كيف تتصرفين عندما يرفض طفلك الطعام

كيف تتصرفين عندما يرفض طفلك الطعام

 

الطفل عنيد بطبعه و قد يرفض الطعام, لذلك يجب على كل أم مراعاة هذه الطبيعة في طفلها ومحاولة مجاراته بلباقة, وهو يعرف جيداً أن والدته تريده أن يتناول أكبر كمية من الطعام لذلك فهو يحاول جاهداً التعلل بالحجج كي يجبرها على الاهتمام به وتدليله وعدم ارغامه على الطعام .

 كيف يمكنك مساعدة طفلك على تناول طعامه

تقول انطوانيت هاتفيلد وبيبجي ستانتون مؤلفتا كتاب " كيف يمكنك مساعدة طفلك على تناول طعامه " أن هذه المحاولة ليست يسيرة فهي تحتاج منك محاولة مستمرة للخلق والتنويع في تقديم الوجبات وأن تكوني على علم بنفسية طفلك وطريقة التعامل معه . 

 تلعب الألوان دوراً كبيراً في فتح شهية الأطفال. 

ومن الالوان المفضلة لديهم البرتقالي أو الأحمر والأخضر معاً لذلك فإن أكثر ما يثير شهيتهم فطيرة البيتزا التي تشمل على كثير من الفيتامينات والمواد المغذية فهي تُجمل بالبندورة والفلفل الأخضر والجزر وأصناف اللحوم أو السمك أو الدجاج التي يحبها الطفل . 

طريقة أخرى يمكنك اللجوء إليها لفتح شهية الطفل هي اختيار الأطعمة. 

فيمكنك تنويع الأطعمة عند تقديمها مثل البطاطا والفاصولياء واللوبيا المجففة .  

كذلك الشكل الروتيني الموحد للأطعمة يمله الأطفال مثل البطاطا المستديرة وقطع اللحم المستديرة أيضاً ,  إذا شملت هذه النوعيات فإن الطفل سوف يبتعد عن تناول هذا الطعام . فالأشكال المختلفة تلفت انتباهه بدرجة أكبر وبالتالي تفتح من شهيته.  

كذلك فالأطفال يفضلون تناول الفطائر أو السندويشات التي تأخذ أشكالاً مختلفة مثل الحيوانات والطيور . 

لذلك يمكنك توفير القطع مختلفة الأشكال لاستخدامها عند عمل البسكويت أو الفطائر فيقبل الطفل عليها لمجرد أنها على شكل قطة أو حصان أو أي شكل يفضله . 

وباستعمال هذه الأشكال يمكنك أيضاً تشكيل قطع الهمبرغر أو سندويشات التونة. 

حددي أولاً الشكل الذي تريدين تحديده أو الذي يفضله طفلك ثم حددي ملامح الشكل بالمتبقي من الخبز خاصة إذا كان خبز التوست ، ثم ضعي بداخله اللنشون أو الهمبرغر وجمليه بوحدات البندورة والبقدونس .

 هذه الأشكال تزيد من شهية طفلك وتجعله يطلب المزيد . 

 اطلبي من طفلك مساعدتك في إعداد الوجبات التي يفضلها, فهذا يزيده شهية لما سوف يتناوله . 

كوب اللبن يجب أن يكون بشكل جذاب حتى يقبل الطفل على شربه ، اختاري الأكواب الملونة المرسوم عليها بعض الأشكال والحيوانات المحببة إلى قلبه أيضاً تجعله يلجأ إلى طلب المزيد لأنها تجعله سعيداً باستعمالها .  

الوجبات المنوعة لها تأثيراً أيضاً على نفسيته وشهيته فهو يكره التكرار ويسعد كلما لجأت والدته إلى تقديم وجبات جديدة . 

طريقة التقديم مسؤولة عن فتح شهية الطفل ، فالأرز مثلاً يمكنك تقديمه له مضافاً إليه الشعيرية أو اللحمة المفرومة أو الصلصة ،  كذلك يمكنك الاستعاضة عنه بالفريك خصوصاً إذا كان مصحوباً بالطيور. 

وتغيير مكان تناول الطعام له تأثير طيب على نفسية الطفل ، فالمكان الثابت الذي يتناول فيه الطفل طعامه غير محبب لذلك يمكنك جعله يتناول في الشرفة أو في أي مكان في المنزل يفضله أو أمام شاشة التلفاز لكن حاولي بقدر استطاعتك وضع كمية محددة في طبقه فهو بهذه الطريقة سوف يطلب المزيد في حين أنه إذا وضعت له كميات كبيرة فلن يتناول منها إلا القدر القليل . 

تحديد ساعة معينة لتناوله الطعام ليس له مبرر ، فالطفل يحتاج كميات كبيرة ومتنوعة من المواد الغذائية والفيتامينات وحسب حاجة جسمه حتى ينمو نمواً طبيعياً .  

لا تحرميه من الحلوى ولكن يمكنك تقديمها له في فترات معينة بحيث لا تؤثر على شهيته ، فتقدم له مثلاً بعد تناوله الطعام . 

والفواكة أيضاً ضرورية لنمو طفلك فهي مصدر هام للأملاح المعدنية والفيتامينات بالإضافة إلى ذلك فإنها تحتوي على مواد قلوية مانعة للحموضة .  

يجب تلافي أسباب ضعف الشهية عند الأطفال فقد يكون الطفل مصاباً بالإمساك وسوء الهضم وهذا يقلل من حيويته ورغبته في تناول الطعام وتعود شهيته بانتهاء المرض . 

كذلك فإن ضعف الشهية كثيراً ما يرجع إلى تناول الطفل مواد دسمة تحتاج إلى فترة طويلة لهضمها ، أو تناول الحلوى بين الوجبات . 

والحالة النفسية تلعب دوراً كبيراً أيضاً في فتح شهية الطفل ، فالانفعال الشديد سواء كان فرحاً أو حزناً يجعله يعزف عن تناول الطعام لذلك يجب على الأم مراعاة نفسية طفلها عند امتناعه عن تناول الطعام ومن ناحية أخرى فإن إهمال الوالدين للطفل يجعله يحاول جذب انتباههما بعدم تناول طعامه .  

كذلك فإن الخوف له تأثير بالغ على وظيفة المعدة وحركة الأمعاء ، لذلك يجب على الوالدين تجنب كثرة التحذيرات والتنبيهات التي يحاول الآباء توجيهها لأبنائهم أثناء تناول الطعام فهي تفقد الطفل شهيته . 

فضلاً عن أن الطفل سوف يتعلم آداب المائدة بمرور الوقت . 

وقد يكون الوالدان مثالاً سيئاً لأطفالهما عند محاولة اتباع الرجيم لانقاص الوزن فيمتنعان عن تناول بعض أنواع الطعام ، غالباً ما يحاول الصغير محاكاتهما .  

كما أنه كثيراً ما تؤثر تعليقات الآباء على أنواع الطعام فيتجنب الطفل أنواع الطعام التي لا يحبها الآباء لذلك يجب عدم إبداء الأشياء من أنواع الطعام حتى لا يكرهها الطفل .


أهمية وجبة الإفطار  للطفل

من أهم الوجبات في حياة الطفل الصغير وجبة الإفطار . فيجب الاهتمام بها خاصة في أيام الدراسة . فهو في حاجة إلى طاقة لدفعه لمتابعة دروسه ، وامداده بالحيوية والنشاط طول اليوم .

 وأفضل وجبة يتناولها الطفل في الصباح كوب من اللبن المضاف إليه ملعقة عسل نحل . أو زبادي بالمربى بالإضافة إلى قطعة جبن أو بيضة مسلوقة  أو كوب من عصير البرتقال .  

والطفل عموماً في حاجة إلى فيتامينات في صورتها الطبيعية أو في صورة أقراص ، وقد تهمل الأم إعطاء طفلها الفيتامينات في حين تسرف بعض الأمهات في إعطاء أطفالهن كمية كبيرة من الفيتامينات ، وفي كلتا الحالتين يكمن الخطر . فالطفل يحتاج إلى التغذية بالفيتامينات لكن تناول الفيتامينات بكميات كبيرة له تأثير عكسي .  

ويجب ألا يزيد اهتمام الأم بتغذية الطفل إلى حد المبالغة في الاهتمام فينعكس ذلك على الطفل ، وحتى لو كان هذا الاهتمام مبالغاً فيه فيجب ألا يشعر به الطفل ، ويجب أن تكون محاولة الأم عند تغذية الطفل ظاهرها اللامبالاة وترك الحرية له وفي باطنها كل الحرص والاهتمام . 

 حيث أن لهفة الأم على أن يتناول طفلها أكبر قدر من الغذاء تجعلها تطلب من الطفل أن يمضغ ويبلع بسرعة ، وقد يكون ذلك لضيق وقت الأم العاملة فهذه اللهفة وحدها كفيلة بأن تسبب للطفل اضطراباً عصبياً يدفعه إلى العزوف عن الطعام .  

فعندما يلاحظ الطفل القلق والاهتمام الزائد المنعكس على وجه أمه تكون النتيجة عناد الصغير سواء برفض الطعام أو التباطؤ في تناوله, ومن ثم قد تنفعل الأم وتعنف، ويُولد عنفها وانفعالها الخوف في نفسية طفلها وبالتالي يفقد شهيته .  

قد نلاحظ أن الطفل في وسط أصدقائه أو في الرحلات يأكل أكثر ، ويكون هذا نتيجة هدوء أعصابه ، حيث لا يكثر الضغط على تناول الطعام ، كذلك وجود عوامل مشجعة على تناوله كمنافسة الأطفال .  

والأكل بالإكراه إن لم يسبب عناء الطفل فهو يسبب سوء الهضم حيث أن عملية تغذية الطفل تحتاج من الأم إلى اللباقة والفهم وسعة الصدر . 


نبض أقلام
بواسطة : نبض أقلام
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-