المسلات الفرعونية في مصر

المسلات الفرعونية في مصر

 

 كلمة مسلة مشتقة من الكلمة الإغريقية OBELOS بمعنى خنجر, حيث أعمدة المسلات المنتهية بحافة مدببة تبدو كالخناجر.

  • المسلات أمثلة نموذجية للفن الفرعوني المصري القديم, فلها قوام رشيق نحيل, و قاعدة مربعة, و تنتهي بطرف هرمي الشكل.
  • يبلغ ارتفاع المسلات نحو عشرة أمثال محيط القاعدة. و كان طرف المسلة يُغلف عادة بمعدن براق ثمين من الفضة أو الذهب, و لكن هذه المعادن النفيسة كانت عُرضة للنهب و السرقة. و بسبب هذه الطبقة المعدنية, فإن الأعمدة كانت تعكس ضوء الشمس بصورة باهرة, حتى كان بالإمكان رؤيتها من مسافة بعيدة.
  • كانت المسلات يجري تشكيلها من حجر يُطلق عليه اسم السينيت ( سُمي هكذا لأنه كان يُستخرج من كهوف سيين, التي تُعرف الآن باسم أسوان ) , و هو نوع من الجرانيت الضارب إلى الحمرة. و أحياناً كان يُستخدم نوع من البازلت الرمادي القاتم.
  • أطول مسلة معروفة بقيت غير تامة الصنع في خندق عند أسوان بارتفاع 39متر, و أصغر مسلة يقل ارتفاعها عن مترين.
  • لم تكن المسلات لمجرد الزينة, و لكنها كانت تُقام أمام المعابد, و كانت تُكرس في العادة لآلهة الشمس. تحمل كثير من المسلات نقوشاً بالهيروغليفية ( و هي الكتابة المصرية المصورة ) تُبين أنها مُكرسة للآلهة.

كيف كان يتم بناء المسلات

  1. كان المصريون يتمسكون بأن يكون الحجر المستخدم في بناء المسلة خالياً من كل عيب مثل التشققات أو الشوائب.
  2. يُنظف الصخر بصب المياه عليه بقوة.
  3. يُسحج سطح الصخرة حتى يصير أملس مستوياً, و تحقيقاً لذلك كانت تُستخدم أحجار صلدة كبيرة تُجلب من الوديان الصحراوية في مصر.
  4. كان الشكل العام للمسلة يُحدد على الأرض, ثم يُشق خندق عميق حولها, و يهبط العبيد إلى الخندق للعمل.
  5. كان العبيد يكشطون المسلة بأحجار مستديرة, ثم يأخذون في صقل جوانبها.
  6. كان السطح الرابع للمسلة يُنزع من موضع التحامه بالصخرة بواسطة أوتاد خشبية ضخمة تُدفع في فتحات سبق إعدادها على فترات منتظمة. و كانت الأوتاد تُشبع بالماء حتى إذا تمددت تشقق الصخر.
  7. كانت جموع من العبيد الأشداء ( يُقدر عددها بحوالي 5000 رجل ) تعمل مستعينة بالحبال و الروافع لرفع المسلة من الخندق و نقلها إلى ألواح فوق عجلات. و يتم نقل المسلة إلى النيل, و تُحمل فوق مركب طويل يقلها إلى وجهتها المبتغاة.

كيف كان يتم إيقاف المسلات رأسياً

كانت المهمة التالية بعد وصول المسلة إلى وجهتها هي العمل على رفعها لكي تقف رأسية. و لما كان بعض هذه الآثار يزن  أكثر من 500 طن, فالواضح أن هذه العملية كانت تُعد مشكلة بالغة الصعوبة. و لكن للقيام بهذه المهمة كان المصريون على الأرجح:-
  • كانت قاعدة المسلة تُوضع على حافة القاعدة المُراد إقامتها عليها, و تُهيأ المسلة بحيث يمكن أن يدخل جانب من قاعدتها في شق يُحفر في القاعدة التي ستقام فوقها. و كانت هذه العملية كفيلة بعدم إنزلاق المسلة أثناء إقامتها.
  • في أثناء رفع المسلة بواسطة الحبال و الروافع , كان يُدفع من تحتها أكداس من المواد كالطوب لكي تسندها و تبقيها ثابتة. 
  • كانت أكداس الطوب تزداد ارتفاعاً إلى الحد الذي يسمح بوقوف المسلة فوق القاعدة التي أُعدت لها.

المسلات الموجودة في مصر

رغم أن المسلات كانت آثاراً فرعونية مصرية نموذجية, إلا أنه يمكن مشاهدتها اليوم في بلاد أخرى كثيرة, فقد استولى الغزاة الأجانب على بعض المسلات و أخذوها من مصر , و تهدم بعضها بسبب الزلازل, أو تعرضت للبلى بفعل الرياح و عوامل الطقس.
من أشد العجب, أنه لم يبق الآن من جملة المسلات الثلاث عشرة التي كانت قائمة في الكرنك سوى ثلاث فقط. و من بينها تلك المسلات التي أقامها تحتمس الأول .
هناك عدة مسلات أُقيمت في مدينة أخرى من مدن مصر القديمة اسمها هليوبوليس HELLOPOLIS (مدينة الشمس). و أقدم مسلة معروفة من نوعها تقوم في ضواحي هذه المدينة( و هي الآن إحدى ضواحي القاهرة - المطرية -) و قد أُقيمت حوالي عام 1950 قبل الميلاد.
المسلة القائمة في الأقصر مشهورة بنقوشها الهيروغليفية الجميلة, و قد شيدها رمسيس الثاني في القرن الثالث عشر قبل الميلاد, و كانت قائمة أمام معبد الأقصر إلى جانب مسلة مطابقة لها الآن في باريس, و يناهز طولها 35 متراً.

مسلات مصرية خارج مصر

عندما قام الرومان بغزو مصر في القرن الأول قبل الميلاد, حملوا معهم مسلات في عودتهم إلى روما, حيث ظلت في ميادينها الرئيسية حتى القرن السادس عشر بعد الميلاد.
توجد مسلة في كل من باريس ,و نيويورك, و اسطنبول, و لندن.
و المسلتان المشهورتان الموجودة إحداهما قرب نهر التيمز في بريطانيا و الثانية في نيويورك, قد شيدت كلتاهما في عام 1500 قبل الميلاد و أطلق عليهما اسم (إبرة كليوباترا) .
قد أهديت المسلة القائمة على ضفة نهر التيمز إلى بريطانيا عام 1819م على يد نائب الملك في مصر, و لكنها لم تصل إلى لندن إلا عام 1878م, حيث تعرضت في الطريق إلى الضياع أثناء عاصفة في خليج بسكاي. 
و من الجدير بالذكر أن المسلة على ضفة نهر التيمز أيضاً قد أُصيبت بخدوش من شظايا القنابل أثناء الحرب العالمية الثانية.
نبض أقلام
بواسطة : نبض أقلام
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-