العلم و تقليد الحيوانات

العلم و تقليد الحيوانات

توالى العلماء على دراسة ظواهر متواجدة في الحيوان, و كان السؤال دائماً: كيف؟؟ و عند إتضاح الإجابة, فإنهم كانوا لا يألون من جهدهم  جهد في إيجاد إختراع يُقلد هذه الظاهرة. و تالياً بعض هذه الإختراعات و صلتها بالظاهرة:-

الاسماك والغواصات

من المعروف أن من بين الحيوانات التي تعيش في أعماق البحار كانت الاسماك أكثرها تطوراً وانها تتكيف بصورة أجود من غيرها للحياة في الماء.

تتنفس السمكة بواسطة الخياشيم التي تستخلص الاوكسجين من داخل الماء، وبعد أخذ الاوكسجين من الماء، تخرج المياه من جسمها عن طريق 5 فتحات تقع في حلق السمكة.

منذ زمن والخبراء يحاولون بناء غواصة وخياشيم اصطناعية لتزويد الاوكسجين للغواصة في أعماق البحر، وإذا وُجد جهازاً كهذا فإنه يصبح بالامكان البقاء في الماء لفترة طويلة دون الحاجة الى التزود باكسوجين جديد في كل مرة.

الحشرة والاتصال

يحاول العلماء في عصرنا أن يقلدوا في مخترعاتهم القدرة الخاصة لحيوانات مختلفة حيث تنجح الحيوانات في تحصيل قوتها والهروب من الأخطار. 

وفي عصر غزو الفضاء هذا يحتاج الانسان الى وسائل اتصال متطورة بحيث لا تتوقف أو يؤثر عليها تشويش التغيرات الجوية أو الاجسام السماوية المختلفة.

وهنا يلجأ العلم بالتعلم من الحشرة بكيفية نقل المعلومات الى حشرة أخرى تبعد عنها 50م دون أن تتأثر المعلومات المرسلة بالاصوات من صنع يد الانسان.


الخفاش والرادار

يحاول العلماء منذ فترة طويلة الكشف عن سر الخفاش الصغير.

فالخفاش يطير ليلاً بحرية تامة دون أن يخشى الاصطدام بشيء ما، ويتم له هذا بأن يُخرج أمواجاً صوتية منتظمة - أصوات لا يستطيع الانسان سماعها- وبناءً على إرتدادها عن الاجسام وسماعها ثانية فإنه يتعرف على وجود الاجسام والعوائق ومعرفة ماهيتها و أشكالها بدقة متناهية.

هذه العملية دقيقة جداً لدى الخفاش لدرجة أنها تؤهله على التحرك في الكهوف المظلمة دون أن يُصاب بأذى ودون الخلط بين الأصوات المنعكسة عن حركته وبين أصوات الخفافيش الأخرى. 

ومن هنا كانت فكرة إختراع الرادار( جهاز الاتجاه والبعد) المأخوذة عن الخفاش.

ولكن إذا نجح العلماء في انتاج أجهزة إتجاه و بُعد متطورة مثل التي للخفاش فسيصبح التحرك الجوي والبحري آمناً أكثر مما نحن عليه الآن.

الحية والصواريخ

توجد أفاعي تصل الى فريستها بواسطة حاسة توجيه تقع في رأسها وتستند في عملها على الحساسية للأشعة الدون الحمراء، حيث تستطيع الأفعى بمساعدة هذه الحاسة الكشف بسهولة ودقة عن التغيرات في حرارة محيطها كما أنها تتوجه نحو فرائسها بفضل هذه الحاسة وتأثرها بالحرارة المنبعثة من أجسامها.

تتمكن هذه الحسة من الكشف عن التغيرات في درجة الحرارة حتى الجزء من ألف من الدرجة.

وعمد الجيش على إنتاج الصواريخ مستنداً الى هذه القاعدة. تكشف هذه الصواريخ عن الطائرات في الهواء وعن الدبابات على الارض وذلك حسب الحرارة المنبعثة عن المحرك وتقوم فيما بعد بابادتها.

الضفدع والدفاع ضد الطائرات

يحاول العلماء لغرض الدفاع ضد الهجوم الجوي عمل جهاز الكتروني ذو صفات شبيهة لعين الضفدع. 

يوجد للضفدع أعين بارزة ذات حقل رؤية كبير جداً، وهي تنقل الى الدماغ مُعطيات عن الذباب والحشرات الصغيرة الأخرى الموجودة في محيطها وفي متناول لسانها. تُصنف العين الأشياء ولا تنقل الى الدماغ معطيات عن الاجسام الأخرى التي لا تهمها.

إذا أمكن إختراع جهاز كهذا فسيكون مفيداً من جهاز الاتجاه والبعد( الرادار) لأنه يمكن الكشف فيه فقط عن طائرات وصواريخ العدو بينما لا تظهر فيه الاجسام الاخرى كالطائرات التجارية، الغيوم، أسراب الطيور وما شابه.

مقاس السرعة للخنفساء السوداء

يوجد للخنفساء السوداء حاسة لقياس سرعة الاجسام المارة بالقرب منها بصورة دقيقة و أكيدة.

عين الخنفساء تنقسم الى فصين منفصلين، و تُعين سرعة الاجسام المارة بواسطة حساب للزمن الذي مر من اللحظة التي شوهد فيها الجسم على نصف العين الاول وحتى اللحظة التي يشاهده النصف الثاني من العين.

يحاول العلماء الآن صنع مقاسات سرعة تعمل على هذا المبدأ لاستعمالها للطائرات وبدلاً من عين الخنفساء السوداء سيستعملون وسائل كهروضوئية لتنقل نتائج القياسات الى الحاسوب وبهذا يحصل على مقاس سرعة دقيق و سريع.

البوم والسونر

يولي العلماء اهتماماً كبيراً لطير البوم. فالبوم طير يعتمد على حاسة سمعه في اصطياد فرائسه وليس على أعينه. فهو يتوجه بناء على سمعه نحو الفريسة الذي يريد اصطيادها و يمسكها بدقة متناهية وحتى لو كانت مختبئة تحت الارض.

هذه الخاصية تهم العلماء لتطوير السونر ( جهاز للاستكشاف يستعمل تحت الماء كالردار في الهواء) و وظيفته اكتشاف سفن وغواصات العدو حسب الضجة التي تُخرجها.

الدولفين والسفن

تتبع أسرار الطبيعة الى مجالات أخرى أيضاً، فالدولفين( خنزير البحر) يتقدم في الماء بسرعة تصل الى 50كم/ساعة، وهذا معدل سرعة السفن الكبيرة. 

وقد إتضح بناء على التجارب والبحوث التي أُجريت على الدولفين أن جلدها يقع فوق طبقة اسفنجية وهي مرنة وتلائم نفسها بشكل أمواج الماء فتقلل بهذا من الاحتكاك الذي بين جلد الدولفين والماء لدرجة كبيرة، مما يُمكن الدولفين من التقدم في الماء بسرعة.

يحاول العلماء ايجاد مادة تكون لها صفات شبيهة لجلد الدولفين.

العصفور والطائرة

لقد بحث الانسان منذ ألاف السنين عن وسيلة تمكنه من الارتفاع في الجو والطيران كالطيور، وفي سنة 1884م و 1890م فحص العالمان كييلي و مونغومري مبنى أجسام الطيور فوجدا انها تستعمل ذنبها لتوجيه الطيران الى الناحية المرجوة بينما تعمل الاجنحة المفروشة الى الجانبين كعامل على تثبيتها في الجو.

اخترع المهندسان أجنحة كأجنحة الطيور ولكنها أكثر تقوساً من الامام وحادة أكثر من الخلف وهكذا تكون سرعة الهواء من الامام أكبر من سرعته من الخلف وهذا الامر هو الذي يُعطي للطائرة قوة الدفع الى الاعلى.



نبض أقلام
بواسطة : نبض أقلام
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-