ديدان النار | زواج شهري في الأشهر العربية

ديدان النار

 

من الديدان البحرية نوع اسمه ديدان النار, و هي من الديدان المعروف عنها أنها من الكائنات البحرية أو الديدان البحرية المضيئة, و الإضاءة عندها تتسم بطرافة و غرابة إذ أنها تُضيء في وقت محدد و بنظام معين و المتاسبة معروفة ( التزاوج ).

موطن ديدان النار

 العجيب أنها اختارت توقيتاً للإضاءة يرتبط بالشهر العربي ( القمري ) الذي يلتزم به العالم الإسلامي في مواقيته و عباداته, رغم أنها بعيدة تماماً عن بلاد العرب و ديار الإسلام, إذ هي تعيش بجوار سواحل ( برمودا ) قرب الولايات المتحدة الأمريكية في المحيط الأطلنطي.

توقيت الإضاءة

أما التوقيت المرتبط بتلك الإضاءة الطريفة في مهرجان الزواج أو التناسل الذي يحدث كل شهر عربي مرة واحدة, فهو على وجه التحديد في الليلة السابعة عشرة, بعد غروب الشمس عن سواحل برمودا بخمس و خمسين دقيقة.

الحفل الراقص

تخرج إناث هذه الديدان و قد اكتست ضوءاً أخضر, و تأخذ في الرقص و الدوران في دائرة صغيرة, و بعد أن يكتمل خروجها و انتظام رقصها و دورانها , تصعد الذكور من أماكنها في القاع و قد جذبتها رقصات العذارى على سطح الماء و إشعاعاتها المضيئة, و تسبح صاعدة بسرعة.

و حين تقترب منها , تُعلن عن وصولها  ابتهاجاً بومضات مضيئة, ثم تقترب أكثر من الإناث, و يروح الجميع في حفل راقص سعيد, و قد أحاط عدد من الذكور ( ربما ثلاث و ربما أربع و ربما أكثر ) بكل أنثى, و يستمر الحفل الراقص و كأنه إعلان عن زواج جماعي يملأ المكان بهجة و نشوة و سروراً .

كيف يحدث التلقيح؟

إناث ديدان النار أكبر حجماً من ذكورها, إذ أن حجمها ضعف حجم الذكر بنحو ثلاث مرات, و التلقيح يحدث في الماء لأن الإناث ليس لها فروج أو أرحام.

فإذا جاءت لحظة التلقيح بعد مدة من الحفل البهيج و الرقص السعيد , تتوهج الأنثى بشدة ليس لها مثيل, ثم يتبعها الذكر في هذا التوهج و تُطلق أضواء قوية متقطعة, ليتكون من هذه الأضواء الجميلة ستار جميل يحيط بالتجمع الفرح السعيد.

ثم يزول الستار الضوئي, و تنتهي مراسم المهرجان ليتكرر في نفس الموعد ليلة السابع عشر من الشهر القادم.

ماذا يحدث بعد التزاوج

لن يحضر من هذا الجمع السعيد مهرجان الشهر القادم, و ذلك لأن الحاضرين من الذكور و الإناث بعد أن تنتهي المراسم يضمر جسده و ينقص نشاطه و تنتهي حياته.

هذه الديدان المضيئة في ذلك الحفل الجميل لا تعرف الإضاءة إلا في فصل الزواج, حيث تُسهم هذه الإضاءة في لم الشمل و عقد اللقاء, إذ أنها تعيش في قاع البحر, و تتعقبها مخلوقات بحرية عديدة لتتخذها غذاءً لها .

لذلك فهي لا تتجمع إذ أن تجمعها يكشف أمرها, و يُسهل على الكائنات التي تتعقبها أن تجدها و تفترسها, لذلك فهي تتفرق و لا تتجمع و تختفي في القاع و لا تظهر فوق سطح الماء إلا في هذه المرة التي تمتلىء فيه فرحاً و سعادة, ثم تكون النهاية, تاركة من خلفها ذرية تحفظ النوع.

نبض أقلام
بواسطة : نبض أقلام
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-