بعض الأسماك حين تضع البيض يقوم الذكر بإحداث تيار من الماء فوقه لتوفير الأكسجين اللازم لفقسه ويتم ذلك بتحرك زعنفته حركات متتالية.

وفي السمك المعروف بـ (تلابيا) تحتفظ الأنثى بالبيض في أفواهها حتى يفقس ثم تقوم برعاية الصغار بوضعها أيضاً في أفواهها ولذلك فإن هذه الأسماك عند دخولها طور التكاثر تصوم عن تناول الغذاء لمدة ثلاثة أسابيع على الأقل. 

وبعض الأسماك البالغة تقوم برعاية صغارها بأسلوب فريد إذ تسمح لها بأن تقرض جلودها من أجل أن تتزود بالغذاء. 

وبعض أسماك القط تقوم بإنتاج إفراز لبني غني بالبروتين من أجل إطعام الصغار، وهذه تقوم بالتعليق بأسنانها في حلمة بدائية توجد على السطح السفلي لجسم السمكة البالغة. 

أخطار محدقة

رغم الرعاية المكثفة التي يوليها الأبوان للسمك الصغير وللبيض قبل أن يفقس فإن طريقه إلى الوجود وإلى الحياة محفوف بالمخاطر رغم هذه الرعاية, ورغم أن بيض الأسماك بصفة عامة يميل إلى الرسوب في الماء، ورغم أنه لزج بطبيعته فيلتصق بالنباتات القريبة في أغلب الأحوال فتكون ساتراً له إذ أنها تعمل على تمويهه وحمايته إلى أن يفقس, أي بعد أيام وأحياناً شهوراً كما في بعض الأنواع.. رغم هذه الظروف التي تكفل للبيض الأمان فإن كثيراً منها يقع فريسة للأسماك الكبيرة ولو كانت من نفس النوع.

ولما كان البيض أكثر تعرضاً للافتراس فقد هيأ الخالق المبدع لهذا النوع فرصاً أكبر من حيث الزيادة العددية، لذلك نجد بعض الأنواع تضع كميات هائلة من البيض مثل سمكة موسى التي تضع مليون بيضة، وسمكة البكلاه التي تضع 9 ملايين بيضة أما سمكة الشمس فإنها تضع ٣٠٠ مليون بيضة. 

كما نمى سبحانه فيها الحرص على رعاية الصغار بأساليب عديدة تم ذكر بعضها، وأوضح مثال لذلك أنثى البلطي التي تضع البيض في فمها ثم تضع الصغار بعد ذلك في فمها وتصوم وتجوع كي تحقق الأمن لنسلسها. 

ونجد الأنواع الولود من الأسماك أحسن حظاً من تلك التي تبيض، إذ يقل احتمال الخسائر في النسل لذلك فإنها الأقل عدداً من حيث الإنجاب ورغم ذلك فإن الخطر قائم لكنه أقل. 

في كل عمليات الولادة في الثدييات تقوم فيه المشيمة بتوثيق الصلة بين الأم ونسلها وهذا أمر لا يتحقق في الأسماك لعدم وجود المشيمة, ذلك أن جسد الأنثى يكون بمثابة الملجأ الذي يستضيف البيض حتى يفقس، فتخرج الصغار مطوية على نفسها في نصفين، ثم يستقيم عودها وتحمل الإناث البيض لفترة طويلة تتراوح بين ثلاثة أسابيع وثلاثة شهور. وهذه الذرية هي الأخرى تترصد لها الكائنات البحرية المختلفة لأنها تعتبرها غذاء لها.

 الخاتمة

 تناسل الأسماك هو عملية مهمة في دورة حياة الأسماك وتؤدي إلى توليد أعداد كبيرة من الأسماك الصغيرة التي تحتاج إلى رعاية خاصة لتنمو وتنمو بشكل سليم.

وعملية تكائر الأسماك هي عملية حيوية ومهمة في صيانة تنوع الحياة البحرية، ويتطلب تربية الأسماك الصغيرة الحرص على توفير بيئة مناسبة وتغذية صحية ورعاية دقيقة للمساعدة في نموها وبقائها على قيد الحياة.

نبض أقلام
بواسطة : نبض أقلام
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-